اشار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال بيار بو عاصي خلال تفقده اعمال "مشروع بناء سوق يضم 19 محلا وغرفة مبردة للخضار والفاكهة" في بلدة النبي شيت في بعلبك، في اطار برنامج التوظيف المكثف والبنى التحتية في لبنان الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية، بالتعاون مع وزارة العمل وبتمويل من الحكومة الالمانية بالشراكة مع منظمة العمل الدولية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي، الى انه "يتساءل بعضهم لماذا إنشاء هذا المشروع في النبي الشيت، وهي ليست من بيئة بيار بو عاصي السياسية او الاجتماعية أو الدينية، وكان بإمكانه الدفع كي يتم الاستثمار في منطقة أخرى. لهذا البعض أقول: بيئتي الوحيدة هي لبنان واللبنانيون، وانا وزير الشؤون الاجتماعية لجميع المواطنين. من هنا جاء خيار انشاء هذا المشروع بكلفة 700 الف دولار في النبي شيت".
ونوه بو عاصي بعمل البلدية التي حددت حاجاتها وحضرت ملفها بشكل علمي ومدروس وبحكومة المانيا وشعبها التي قررت بمسؤولية دعم هذا البرنامج المحق، ما ساهم في وقوف وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل الى جانب اهالي البلدة لتأمين هذه الحاجة. وشدد على ان "الهدف من هذا المشروع تأمين الاستقلالية لابن البقاع والنبي شيت والبلدات المحيطة، فاللااستقلالية تؤدي الى اللاستقرار، ما ينتهي في النهاية بنزوح الإنسان عن أرضه". واضاف: "الاستقلالية لا تحتاج الى المساعدة او الشفقة، جل ما تحتاجه هو خلق فرص عمل وتصريف الانتاج بشكل مناسب. هذه الاستقلالية كانت هدفنا من اليوم الاول، لذا كنا نؤكد دائما ان اللبناني ليس بحاجة الى الحسنة بل الى المساعدة كي يكون له القدرة لصيد السمك بدلا من اعطائه سمكة يوميا".
واعتبر ان "هذا المشروع يعيد القيمة لمهنة هي الاجمل والانبل اي الزراعة والتعلق بالارض والهوية من خلال تخفيف القلق الدائم لكيفية تصريف الانتاج"، مشيرا الى ان "البراد سيساهم في حفظ المنتوجات وعدم تلفها". ولفت الى ان "هذا العمل يساهم في تحريك الدورة الاقتصادية وتعزيز ثقة المواطن بارضه وبنفسه وبمنطقته ما يثبته بارضه". واكد ان "الاساس هو المنتج وليس المنتَج، متوقفا عند اهمية الادارة الشفافة للمشروع والعمل الجدي، منبها ان التحدي الاكبر هو الاستمرارية لسنوات من خلال الصيانة الدائمة له والمساواة في العمل وعدم السيطرة عليه من البعض وفرض امور غير شرعية كما يحصل في عدد من المشاريع المماثلة خارج لبنان". واوضح ان "المسؤولية باتت بيد الاهالي والمسؤولين في المنطقة للمحافظة على المشروع وانجاحه"، واضعا الثقة الكاملة بهم.
واشار بو عاصي الى ان "المشاريع الهادفة لتنمية المناطق مستمرة، جزء منها جاء ضمن اطار دعم النزوح السوري وتداعياته على لبنان وانتم تعرفون موقفي الانساني من هذا الملف ومساعدتي الانسانية، ولكن الاهم يبقى اللبناني المضيف، لذا اركز دائما على ضرورة دعم المجتمع المضيف والانسان المضيف، فالاساس الدولة اللبنانية وشعبها".
وكان بو عاصي قد رحب في بداية كلمته بالحضور، شاكرا لهم جهودهم، متوجها باطيب التمنيات للسفير الالماني مع انتهاء ولايته في لبنان.
وقال ممثل وزير العمل ربيع كبارة الذي اعتذر نيابة عن الوزير الذي غاب لظروف طارئة: "لطالما كان بقاعنا عنوان الكرم اللبناني، فكم اغدق علينا من خيراته وكم ضم بين سلسلتي جباله اللبنانيين جميعا واغدق عليهم من نعم الله، ولان لبنان بشماله وجنوبه، ببقاعه وسهوله وجباله هو موطن اللبنانيين جميعا من اينما اتوا، ها نحن اليوم بين اهلنا في النبي شيت نشاركهم اطلاق مشروع حيوي هو إنشاء سوق تجاري عام للجملة". واشار الى ان "المشروع يهدف الى خلق اكبر عدد ممكن من فرص العمل لاهالي المنطقة والنازحين، ويركز ايضا على بناء القدرات في المجتمعات المحلية وتدريب العاملين على مبادئ العمل الشريف والعادل، وذلك ضمن التزام الدولة اللبنانية عبر وزارة العمل بمبادئ العمل اللائق التي ارساها لبنان مؤخرا مع منظمة العمل الدولية".
بدوره، شدد سفير المانيا في لبنان مارتن هوت على اهمية هذا المشروع "اذ لا يخلق فقط عملا لائقا وآمنا لاهالي المنطقة، بل انه يساهم بشكل اساس بتحسين الاقتصاد المحلي"، متوقفا عند التعاون بين الحكومتين اللبنانية والالمانية "لمحاربة البطالة في لبنان والعمل على بناء مستقبل افضل له ولجميع ابنائه لا سيما الاكثر حاجة للمساعدة".
وكانت كلمة ترحيبية لكل من رئيس اتحاد بلديات شرقي بعلبك جعفر الموسوي ورئيس بلدية النبي شيت ابراهيم الموسوي اللذين اثنيا على جهود المنظمات الدولية المساهمة في المشروع ووزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل، وتحدثا عن اهمية المشروع لاهالي المنطقة.
وتوجه بو عاصي من النبي شيت الى دير الاحمر، حيث زار مقام سيدة بشوات، والتقى عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب انطوان حبشي، لينتقلا بعدها الى بلدية بشوات. وختم الجولة بزيارته وحبشي راعي أبرشية بعلبك - دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة.