ذكرت "الاخبار" ان مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم يعمل على توفير ترتيبات تقضي بعودة من يرغب من النازحين، وتوافق لهذه الغاية مع مراجع سورية على آلية تفرض إعداد لبنان لوائح اسمية بالراغبين في العودة، تُرسَلُ إلى دمشق التي تقوم بتفحصها قانونياً، وتقديم الإجابات المناسبة إلى الأمن العام اللبناني، ومن ثم يجري إبلاغ المنظمات الدولية التي تحضر إلى نقاط العبور، وتسأل العائدين عمّا إذا كانت عودتهم طوعية أو بالإكراه. وهو ما يحصل حتى الآن، وما سيستمر، حيث تبلّغ الأمن العام من اللجان الناشطة بين النازحين السوريين أن هناك لوائح تشمل ثلاثة آلاف نازح سوري، بينهم ألف من الفلسطينيين المقيمين في سوريا يريدون العودة، وسيصار إلى تنظيم عودتهم الطوعية إلى دمشق خلال الأسبوع المقبل، بالتنسيق مع الحكومة السورية ومع السفارة الفلسطينية في بيروت.
غير أن الحكومة السورية قررت وقف العملية، بشكل مفاجئ، وفق ما تردد في العاصمة اللبنانية، بانتظار إعلان لبنان رسمياً إطلاق عملية التنسيق والحوار مع دمشق، بصورة علنية. لكن تدخلات قام بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع القيادة السورية، جعلت اللواء إبراهيم يتبلغ قراراً سورياً رفيع المستوى، بأن دمشق مستعدة لاستقبال كل النازحين السوريين في لبنان اليوم. وقالت المصادر السورية إنّ اللواء إبراهيم أُبلغَ بأن دمشق تنتظر عودة كل النازحين، وهي تريد عودتهم اليوم قبل الغد، وستقوم بكل الإجراءات الكفيلة بضمان العودة الآمنة والمحترمة إلى منازلهم وتحريرهم من بعض عمليات الاستغلال والإذلال التي يتعرضون لها.
وعلمت "الأخبار" أن القيادة السورية قررت منح كل العائدين السوريين الفرصة الزمنية الكافية لترتيب أمورهم القانونية كافة، مع تسهيلات كبيرة في إعادة ترميم مساكنهم واحتواء من يرغب منهم ضمن أقسام الشرطة المحلية. وقد تبين أنه من أصل نحو خمسة آلاف سوري عادوا إفرادياً أو من خلال الأمن العام، لم يحصل أن تعرض أي من العائدين لتحقيقات أو لاعتقالات أو خلافه، كما كان يهوّل الرافضون للخطوة.