اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أنه "على الأمة أن تنكر المنكر الأخلاقي، المنكر السياسي، تنكر الفساد والصفقات الفاسدة، تنكر الإعلام المسكون بالعفاريت المهووسة بالفساد الإباحي، والإعلان المعجون بالسم والمال الحرام وأن وظيفتنا تأمين قوة مصالح أخلاقية تحمينا، وتمنع سقوط البلد، وتحمي القيم، وتمنع سماسرة الإعلام والبرامج المقيتة من النيل من مقدسات هي الأشرف عند الله، وبخاصة بعض تلك القنوات الإعلامية التي تتعامل مع الدين والقيم بعقلية الخبث والتشويه".
وحذّر المفتي قبلان من "لعبة الإعلام المهووس بالزندقة، إعلام الغرائز وهتك المقدسات، إعلام إثارة الضغائن والتجارة بالقيم، عبر الأبواق المشبوهة والبرامج المبتذلة، التي باسم الحرية تقترف الجرائم وتسقط المعاني، وتشوّه المفاهيم، إعلام يكاد يتشفّى من الله، لأن هذا الإعلام وبعض من يدّعي الفن ما هو إلا أفعى بلباس الحرية"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن الاستمرار في هذا المناخ من الفساد، فساد في الأولويات، فساد في البيئة الاجتماعية، فساد بالإعلام الغرائزي، كل ذلك وسط بيئة جرائم مخيفة، وفشل مدقع في مناهج التعليم والصحة والضمانات الاجتماعية والتربوية، فشل في الرقابة المهنية والاقتصادية. نعم، ما نراه أيها الإخوة سقوط مثير في المجال الاجتماعي، فعن أيّ وطن نتحدث؟ وأجياله تتمنّى الهرب إلى غيره! وعن أي بلد نتحدث وما يقرب من 50% من شبابه عاطل عن العمل! وعن أي بلد نتحدث ومنذ أيام تمّ اكتشاف أكبر عملية قرصنة الكترونية تمّ عبرها سرقة معلومات هي الأخطر! معلومات عن الأجهزة الأمنية وشركات كبرى، فضلاً عن اختراق إحدى شركتي الخليوي بكل ما فيها من خصوصيات هذا الشعب، كل ذلك بسبب هشاشة أنظمة الحماية، بلد تكاد تتحوّل فيه المبيدات الزراعية إلى كارثة على الصغير والكبير، بلد بعض موظفيه يتقاضى 43 مليون ليرة لبنانية فيما الموظف الصغير لا يزيد راتبه عن 450 ألفاً، بلد تمتلك فيه قلّة أكثر من 70% من أصوله المالية، بلد تكاد السلطة فيه تتحوّل إلى ضامن مصالح لهذه الفئة المحتكرة للمال والأسواق، بلد يعيش فيه أكثر من مليون لبناني تحت خط الفقر، بلد تتحوّل فيه الضريبة لصالح مجموعة مالية تعدّ على الأصابع. وعلى طريقة الغزو، إن البلد الذي تريد إسقاطه دون حرب عليك إغراقه بالديون، وهذا ما يحصل في لبنان".
واعتبر أن "مصالح الناس دين من دين الله، وأخلاقياتهم كذلك، وحماية قيمهم ورموز دينهم ضرورة وطنية وأخلاقية لا يمكن التفريط بها، وبالأخص أخلاقيات من قدّموا أنفسهم فداءً للأرض".