أكد رئيس جمعية "عدل ورحمة" الأب نجيب بعقليني ان مناهضة التعذيب في لبنان أصبحت من أهم الالتزامات المتعلقة بالسجون، وذلك بعد توقيع الدولة اللبنانية على اتفاقية جنيف بهذا الخصوص.
وأضاف "هذا ما تقوم به الجمعية في السجون ومراكز التحقيق ودور العدل. وقد تحسن الوضع كثيراً. وبدأت تتدنى حالات تعذيب الموقوفين والسجناء. وإذا أقدم بعض السجانين أو المحققين على أي تعذيب واشتكى المتضررون وأثبت الأمر بأدلة حسية، يصار إلى إعفاء المرتكبين ونقلهم إلى مهمات أخرى".
وأوضح أن "الجمعية تتابع أوضاع الموقوفين والسجناء لتقديم المعونة القانونية لهم. والأمر لا يقتصر على العنف الجسدي والنفسي، بل يشمل العنف الناجم عن حجز الناس في أماكن غير صحية ومظلمة ولا هواء فيها"، مشددا على ان "الجمعية تحرص على العمل الاستباقي، وذلك لجهة تدريب الفريق الأمني الذي يعمل في السجون بشأن كيفية التعامل مع الموقوفين والسجناء، وضرورة احترام الحقوق التي يمنحهم إياها القانون، والالتزام بحقوق الإنسان كما نصت عليها الأمم المتحدة. مع الإشارة إلى أن القانون اللبناني واضح إذ لا غطاء لمن يخالف، فهناك رقابة والتزام بالاتفاقية مع جنيف وهناك الضغط الشعبي والاجتماعي".
ولفت الأب بعقليني إلى ان "الجمعية تحرص على متابعة السجناء الذين تعرضوا إلى صدمة التعذيب الجسدي والنفسي. وتلجأ إلى خدمات يؤمنها طبيب نفسي وجلسات أسبوعية داخل السجن حتى يتحسن وضع السجين، مع الإشارة إلى العمل لمساعدته في التأقلم. ووجود أعضاء من الجمعية داخل السجن يشعر السجناء أنهم ليسوا بمفردهم، كذلك مساعدتهم للاتصال بأهلهم، ما يفتح لهم أفقاً رغم الظروف الصعبة". وأضاف "أوضاع السجان والسجين متردية، والقهر يطاول الاثنين. لذا أهمية التوعية على حقوق الإنسان واحترام الآخر. هناك دورة متكاملة للوصول إلى الحد الأدنى من ضبط الأمور".