تصطدم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرفض الفلسطيني لـ"صفقة القرن"، التي أعلنت الدول العربية رفضها لها أيضاً.
فيما تواصل حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرّف، استغلالها لدعم إدارة البيت الأبيض بمزيد من قرارات "القرصنة" من خلال اقتطاع رواتب الأسرى وعائلات الشهداء من "المقاصة الفلسطينية"، والاستمرار بالانتهاكات للمقدّسات الإسلامية والمسيحية وسرقة الأراضي، واعتقال الأسرى في سجون الإحتلال، والضرب عرض الحائط بقرارات ومواثيق الهيئات والمنظّمات الدولية.
وفي ظل الرفض الفلسطيني لقيام الولايات المتحدة برعاية أي عملية سلمية، انطلاقاً من
انحيازها الكامل لصالح الإحتلال الإسرائيلي، يبرز دور الدول الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن الأمم المتحدة.
هذا الدور، وما يمكن أنْ تقوم به روسيا، كان محور اللقاء، الذي عُقِدَ بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين على رأس وفد، مساء أمس (الإثنين)، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله في الضفة الغربية.
وفي بداية اللقاء، نقل المسؤول الروسي تحيات الرئيس فلاديمير بوتين، وحرصه على تمتين العلاقات الروسية - الفلسطينية التاريخية، وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدين الصديقين.
وأطلع الرئيس عباس الضيف على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والعقبات التي تعترض العملية السياسية، جرّاء الممارسات الإسرائيلية، أحادية الجانب، والانحياز الأميركي الكامل لصالح الإحتلال.
وأوضح الرئيس أنّ "استمرار إسرائيل في اتخاذ القرارات العدائية ضد الشعب الفلسطيني، كقرار الكنيست اقتطاع رواتب الأسرى والشهداء من أموال المقاصة الفلسطينية، وعملية التهويد وسرقة الأرض كقضية الخان الأحمر، ستكون لها عواقب وخيمة، وسيتخذ الجانب الفلسطيني الإجراءات اللازمة لحماية الحقوق الفلسطينية".
وشدّد على أنّ "القيادة الفلسطينية جادّة في تحقيق المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام وفق ما اتُّفِقَ عليه في اتفاق القاهرة الأخير، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من تولي مسؤولياتها كاملة في قطاع غزّة".
وأكد الرئيس عباس "حرص فلسطين على تمتين العلاقات الثنائية مع جمهورية روسيا الاتحادية، لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين، ودور روسيا الكبير في إرساء قواعد السلام في منطقتنا والعالم".
بدوره، أكد نائب وزير الخارجية الروسي "عمق العلاقات الروسية - الفلسطينية، والموقف المبدئي الداعم للقضية الفلسطينية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأبدى المسؤول الروسي "تقديره الكبير لزيارة الرئيس المرتقبة إلى روسيا، ولقائه الهام مع الرئيس بوتين لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى حضور المباراة النهائية لكأس العالم مع باقي زعماء العالم".
وقدّم شرحاً حول آخر المستجدات في سوريا، وذلك بحضور المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا.
إلى ذلك، وفي ضوء توجيهات الرئيس عباس، وصل إلى العاصمة السورية، دمشق، مساء أمس
(الإثنين) وفد من "منظّمة التحرير الفلسطينية" برئاسة عضو اللجنة التنفيذية للمنظّمة وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد.
ويضم الوفد عضوَيْ اللجنة التنفيذية للمنظمة الدكتور واصل أبو يوسف وأحمد أبو هولي، سفير فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، حيث انضم إليهم في دمشق، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومفوّض الأقاليم الخارجية الدكتور سمير الرفاعي والسفير الفلسطيني في سوريا محمود الخالدي.
ويتوزّع برنامج زيارة الوفد على محورين: بحث العلاقات الفلسطينية – السورية، والفلسطينية - الفلسطينية، من خلال:
- لقاء عدد من المسؤولين الرسميين السوريين، والإطمئنان على الأوضاع في سوريا، وإطلاعهم على التطوّرات الجارية في الساحة الفلسطينية بكافة جوانبها.
- الاطلاع على أوضاع الشعب الفلسطيني، خاصة في مخيّم اليرموك، في ضوء التطوّرات الأخيرة، ولقاء الفصائل والقوى والفاعليات الفلسطينية.
وستركّز المحادثات بين الوفد وباقي القوى الفلسطينية الموجودة في دمشق مع القيادة السورية، على العلاقات الثنائية، لبحث مستجدات الوضع السياسي في المنطقة و"صفقة القرن"، فضلاً عن أوضاع أبناء الشعب الفلسطيني في سوريا، والبحث بالسبل الممكنة لمساعدتهم، وعودة الحياة
الطبيعية للمخيّمات والتجمعات الفلسطينية، بعدما تمَّ إخراج المجموعات الإرهابية.
وأيضاً، في سياق الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية على صعيد بلسمة جراح اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، بعد ما أصابهم، خاصة في بعض المخيّمات والتجمّعات، ومنها مخيّمات: اليرموك، حندرات، درعا والسبينة وغيرها.
ومن المتوقّع أنْ يكون على جدول أعمال الوفد، زيارة مخيّم اليرموك، والاطلاع المباشر على واقع الحال، وما حلَّ بالمخيّم بعد الأحداث التي عصفت به، وأدّت إلى تدمير الأجزاء الأكبر منه.