قدم النائب السابق أمل أبو زيد، في حديث الى وكالة "اخبار اليوم" شرحاً عن الإستراتيجية السياسية الروسية، إنطلاقاً من معطيات عدّة تؤشّر الى أن ايران تتمتّع بدور محوري ضمن الإستراتيجية الروسية، لأسباب عدّة، منها، عامل الجوار، الأسباب الإقتصادية، والتأثير الايراني على بعض الدول المحيطة بروسيا وعلاقاتها الجيدة معها، رغم أن أكثرية هذه الدول غير شيعية".
وذكر ابو زيد أنه "في الإستراتيجية الروسية الكبرى، تنظر الى ايران كدولة محورية أساسية ذات بُعْد سياسي اقتصادي عسكري أمني، بالإضافة الى تعاون كبير جداً بينهما، منذ مرحلة ما قبل تدخُّل الجانبين في سوريا، ومنذ سقوط الإتحاد السوفياتي، ووصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى سدّة الرئاسة في روسيا، تمرّ العلاقات الروسية الايرانية بإنفراج كبير رغم "الطلعات والنزلات" في بعض الأحيان بينهما، وهنا نذكّر بالدور الروسي بإنشاء المفاعل النووي الايراني، والمساعدة في التوصُّل الى الإتفاق النووي بين الدول الكبرى وايران".
وذكر أبو زيد أنه"تطرّقت مباحثات المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي في روسيا حُكماً الى ملفات تتعلّق بالدور ايران، والعقوبات المفروضة عليها مع كيفية التعاون مع روسيا لمحاولة تجاوزها، بالإضافة الى بحث ملفات سوريا والعراق واليمن"، مشدداً على أن "روسيا لا تفرض إرادتها على الآخرين، ولا تُملي الأدوار السياسية عليهم، بل هي تلعب دور الناصح، وهي موجودة على الأرض في سوريا مثل "حزب الله"، وايران اي بتوافق مع الحكومة السورية، إنطلاقاً من المعاهدة المُبرمة في الماضي بين الجمهورية العرقية السورية والإتحاد السوفياتي التي تقوم روسيا حالياً بتطبيق بنودها".
كما نوه الى أن "سوريا تلعب دوراً كبيراً جداً ومحورياً في المنظار السوفياتي سابقاً والروسي حالياً، لأسباب عدّة"، مؤكداً في المقابل أن "روسيا تدعم وحدة سوريا، وتعتبر سقوطها ووصول المتطرفين الى السلطة فيها مقدّمة لجعل التطرّف يتمدّد الى الجمهوريات الإسلامية المحيطة بروسيا، ولذلك، نرى أن هدف روسيا من الحفاظ على النظام في سوريا هو حماية الداخل الروسي والمصالح الروسية فضلاً عن أن روسيا تركّز كثيراً على وجوب حفظ وحدة سوريا، وترفض أية تجزئة لها".
ورداً على سؤال حول إمكانية ان يكون الكلام الايراني على الإنسحاب من سوريا والعراق بطلب من حكومتيهما مناورة تُراهن على عدم قيام حكومتي البلدين بطلب ذلك، أجاب ابو زيد انه "كلا فالحكومة العراقية كانت طلبت سابقاً خروج القوات الأميركية، أما طلب الحكومة السورية من الايرانيين أو حتى الروس، الخروج من سوريا مع شكرهم على مجهودهم ودورهم، والتشديد على ضرورة الحفاظ على أفضل العلاقات معهم، فهو إجراء سيادي خاص بالحكومة السورية وبالحكومتين الروسية والايرانية، التي تحددان كل ما له علاقة بهذا الأمر".
وحول إمكانية أن تكون العقوبات الأميركية على ايران هدية أميركية لروسيا، تساعدها في تنظيم الدور الايراني في سوريا والشرق الأوسط، اوضح أنه مش ضروري تكون الأمور هيك"، لافتاً الى أن "الرئيس الاميركي دونالد ترامب كان أعلن خلال حملته الإنتخابية رفضه الإتفاق النووي مع ايران، وبإلغاء الإتفاق من الجانب الأميركي، ينفّذ ترلمب برنامجه الإنتخابي".
واعتبر ان "روسيا قادرة أن تلعب دوراً بحكم علاقتها مع الولايات المتحدة، لكن شروط وحدود هذا الدور تتوقّف على الموقف الأميركي النهائي، لكن حلول العقوبات على ايران ممكن ان يكون عبر استثمارات فيها او بمشاريع إقتصادية أو تجارية بعُملات محلية، كما يحصل مع دول أخرى، بهدف التهرُّب من العقوبات الأميركية التي تطال كل العمليات التي تتمّ بالدولار"، منوهاً الى أنه "حتى إن العقوبات على ايران ممكن أن تشكّل حافزاً لإتفاق روسي ايراني نظراً الى تجربة الجانب الروسي في ملف العقوبات على خلفية الملف الأوكراني. وهنا، يمكن ان تلعب تركيا دوراً تجارياً واقتصادياً لايران ايضاً".