يبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم (السبت) الوضع في الشرق الأوسط، والعلاقات الثنائية، وتداعيات "صفقة القرن" المرفوضة فلسطينياً، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بها عاصمة للكيان الإسرائيلي.
وسيُبلِغ الرئيس الفلسطيني نظيره الروسي، رفض "صفقة القرن"، وضرورة العمل على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ويزور الرئيس عباس موسكو، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس بوتين، لحضور المباراة النهائية لكأس العالم، حيث يرافقه في الزيارة رئيس "اللجنة الأولمبية الفلسطينية" و"اتحاد كرة القدم" اللواء جبريل الرجوب.
ويأتي هذا اللقاء، قبل القمّة التي ستجمع الرئيس الروسي مع نظيره الأميركي ترامب بعد غدٍ (الإثنين) في قمّة هلسنكي.
وفي إطار متابعة الجهود من أجل تفعيل المصالحة الفلسطينية، شهدت العاصمة المصرية القاهرة، سلسلة اجتماعات مع فصائل فلسطينية متعدّدة، في إطار الدعوة المصرية، التي وُجِّهَتْ إليها من أجل بحث الأوضاع التي تمر بها المنطقة، وفي الطليعة القضية الفلسطينية، وتذليل العقبات لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة الفلسطينية.
فقد اختتم وفد حركة "حماس" زيارته الرسمية إلى القاهرة، بلقاء رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، في اجتماع امتد حتى ساعة متأخّرة من فجر أمس (الجمعة).
وترأس وفد "حماس" نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، وعضوية الدكتور موسى أبو مرزوق، عزت الرشق، حسام بدران وروحي مشتهى.
وعُلِمَ بأنّ أجواء اللقاء كانت إيجابية، وجرى خلالها بحث جملة من القضايا، والتشديد على الوحدة الداخلية الفلسطينية، ورفع الحصار عن قطاع غزّة، كما تأكيد الموقف الفلسطيني الثابت بإقرار حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
واستحوذ ملف المصالحة الفلسطينية على الحيّز الأكبر من اللقاء، انطلاقاً من الدراسة التي أعدّتها "لجنة غزّة"، بتكليف من الرئيس عباس، وترأسها عضو اللجنتين التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد.
وكشف أبو مرزوق في تغريدة له عبر صفحته على "تويتر"، أن اللقاء "تناول مجمل القضايا التي تهم شعبنا في كل أماكن تواجده، لا سيما الأهل في قطاع غزّة"، معتبراً أنّه "الأكثر أهمية والأشمل من حيث المحتوى".
وكانت القاهرة شهدت زيارة وفد "حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين برئاسة نائب أمينها العام زياد نخالة، استمرّت 3 أيام، تخلّلها لقاء مع اللواء كامل.
وأطلعت "الجهاد" المخابرات المصرية على وجهة نظرها للسُبُل التي تكفل التوصّل إلى اتفاق فلسطيني شامل، يتجاوز كل الأوضاع الراهنة بهدف مواجهة المخطّطات، التي تستهدف القضية الفلسطينية.
وأوضح الجانب المصري أنّ مصر ستكون شريكاً حقيقياً لكل الهموم الفلسطينية، وليست وسيطاً، سواء كان ذلك في الشأن الداخلي، أو في مواجهة التهديدات الخارجية.
وأعلنت مصر عن استعدادها للوقوف بقوّة إلى جانب الشعب الفلسطيني، من أجل تحقيق طموحاته المشروعة، وأنّ كل ما يتداول عن "صفقة القرن"، ما هو إلا أوهام لا علاقة لمصر بها، وما يدور الحديث عنه حول الصفقة في الإعلام لا علم لمصر به.
وأشار الجانب المصري إلى أنّ "الموقف المصري واضح، ومعلن، ويتلخّص في حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ولا يمكن استبدال ذلك بأي حلول أخرى".
وكرّر الجانب المصري أنّ "معبر رفح سيبقى مفتوحاً، ولن يُغلق بأي حال من الأحوال، لقناعة مصر بأنّها لن تقبل باستمرار الحصار مع تقديم كل التسهيلات اللازمة من قِبل مصر لتسهيل الحياة على سكان قطاع غزّة، بما في ذلك العمل على تحسين وزيادة كميات الكهرباء المقدّمة للقطاع، بالإضافة إلى باقي الحاجات الإنسانية الأخرى. وأنّ مصر لن تسمح باستمرار الحصار".
وشدّد اللواء كامل على "ضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية من أجل مواجهة التحديات".
من جانبه، وجّه نخالة "الشكر إلى مصر على دورها، حيث يلقى الموقف المصري كل تقدير واحترام من جانب الشعب الفلسطيني".
وأوضحت "الجهاد" في بيان لها أنّها "أكدت أنّ الوحدة الفلسطينية تقوم على أساس مشاركة القوى الفلسطينية كافة في صناعة القرار الفلسطيني، مع ضمان حقوق الأفراد بصفتهم مواطنين دون تمييز لأسباب تنظيمية أو سياسية".
وشدّدت "الجهاد" على أنّ "المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني طالما بقي الإحتلال، واعتبار الحصار على قطاع غزّة، وما يجري في الضفة الغربية، من ملاحقات أمنية إسرائيلية، ومصادرة الأراضي، وهدم البيوت هو عدوان مستمر على الشعب الفلسطيني يجب مقاومته".
وفي إطار الدعم للخان الأحمر للتصدّي لمخطّطات الإحتلال بهدمه، واقتلاع أهله منه، أُقيمت أمس صلاة الجمعة داخل الخان، بمشاركة المئات، بينهم رجال دين مسيحيون.
وألقى الشيخ ناصر القرم خطبة الجمعة، قبل أنْ يؤم الصلاة، والانطلاق في مسيرة باتجاه الشارع الرئيسي المحاذي للقرية، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، مردّدين هتافات تندّد بإجراءات الإحتلال القمعية، وتطالب المجتمع الدولي بلجم حكومة الإحتلال.
هذا، وشهد تجمّع الخان الأحمر عقد مؤتمر "أديان"، بمشاركة قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، راعي الطائفة الأرثوذكسية في مدينة رام الله وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الأب الياس عواد، وعدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين والقيادات الفلسطينية وأهالي الخان ومتضامنين.
وألقيت كلمات عدّة شدّدت على أنّ المشاركة في المؤتمر تهدف إلى تأكيد أنّ "الشعب الفلسطيني واحد، مسلمين ومسيحيين، ورسالة إلى العالم أجمع، أنّه آن الأوان لنصرة الشعب الفلسطيني والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للتراجع عن غطرسته المستمرة".
في غضون ذلك، استشهد الفتى عثمان رامي حلس (15 عاماً) مساء أمس (الجمعة)، إثر إصابته برصاص قوّات الإحتلال، أثناء مشاركته في مسيرة العودة السلمية، "جمعة الوفاء للخان الأحمر" - شرق قطاع غزّة، وقد استُهدِفَ برصاصة قنص أطلقها جنود الإحتلال أصابته في صدره.
كما أُصيب 220 فلسطينياً بالرصاص الحي والمغلّف بالمطاط والقنابل الدخانية التي أطلقها جنود الإحتلال باتجاه آلاف الفلسطينيين الذين شاركوا في المسيرات السلمية.
وقد ارتفع عدد الشهداء في مسيرة العودة منذ 30 آذار الماضي، إلى 138 شهيداً، بينهم 19 طفلاً.
وأعلنت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار على قطاع غزّة" عن أنّ مسيرة الأسبوع المقبل، ستحمل إسم "لن تمر المؤامرة على حقوق اللاجئين في وكالة الغوث".