بعد عشرات المداهمات الفاشلة التي نفذت في بلدة الحمودية بهدف توقيفه، أصابت القوة الضاربة في الجيش اللبناني هذه المرة الهدف مدعومة من فوج المغاوير. هدف إنهاء إمارة علي زيد إسماعيل الإجرامية، الذي قتل مع عدد من المتورطين معه وهو المطلوب رقم ٢ في لبنان بعد نوح زعيتر، بـ٣١١٤ ملاحقة قضائية من بلاغات بحث وتحرٍّ ومذكرات توقيف وخلاصات أحكام، كلها، بسبب إرتكابه جرائم تجارة وترويج المخدرات، والإتجار بالأسلحة والذخائر الحربية، وسلب سيارات بقوة السلاح وتزوير مستندات، وإطلاق النار باتجاه مواطنين وإصابة بعضهم، بالإضافة إلى محاولة قتل عسكريين وإطلاق النار على دوريات عائدة إلى الأجهزة الأمنية وإصابة بعض عناصرها.
فلماذا نجحت العملية هذه المرة؟ وما الذي ساعد على الإيقاع به علماً أنه من المطلوبين الكبار الذين يجهزون أوكارهم بكاميرات مراقبة ويدفعون مبالغ مالية طائلة لأشخاص يعملون لحسابه أمنياً بهدف رصد تحركات الأجهزة والإبلاغ عن أي عملية دهم قبل وصول الدورية الى مكان تواجده؟
عن هذه الأسئلة تجيب المصادر العسكرية بالقول، "ليس هناك من عنصر واحد لنجاح العملية، بل هي سلة من التدابير الإحترازية والإستباقية التي أخذت وذلك نظراً الى خطورة المطلوب وخبرته في الهرب من الدوريات المداهمة". وتضيف المصادر العسكرية، " غير أن الفضل الأكبر في نجاح العملية يعود الى عنصرين أساسيين:
الأول عنصر المفاجأة إذ تكشف المعلومات أن التنفيذ أوكل لقوة عسكرية خاصة من القوة الضاربة، توجهت من بيروت الى البقاع، ولا علاقة لها بالقوى والألوية المنتشرة في منطقة بعلبك-الهرمل، كما أن باقي القوى الامنية في البقاع لم تكن على علم بالعملية، الأمر الذي منع تسريب الخبر الى المطلوب وقطع الطريق على إحتمال هربه ومغادرة المكان الذي كان فيه بناء على إتصال تلقاه من مخبر أمني.
العنصر الثاني تمثل بدقة الرصد والمتابعة إذ تمكن الجيش بنتيجة مراقبة داتا الاتصالات لأيام وأيام، من تحديد مكان تواجد إسماعيل، ومن تحديد الطريق الذي يمكن أن يسلكه للفرار في أي لحظة يمكن أن يشعر فيها بأنه يتعرض للدهم، لذلك تمت الإستعانة بطوافة عسكرية أوكلت مهمة مراقبة الطريق الترابي الذي يفر عبره اسماعيل عادة، وعلى الطريق المذكور حصلت المواجهة التي بادر فيها إسماعيل ومجموعته بحسب المصادر العسكرية الى إطلاق النار بأسلحة خفيفة ومتوسطة على الدورية، عندها كان الرد عليه كما يجب وكان ما كان.
إذاً العملية كانت أكثر من ناجحة أمنياً، والأنظار تتجه اليوم الى المداهمة التالية، والسؤال الذي يطرح هو، هل ستستهدف ايضاً صيداً ثميناً من كبار التجار ومروجي المخدرات وعصابات الخطف والسرقة؟.
أما الجواب، فيختصره مسؤول عسكري على الشكل التالي: "ما حصل في الحمودية لم يكن إلا البداية، ما من رأس مطلوب فوقه خيمة، وما من منطقة مقفلة، والأهم الذي يجب على الجميع أن يعرفه، هو أننا نعمل بناء على ضوء أخضر رسمي وسياسي مصدره أعلى المستويات".