اشار السيد علي فضل في كلمة له خلال احتفال بذكرى رحيل العلامة السيد محمد حسين فضل الله في سوريا الى ان "السيد الراحل أحبّ سوريا التنوع، ولكنَّه كان خائفاً عليها، كما كان يخاف على كل من يريد أن يكون قراره حراً، وكان يخاف أن تستهدف الوحدة الوطنية والوحدة الإسلامية ووحدة الديانات، لأنَّ الوحدة هي نقيض مشاريع وأطماع من لا يريدون خيراً لهذه المنطقة من العالم، كما كان يخاف من الذين يشيعون أن لا قدرة للأديان والمذاهب على أن تتواجد وتتعايش مع بعضها البعض، وأن وجودها هو مشكلة للحياة ومشروع حروب وفتنة".
وأكَّد فضل الله أنّ "السيد الراحل عمل لكي يواجه التحدي بالتأكيد على إنسانية هذا الدين الذي جاء لخدمة الإنسان، كل إنسان، فالدين لم يدع إلى أن يهتم المسلمون بالمسلمين أو المسيحيون بالمسيحيين، بل جاء لكلِّ الناس، "فالخلق كلّهم عيال الله، وأحبهم إليه أنفعهم لعياله". وجاء الدّين لينتشل الإنسان من جهله وتخلفه، ومن كل القيود، فلا بد من أن يكون حراً من داخله، وحراً أمام الآخرين.لذلك، اعتبر أنَّ الحوار سبيل لمعالجة سوء الفهم، حيث تنشأ أكثر الخلافات بسبب الجهل بالآخر، ودعا إلى تقريب المسافات، وإلى منع العابثين من الدخول على الخط، ليثيروا المخاوف والهواجس، ويخوفوا الأديان والمذاهب من بعضها البعض، وقد جرَّبنا، وينبغي دائماً أن نجرّب الحوار الهادئ الموضوعي، لا لتسجيل النقاط، بل لحلِّ المشكلات والتوترات".