تتّجه الأنظار إلى العاصمة الروسية، موسكو، ليس فقط إلى مباراة نهائي كأس العالم بكرة القدم، بل إلى قمم سياسية محورها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فقد التقى أمس، رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أنْ يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي سيصل إلى موسكو غداً (الجمعة)، قبل أنْ يعقد قمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الإثنين في العاصمة الفنلندية، هلسنكي.
لكن لا لقاء بين عباس ونتنياهو، بل إنّ الرئيس الفلسطيني سيُبلِغ الرئيس الروسي قراراً واضحاً برفض "صفقة القرن" التي تسوّقها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وضرورة إيجاد آلية دولية جديدة
بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، والتزام الجانب الفلسطيني بالسلام، وإنّ المرجعيات الدولية هي الأساس لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
ويراهن الفلسطينيون على دور أكبر لروسيا في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، لأنّ الموقف الروسي يدعم الموقف الفلسطيني، وسيساهم الحسم السريع بين أميركا وروسيا في الملف السوري، بعدما سلّمت بالموقف الروسي هناك، إمكانية الإسراع بالانتقال للملف الفلسطيني.
في غضون ذلك، تستبق سلطات الإحتلال قرار "المحكمة العليا" الإسرائيلية بشأن هدم المنازل في قرية الخان الأحمر - شرقي القدس، والمقرّر أنْ تُعلنه 16 الجاري، بشأن الإلتماسين اللذين تقدّم بهما أهالي القرية برفض الهدم، حيث أمهلت المحكمة سلطات الإحتلال للرد عليهما، وتفسير موقف ما يُسمّى "الإدارة المدنية"، برفض مخطّط تنظيم البناء في الحي، الذي وضعته "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان"، وتقدّم به سكان الحي.
وأمس، أقدمت قوّات الإحتلال على إقفال مداخل القرية بمكعبات إسمنتية، مانعة عدداً من القناصل المعتمدين لدى دولة فلسطين من الوصول إلى خيمة الإعتصام المركزية، التي أُقيمت في التجمّع، وكذلك آخرين من الوصول إلى قرية الخان، فضلاً عن احتجاز عشرات الأطباء أيضاً.
فقد اقتحمت قوّة كبيرة للإحتلال صباح أمس قرية الخان الأحمر، وحاصرت المتواجدين في
مدرستها، حيث كان يعتصم أبناء القرية ومتضامنون فلسطينيون وأجانب، واحتجزتهم ومنعتهم من التحرّك.
ودعماً لصمود أهالي الخان الأحمر، وتثبيتاً لحق الفلسطيني بأرضه، ورفضاً لـ"صفقة القرن" والمؤامرة على القضية الفلسطينية، قرّر المجلس الثوري لحركة "فتح" عقد اجتماعه اليوم (الخميس)، الساعة 6 مساءً، على أرض القرية.
في غضون ذلك، وفي إطار المساعي المصرية لإعطاء دفع للمصالحة الفلسطينية، وصل أمس إلى القاهرة، وفد من حركة "حماس" برئاسة عضو المكتب السياسي الدكتور خليل الحيّة، وذلك عبر "معبر رفح" البري.
وسيصل وفد من قيادة الحركة في الخارج إلى القاهرة اليوم (الخميس)، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، وعضوية الدكتور موسى أبو مرزوق، عزت الرشق وحسام بدران.
وكان عضو اللجنتين التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، قد زار القاهرة الأسبوع الماضي، والتقى المسؤولين المصريين، قبل زيارته الحالية إلى دمشق.
وأكد أنّ "وفد "حماس" إلى القاهرة، يأتي في ضوء ما اتُفِقَ عليه الأسبوع الماضي مع المسؤولين المصريين، وتقرير لجنة غزّة، التي شكّلها الرئيس محمود عباس".
وقال: "إنّ المسؤولين المصريين وصفوا التقرير بالموضوعي، آملاً بأنْ "يكون وفد "حماس" إلى القاهرة موضوعياً".
ورفض الأحمد "استباق الأمور والتعليق على ما صدر أخيراً عن "حماس" ومكتبها السياسي، ولا على العناصر السلبية التي تبعث على القلق حول وجود إرادة لديها لإنهاء الانقسام".
وشدّد على أنّ "الجواب النهائي حول موقف "حماس" سنسمعه من القيادة المصرية، وعلى ضوئه نحدّد خطواتنا اللاحقة، خاصة أنّنا نُعدُ للمجلس المركزي".
إلى ذلك، ومع استمرار تجديد التضييق الإسرائيلي على قطاع غزّة، ومنع دخول بضائع عبر "معبر كرم أبو سالم" التجاري، وتصدير الخضار من غزّة إلى الضفّة الغربية والخارج، قرّرت وزارة الزراعة في غزّة، منع استيراد الفاكهة الإسرائيلية عبر المعبر، للضغط على سلطات الإحتلال بعد قرارها الأخير، حيث سيؤثّر ذلك على مزارعي الإحتلال، الذين تُقدّر صادراتهم إلى قطاع غزّة بحوالى 200 طن من الفاكهة يومياً، فيما يصدّر من القطاع حوالى 200 طن من الخضار.