ترجم رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زهوة الانتصار، بإقرار "الكنيست" "قانون القومية"، الذي يكرّس "إسرائيل دولة يهودية"، بتصعيد عدوان قوّاته ، أمس (الجمعة)، ضد قطاع غزّة، ما أدّى إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة أكثر من 120 آخرين، قبل أنْ ترد المقاومة على هذا التصعيد بإطلاق صواريخ عدّة.
فيما سُجّل تطوّر هام بتبادل إطلاق نار بين مقاومين فلسطينيين وقوّات الإحتلال على حدود قطاع غزّة، ما أسفر عن اصابة جندي إسرائيلي بجراح، قبل أن يعلن عن مقتله متأثراً بالجراح التي أصيب بها.
واجتمع نتنياهو بقيادة أركان جيش الإحتلال، وأوصى بتجديد الهجمات على غزّة، قبل أن يترأس اجتماعاً لـ"الكابينت"، في وقت جرت فيه اتصالات عدة من أجل وقف التصعيد.
وحذّرت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها أمس، من "سياسة التصعيد الجارية على حدود قطاع غزّة"، مطالبة "المجتمع الدولي بالتدخّل الفوري لمنع تدهور الأوضاع بشكل خطير".
وأشارت الرئاسة إلى أنّ "الرئيس محمود عباس بدأ بإجراء اتصالاته مع أطراف اقليمية ودولية لاحتواء الأزمة المتصاعدة".
فيما شدد الناطق باسم حركة "حماس" فوزي برهوم أن "اختيار الإحتلال الإسرائيلي القصف والعدوان على مواقع المقاومة، وعلى غزة وأهلها، واستهداف المتظاهرين العزل، وقتلهم بدم بارد؛ سيضعه أمام استحقاقات هذا الخيار وتداعياته الصعبة، وسيرفع من تكلفة الحساب".
وقال: "على الإحتلال أن يتحمل النتائج والعواقب، وأن تصرف المقاومة إزاء هذا الاستهداف والتصعيد محكوم بالحق في الدفاع عن شعبنا، والواجب الوطني في حماية مصالحه، وترسيخ معادلة الردع المبنية على أساس القصف بالقصف، والقنص بالقنص، وهي جاهزة وقادرة وماضية في فرض هذه المعادلة وتثبيتها مهما بلغت التضحيات".
وأكد أن "شعبنا ومن خلفه المقاومة، سيمضي بكل قوة في انتزاع حقوقه وكسر حصار غزة، ومن حقه أن يعيش بحرية وكرامة، وعلى العالم وصناع القرار في المنطقة أن يعملوا على لجم هذا العدوان، وإنهاء حصار غزة، ودعم عدالة القضية الفلسطينية".
من جهته، هدد الناطق باسم جيش الإحتلال قائد حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار بالقول: "لا توجد حصانة لأي شخص متورط بـ(الارهاب)" - على حد تعبيره.
وغرّد الناطق على تويتر قائلاً: "إن قائد "حماس" يحيى السنوار له تجربة ليست بالبسيطة مع إسرائيل، وكان من المفروض أن يعلم أن الحبل سينقطع في وقت ما".
واتهم الناطق قيادة "حماس" بأنها "اختارت تأزيم الوضع في القطاع، وأنه لا حصانة لشخص لهم".
فيما توعد وزير جيش الإحتلال أفيغدور ليبرمان بشن "عملية عسكرية واسعة النطاق ومؤلمة ضد قطاع غزّة، ردّاً على استمرار إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة".
وزار ليبرمان، أمس (الجمعة)، سكان المستوطنات المُقامة في محيط غزّة، المسماة "غلاف غزّة"، معترفاً بأنّ "المشكلة الحقيقية هي تآكل آليات الردع لدى جيشه، إلى جانب فقدان الإحساس بالأمان لدى السكان، الذي لا يقل أهمية عن الأمن ذاته".
وأشار إلى أنّ "الوضع في "غلاف غزّة" لا يحتمل، حيث أتت نيران الطائرات الورقية على كافة الغابات الطبيعية، وأصبحت رماداً".
وميدانياً، فقد سقط الشهداء الأربعة، خلال قصف الإحتلال لنقطة رصد تابعة لـ"كتائب القسّام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في خان يونس، حيث استشهد الشابان محمد أبو فرحانة وشعبان أبو خاطر، فيما استشهد الشاب محمد قشطة في استهداف لشرق رفح، بينما استشهد محمد شريف بدوان من حي الزيتون.
في غضون ذلك، شارك الآلاف من الفلسطينيين أمس، بالتظاهرات السلمية على حدود قطاع غزّة، والمستمرّة منذ إحياء ذكرى يوم الأرض في 30 آذار الماضي، حيث حملت عنوان "لن تمر المؤامرة على حقوق اللاجئين يا وكالة الغوث"، يتقدّمهم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية.
إلى ذلك، انتقل هاجس البالونات الحرارية من قطاع غزّة إلى محيط مدينة القدس، حيث ذُكِرَ أنّه تمَّ العثور على بالون يحمل مواد مشتعلة حارقة، سقط في فناء منزل في مستوطنة "جيلو" المقامة على أراضي مدينة بيت جالا - جنوب مدينة القدس، دون أنْ يتسبّب بأي أضرار، حيث أثار ذلك ريبة وخوف الأهالي، خشية انتقال ما يجري عند حدود غزّة إلى منطقتهم.
وفيما ألغى الكيان الصهيوني اللغة العربية كلغة رئيسية، كان الاستهزاء عبر المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات بتغريدة باللغة العربية، تطرّق فيها إلى واقع قطاع غزّة.