تقاذف المسؤولون الإسرائيليون الاتهامات والانتقادات في ما بينهم، خلال اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر "الكابينيت" بشأن الكذب، والطلب بخضوع أعضاء "الكابينيت" لجهاز كشف الكذب.
وانفجر الخلاف بين الوزراء حول تسريبات الخُطّط التي صدرت لجيش الإحتلال لوقف الطائرات الورقية المشتعلة، التي تنطلق من قطاع غزّة بإتجاه غلاف غزّة، وتؤدي إلى إلحاق أضرار فادحة وتكليف استهداف مطلقها بالرد عسكرياً.
وخلال الاجتماع، علّق وزير جيش الإحتلال أفيغدور ليبرمان على تسريب الخُطَط، بأنّ ذلك "يضر بأمن الدولة"، ما دفع بوزيرَيْ "البيت اليهودي" نفتالي بينيت وايليت شاكيد إلى الرد عليه بالقول: "دعونا
جميعاً نذهب إلى جهاز كشف الكذب"، حيث اقترح نتنياهو إرسال جميع الوزراء لإجراء "اختبارات كشف الكذب".
وأمس، زار نتنياهو بلدة سديروت القريبة من قطاع غزّة، في محاولة لرفع معنويات سكانها، مشيراً إلى أنّه "لا يوجد وقف لإطلاق النار، ونحن في كفاح مطوّل، وأصدرنا تعليمات إلى الجيش الإسرائيلي بوقف الطائرات الورقية والبالونات المحترقة، لن نقبل بهذا الوضع، وقد قلتُ هذا بصورة واضحة للجميع، وعلى الجانب الآخر أنْ يصغي لما أقول، لا يمكننا القبول بوقف إطلاق النار مع استثناء الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، لن نقبل بهذا، أكرر هذا للمرة السابعة، وإذا كانت كلماتي لا تفهم كما يجب، فإنْ تحرّك الجيش سينقلها على طريقته".
واعتبر نتنياهو أنّ "هذه عملية طويلة، ولم أرغب في إخبار أحد بأنّ الأمر انتهى، هناك تبادل للضربات، لا ينتهي بضربة واحدة. إنّنا نواجه أياماً صعبة، لكنّني مقتنع بقوّتنا المشتركة لصد هذا الرعب في نهاية المطاف".
وباتت الطائرات الورقية والبالونات الحرارية تشكّل إرباكاً للإحتلال، بعد أكثر من 100 يوم على إطلاقها، في مسيرات العودة وكسر الحصار بإحياء ذكرى يوم الأرض في 30 آذار الماضي.
وطوّر الشبان فكرة الطائرات الورقية والبالونات الحرارية باستخدام ألعاب الأطفال البلاستيكية، التي تُستخدم لأغراض السباحة وفي مسابح الأطفال، بنفخها وإطلاقها باتجاه المستوطنات الإسرائيلية لتصل إلى مسافات أبعد، وإشعال النيران بمساحات شاسعة، وتشكيل حالة قلق وخوف لدى المستوطنين.
وقد فشل الإحتلال بمنع الشبان الفلسطينيين من إطلاق هذه الطائرات، على الرغم من استهدافهم بالقصف بشكل مباشر.
وأطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيّار صواريخها تجاه نقطتَيْ رصد تابعيتن للمقاومة شرق بلدتي جباليا وبيت حانون - شمال قطاع غزّة، أمس (الإثنين).
هذا في وقت تواصلت فيه الحرائق الناجمة عن إطلاق البالونات الحارقة على طول الحدود الشرقية للقطاع.
في غضون ذلك، يواصل أهالي الخان الأحمر - شرقي القدس المحتلة، تحرّكهم لإفشال المخطّط الإسرائيلي بهدم منازلهم، بهدف اقتلاعهم من أرضهم تنفيذاً لتوسيع المستعمرات الصهيونية.
فيما يواصل الإحتلال شتى أنواع التضييق على أبناء الخان الأحمر والمتضامنين، حيث قام بوضع بوابة حديدية على مدخل قرية الخان الأحمر.
وقامت شرطة الإحتلال بحملة إصدار مخالفات مالية بحق الصحفيين والمواطنين، الذين كانوا في طريقهم إلى الخان الأحمر، وفرض مخالفات مالية بقيمة ألف شيكل.
وأقامت شرطة الإحتلال حاجزاً عند الشارع المؤدي إلى القرية، حيث اضطر المواطنون إما إلى قطع الشارع الرئيسي سيراً على الأقدام، أو إلى استخدام مركباتهم في طريق طويلة ووعرة للوصول إلى الخان الأحمر.
وهذه ليست المرّة الأولى التي تقوم بها شرطة الإحتلال بمثل هذه الخطوات، بإصدار مخالفات سير بشكل جماعي للمركبات والمواطنين، في سبيل منع الصحفيين والمواطنين من الوصول إلى القرية.
وفي خطوة دعم أبناء الخان الأحمر، أعلن وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم عن إطلاق العام الدراسي، صباح أمس (الإثنين) من قلب مدرسة "الخان" الوحيدة في القرية، معلناً رسمياً افتتاح الصفين التمهيدي والعاشر فيها.
شارك في حفل الافتتاح حشد من الشخصيات الفلسطينية، وبينهم عضو "الكنيست" الدكتور أحمد الطيبي، وممثّلا جنوب إفريقيا والبرازيل.
وتوجّه أكثر من 170 طالباً برفقة أهاليهم إلى المدرسة، حيث استهل برنامج إطلاق العام الدراسي، مشاركة الحضور للطلبة بفعاليات الطابور الصباحي، التي تتضمّن النشيد الوطني ورفع العلم الفلسطيني.
وأكد الوزير صيدم بإسم الأسرة التربوية "الافتخار بافتتاح صروح العلم، ومنها مدارس الصمود والتحدي، خاصةً في تجمّع الخان الأحمر، الذي يشن الإحتلال عدواناً سافراً بحقه".
وتوجّه الوزير صيدم إلى المشاركين قائلاً: "اليوم تقولون للعالم إنّ هذه المدرسة كالثورة، وُجِدَتْ لتبقى ولتستمر ولتنتصر، وإنّ الرصاص الموجود في أقلام طلبتنا أقوى من رصاص الإحتلال"، مشيراً إلى أنّ "إطلاق العام الدراسي بشكل مبكرٍ واستثنائيٍ من هذه المدرسة يأتي بتوجيهات الرئيس محمود عباس، وضمن رؤية رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، وذلك تأكيداً على دعم الوزارة والأسرة التربوية لهذا التجمّع ومدرسته الوحيدة، وانتصاراً لحق الطلبة في تلقّي التعليم النوعي في ظل بيئة آمنة ومستقرة".