افتتحت الجمعية الطبية اللبنانية - الفرنسية، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الثقافة الدكتور غطاس خوري مؤتمرها الطبي التاسع الذي تقيمه بالتعاون مع مستشفى المشرق - سن الفيل والمعهد العالي للاعمال في بيروت ( (ESA في ESA -قاعة المؤتمرات في فيللا روزا في المعهد - كليمنصو، واعتبر خوري في كلمة راعي المؤتمر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان فرنسا الصديقة، لم تبخل يوما على لبنان بعطاءاتها ودعمها في كل المجالات، في الأيام العادية كما في الأيام الصعبة. ونحن بدورنا نؤكد مرة جديدة تمسكنا بهذه العلاقات المميزة، وسعينا الدائم لتطويرها. ومع فرنسا، سنبقى نعمل لبناء وحدة المتوسط، ولتعزيز العلاقات الأورومتوسطية، لما فيه خير شعوبنا جميعا.
اضاف ان "في المؤتمر السابق الذي عقدتموه هنا في بيروت، تناولتم الجهود المبذولة في وزارة الصحة العامة، وبهدف الاستفادة من التقدم الكبير الذي أحرزته فرنسا في مجالات الصحة، وخصوصا في بناء أكثر الأنظمة الصحية في العالم ديناميكية وفعالية. وعرضتم يومها لما اتخذ من قرارات، ولما وقع من اتفاقات مع فرنسا، لتعزيز العلاقات في مجالات الجودة، ومجالات نقل الدم وشروطه، وفي مجال المنتجات الصحية. أما اليوم، ومع تأكيدنا على أهمية متابعة تطوير العلاقات مع فرنسا في المجالات التي سبق ذكرها، فإنني أرغب بطرح أمور أخرى مرتبطة بالنظام الصحي ومكوناته في لبنان، لتصبح مجالا للنقاش. خصوصا وإن فرنسا تملك الكثير من الخبرات فيها.
وشدّد على ان "في فرنسا القطاع العام هو الأساس، والدولة هي المستثمر الأكبر، والمستشفيات الجامعية والكبيرة كلها تعود للقطاع العام. طبعا مع تشجيع للقطاع الخاص للاستثمار في مجالات الصحة المختلفة.أما في لبنان فالقطاع الخاص هو الأساس، وهو يمثل حاليا حوالى 80% من الخدمات الاستشفائية والرعائية، و 90% من التكنولوجيا الطبية المتقدمة. وإن نجاحات كثيرة تم تسجيلها، أولها أن لبنان يمتلك السوق الصحي الأهم والأكثر تنوعا في الخدمات والمضمون النوعية الجيدة. وإن الخدمات الصحية على اختلاف أنواعها، موزعة بشكل جيد على المناطق. وكان لهذا التوزع الجغرافي للخدمات، دوره البالغ والحاسم في امتصاص النتائج القاسية لحرب اسرائيل على لبنان عام 2006. والصفة الاساسية في نظامنا الصحي انه يتمتع بديناميكية مذهلة خاصة خلال الأحداث الكبيرة.
كما سجلنا نجاحات في مجالات الرعاية الصحية الأولية، حيث تحسنت كثيرا المؤشرات الصحية ألأساسية، كتحسن الأمل في الحياة عند الولادة. وهو أصبح يقارب حاليا 81.24 سنة نتيجة للانخفاض الكبير في معدل وفيات الأطفال دون السنة والخمس سنوات، ولدى السيدات الحوامل اثناء الولادة وفي محيطها. في مقابل هذه النجاحات وبواقعية صادقة، ما نزال نسجل نقصا كبيرا في مجالات المهن الطبية، مثل طب الطوارئ، وطب الشيخوخة، وطب العائلة، والصحة العامة وسواها. كما نسجل نقصا حادا في الخدمات المرتبطة بها.
وجاءت أزمة النزوح السوري لتزيد الضغط على القطاع الصحي في لبنان، خصوصا في مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات الحكومية. ومن هنا الحاجة للدعم الدولي المستمر للقطاع الصحي لتخطي هذه العقبات. وبالرغم من كل هذه التحديات، ما زال لبنان في طليعة دول الشرق الأوسط في جودة الخدمات الصحية ونتائجها وفي المرتبة 32 عالميا.