نشر موقع "​فورين أفيرز​"، الأميرك مقالا أشارت فيه إلى أن "التقدم الذي حققته القوات السورية لن ينهي الحرب، بل سيجعلها أكثر ضراوة"، مشيرا إلى أن "القوات السورية حققت تقدما كبيرا بعد السيطرة على حلب في العام 2016 وحماية العاصمة دمشق في العام 2018"، لافتا إلى أن "الانتصارات غيرت مسار الحرب وأضعفت المعارضة المعتدلة".

ولفت إلى أن "الرئيس السوري ​بشار الأسد​ أضعف مما كان عليه نظرا لاعتماده على القوى الأجنبية، مثل ​روسيا​ و​إيران​، وإرهاق الدول التي عارضته مثل ​الأردن​"، مبينا أن "قراره تدويل الحرب يفتح الباب أمام حروب مستقبلية فيما تهدد الأساليب المعتمدة بولادة حركة تمرد جهادية عالمية، ستعمل على استمرار الحرب لسنوات قادمة".

وأشار إلى أنه "يجب على ​الولايات المتحدة​ أن تقبل أنّ تجاهل سوريا لن يؤدي إلى انتصار نظيف يقيم سلاما مستقرا للرئيس السوري بشار الأسد قدر ما سيؤدي إلى الفوضى"، مبيناً أنه "لتفادي الفوضى، ينبغي على الولايات المتحدة أن تستثمر الآن في بناء نفوذ من أجل اتخاذ إجراءات حاسمة في المستقبل من خلال تعزيز القدرات العسكرية وتحسين طرق الحكم لشركائها على الأرض، واستعادة ثقة السكان "المتمردين" في سوريا، وإعادة بناء "قوات المتمردين"، وحرمان الأسد من الشرعية الدولية التي يتطلع إليها".

وأكد أن "الولايات المتحدة لا تزال تملك الخيارات التي يمكن من خلالها تقييد الأسد وداعميه، وأن كل ما تحتاجه هو العزيمة لاستخدامها"، موضحاً أن "انتصارات الأسد في المراحل الأخيرة من ​الحرب السورية​ قد اعتمدت بشكل كبير على دعم روسيا وإيران اللتين وفّرتا عشرات الآلاف من القوات البرية والقوة الجوية والمساعدات المالية والغطاء الدبلوماسي، والتي بدونها من المحتمل أن يكون نظامه قد سقط".

وأضاف الموقع: "على الرغم من أن هذه التدخلات أدت إلى استقرار نظام الأسد على المدى ​القصير​، إلا أنها تعيد رسم خريطة القوة في ​الشرق الأوسط​ بطريقة تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار"، مشيراً إلى أن "إيران وروسيا ستستخدمان سوريا كنقطة انطلاق للعمليات الدولية".

ولفت إلى أن "هناك أدلة تُظهر أن روسيا بدأت تستخدم قواعدها العسكرية في سوريا لدعم عملياتها في جمهورية ​إفريقيا​ الوسطى و​السودان​، بالإضافة إلى أن قدرة الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ على نشر القوة من سوريا تساعد في جهوده في إضعاف حلف ​الناتو​، وتقويض النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بشكل يسمح له باستغلال التباينات بين الولايات المتحدة وحلفائها".

وتابع: "إن إيران أنشأت قواعد عسكرية وخلقت وكلاء لها في سوريا لفتح جبهة ثانية في الحرب ضد ​إسرائيل​"، مشيرا إلى أن "​تل أبيب​ لن تتسامح مع هذا الأمر، وقد تقوم بعملية برية في جنوب سوريا لمنعها"، معتقداً "أن ​سياسة​ دمشق في إفراغ التجمعات السكانية التي وقعت تحت سيطرة المقاتلين تؤثر بالضرورة على استقرار دول الجوار، وتطيل أمد الحرب، حيث يقف الأردن على حافة الانهيار بسبب عدم قدرته على استيعاب الأعداد الكبيرة من ​اللاجئين​، وقد أغلق حدوده أمام 59 ألف لاجئ سوري فروا من العملية الأخيرة للأسد في منتصف عام 2018، وقد تجبر هذه التجمعات على العيش في ظل النظام الذي ثارت ضده، بشكل يخلق مناخا للإرهابيين ليستغلوا الوضع".

وأضاف: "أن تدفق ​اللاجئين السوريين​ كان عاملا محفزا للتصعيد التركي"، مستدلا بـ"الاجتياح الذي قامت به ​القوات التركية​ عام 2016 في شمال سوريا وكان هدفه المعلن هو وقف تقدم القوات الكردية، بالإضافة إلى تخفيف الضغط من عبء اللاجئين بالقوة"، لافتاً إلى أن "​تركيا​ تقوم بإعادة توطين اللاجئين في شمال سوريا، وتقوم بإنشاء قوة وكيلة لحكمها، ومن هنا فإن الاحتفاظ بقوات وسكان معادين للنظام يشير إلى أن الحرب لن تتوقف، بحسب ما نشرته كاتبة المقال".

وأشار إلى أنه "رغم دعم ​أنقرة​ لقوات معارضة في سوريا، إلا أنها وعلى المدى القصير تصطف مع القوات السورية المعارضة لـ"​قوات سوريا الديمقراطية​"، الشريك الرئيس للولايات المتحدة في الحرب ضد "داعش"، والسبب هو علاقة ​وحدات حماية الشعب​ بالجماعات الكردية داخل تركيا"، مبيناً أن "العمليات الانتقامية التي يفكر فيها ​أكراد سوريا​ وتركيا ضد الدولة التركية، تهدد بنقل الحرب إلى الساحة الإقليمية".

ولفت إلى أن "الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ بات أكثر اعتمادا على القوميين الأتراك، بعد انتصاره في ​الانتخابات​ الشهر الماضي"، مضيفا: "أنهم قد يدفعونه للتصعيد" ورأى أن "انسحاب الولايات المتحدة، التي تحتفظ اليوم بـ2000 جندي، قد يخلق فراغا يمكن أن تستغله القوى الداعية للحرب كلها".

وأضاف: "بالإضافة إلى لعبة ​الشطرنج​ الجيوسياسية التي تدار في شرق سوريا، فإن المنطقة تعد قاعدة محتملة لتنظيم "داعش" و​تنظيم القاعدة​ العائدين، ومن المحتمل احتفاظ تنظيم القاعدة، الذي كان ينشط في شرق سوريا قبل ظهور تنظيم "داعش" عام 2014، بشبكات له في المنطقة"، مشيراً إلى أن "الضربات العسكرية أنهكت تنظيم "داعش" لكنه لم يختف أبدا، ويحتفظ بخلايا نائمة في جيوبه المنتشرة داخل البلاد، ويستخدمها لتنفيذ هجمات ضد القوات السورية و"قوات سوريا الديمقراطية".