أمل المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة "أن تحمل الأيام القليلة القادمة معها ولادة التشكيلة الحكومية التي نريدها لكل لبنان، فكل ما في البلد من أوضاع اقتصادية واجتماعية وحياتية باتت على شفير الانفجار، الذي إذا ما حصل - لا سمح الله - لن يترك منصباً لأحد، ولا حصة وزارية لمتعنّت، أو لمعرقل، وحينها سنكون جميعاً أمام واقع مجهول. لذلك لا بد من الاستعجال في التأليف، ووقف المزايدات والبازارات، وتقديم التسهيلات من كافة الكُتل دون استثناء، لأن تداعيات عدم التأليف خطيرة جداً، والرهان على الوقت في ظل هذا الكم الكبير من المشاكل والتحديات والاستحقاقات ليس في محله، ولا في صالح الشأن الوطني العام. فليحذر الجميع، وكفى ميوعات سياسية، وانزلوا من أبراجكم أيها السياسيون، استمعوا للناس، وعيشوا معهم وعايشوا أوضاعهم ولا تصغوا إلى البِطانات التي تغشكم وتنقل إليكم الواقع معكوساً، عيشوا مع الناس في الشوارع، وفي زحمة السير، اسألوهم عن الكهرباء والمياه، عن النفايات، عن التلوث، عن البطالة، عن الغش، عن الفساد، عن الرشوة، عن المعاملات في الدوائر الرسمية، عن المحاكم، اسألوهم عن الصحة والدواء، وعن التربية والتعليم".
وأضاف "اسأل الناس يا صاحب الفخامة، ويا أصحاب الدولة، ولا تسألوا نائباً ولا وزيراً، وبالخصوص المقربين، وستسمعون الجواب اليقين، وستجدون أن كل من يدّعي الوصل بمصلحة الناس وبخدمتهم، ويغالي في الحرص على الوطن والمشاركة والوحدة والوفاق وما إلى ذلك من المفردات والعبارات التي سمعناها كثيراً إلى درجة الملل، ما هو إلا مداهن ولا يسعى إلا لغايته، ولا يرى إلا مصلحته. نعم اسألوا الناس وليس المستشارين، اسألوا الفقراء والمساكين، وليس المخادعين والغشاشين وماسحي الجوخ، اسألوا الناس كي تتعرفوا إلى الحقيقة، وإلى واقع البلد الذي بات منكوباً، ويتطلب استنفاراً عاماً وشاملاً، قد لا يكفي، لأن ما نحن فيه أكبر من نكبة، وكل من يقول عكس ذلك يكون إما جاهلاً أو متواطئاً. نعم اسألوا الناس لعل في هذا ما يغيّر الأفعال، ويبدّل الأحوال، ونبدأ معاً نمطاً جديداً من التعامل بمسؤولية وطنية وبأخلاقية سياسية، بعيداً عن دناءات المكاسب، وتوزيع المغانم، التي إن استمرت فسنكون من الخاسرين، وخاسرنا الأكبر سيكون الوطن والمواطن".
واعتبر المفتي قبلان أن "ما جرى لأهلنا في منطقة بعلبك الهرمل، وبالخصوص في بلدة الحمودية، لهو أمر محزن ومؤسف، وهو بالتأكيد نتيجة سياسات الإهمال والحرمان التي أدّت إلى هذا الواقع الأليم، الذي نرفضه رفضاً مطلقاً، ولا يجوز أن نقبل به مهما كلّف الأمر، لأن ما نريده هو أمن وأمان واستقرار أهلنا في هذه المنطقة العزيزة، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن نسكت على تجاوزات البعض، الذين شوّهوا صورة أهلنا بممارساتهم المرفوضة دينياً وأخلاقياً وقانونياً".
وأكد سماحته "أننا ندين الجريمة التي حصلت، كما ندين كل أمر يخالف القانون والنظام العام، ولكن المجرم الحقيقي هو السلطة التي تخلّت عن شعبها وناسها، هو الحكومات السابقة واللاحقة بسياساتها الظالمة، بإهمالها، بتركها للمنطقة تغرق في الفلتان والفوضى، بعدم تأمين فرص العمل، وترك الناس فريسة الفقر والجوع والجريمة" داعياً "إلى حكومة تضع في سلم أولوياتها هموم الناس ومشاكلهم، وتكون حريصة على إنماء المناطق المحرومة، حتى لا تكون أمام ارتكابات وجرائم أخرى".