أشار رئيس جمعية المزارعين أنطوان الحويك، إلى أنّ "موضوع تشريع زراعة الحشيشة ليس موضوعًا تقنيًّا بقدر ما هو سياسي ومرتبط بقدرة الدولة اللبنانية على بسط سيادتها على كامل أراضيها من دون استثناء، من أجل شراء المحاصيل"، موضحًا أنّه "إذا أعطت الدولة رخصة لأحد المزراعين لزراعة 50 دونما من الحشيشة وقام هو بزراعة 100 دونم، فهل ستكون الدولة قادرة على إتلاف الـ50 دونم الباقية؟ وهنا نتخوّف من أن يعطي الدولة الكمية المرخّصة له ويعطي التجار الكمية المتبقية".
وبيّن في حديث صحافي، أنّ "برأينا إنّ تشريع زراعة الحشيشة يحتاج أوّلًا إلى أن تكون الدولة قادرة على تطبيق القانون وبسط سلطتها على كامل أراضيها، وإلّا فلتحصر التراخيص بالمناطق القابلة لتطبيق للقانون"، لافتًا إلى أنّه "إذا كانت نبته الحشيشة الّتي ستزرع لأغراض طبية تختلف عن تلك المزروعة حاليًّا بعد تشريعها، يعني انّنا لسنا اليوم أمام تشريع زراعة الحشيشة إنّما هي زراعة بديلة طبية، تُعرف بزراعة القنب الهندي الطبي".
وعن مقارنة زراعة الحشيشة بزراعة التبغ، ركّز الحويك، على أنّه "عندما تعطي الدولة رخصًا لزراعة التبغ، تعمد إلى شراء التبغ بسعر أغلى من مبيعه في السوق العالمي لأنّه مدعوم، لذا المزارع مُلزم بأن يبيع الدولة كي يربح أكثر، والأمر نفسه ينطبق على القمح لأنّه مدعوم، مع العلم أنّ في حال وصل سعر القمح المُباع في السوق إلى أعلى من السعر الّذي تشتريه الدولة، يلجأ المزارع إلى بيعه في السوق. أمّا بالنسبة إلى الحشيشة، فإذا قرذرت الدولة أن تشتريها بأقل من سعر السوق ستباع للتجار في السوق السوداء".
وعن نبته الحشيشة، نوّه إلى "أنّها تنمو في أنواع عدّة من الأراضي الزراعية، ليس كبعض أنواع الفاكهة والخضار الّتي تنمو في مناخ معيّن وتحتاج إلى عناية خاصة، لكن لا شكّ انّ غالبية أراضي لبنان ولا سيما السهول منها مناسبة لزراعة الحشيشة"، مشدّدًا على أنّه "تتميّز زراعة الحشيشة انّها نبتة برية تنمو بعدّة أنواع من الأتربة، تحتاج إلى نسبة قليلة من المياه ولا تتطلب اهتمامًا. وسعر البذور زهيد ويستخرجه المزارع بنفسه من النبته، لذا كلفتها ضئيلة وتقدّر بنحو 80 دولارًا للدونم".
وأوضح الحويك أنّ "إنتاج الدونم المروي من الحشيشة الخضراء (خضير) يبلغ حوالي القنطارين، ويبلغ سعر القنطار من 150 إلى 500 دولار حسب العرض والطلب وسهولة التهريب والتصنيع وتلف الإنتاج من قبل القوى الأمنية"، كاشفًا أنّ "الهقة (1200 غرام) من الحشيشة المصنعة الزهرة تُباع بـ200 دولار وكان يصل سعرها في بعض الأحيان إلى 500 دولار. كما مرّت مواسم بيع فيها الدونم الأخضر (خضير) بين 500 وألف دولار".