لفت عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي أبو الحسن خلال العشاء السنوي لمنظمة "الشباب التقدمي الاشتراكي" في عيتات إلى "اننا في مرحلة دقيقة وحساسة. كيف لا، وبالأمس أقر الكنيست الإسرائيلي قانون الدولة القومية اليهودية، وأقل ما يقال فيه أنه قانون عنصري عدائي، يهدف إلى تقويض آخر فرص قيام الدولة في فلسطين، كيف لا، وهو مشروع كارثي ستكون له دون شك تداعياته الخطيرة إقليميا على مستوى التوطين وتهجير ما تبقى من فلسطينيين في الأراضي المحتلة، كيف لا، وهذا المشروع إلى جانب ما يسمى بصفقة القرن، وبعد اعلان القدس عاصمة لاسرائيل، أتى ليشرع قيام دولة اسرائيل اليهودية العنصرية، في حين نرى العالم يتفرج غير آبه بالشعب الفلسطيني وبتاريخه وحقوقه المشروعة".
ورأى أن "هذا القانون يتطلب من كل الدول ومن الأمم المتحدة صحوة ضمير ووقفة حق وقرارا حاسما بمواجهته وإسقاطه، لما له من تداعيات خطيرة على مستوى المنطقة وعلى مستوى الداخل اللبناني، وهذا التطور الخطير يتطلب من جميع القوى السياسية في لبنان التبصر والإستدراك وتوسيع حقل الرؤيا، والنظر من زاوية أوسع، والخروج من تلك التفاهات الداخلية والتفكير السطحي المحصور بمنطق المحاصصة في الدولة. نعم وبكل تأكيد، نحن لسنا معنيين بالمحاصصة. أما مطالبتنا بأبسط حقوقنا وبالأمانة التي حملنا إياها الناس، والتي تبقى أثمن وأهم من حاقد من هنا وموتور من هناك، وبالتالي فإن التفريط بها أمر غير وارد".
وأكد "على هذا الأساس نجدد ونكرر المطالبة بتذليل كل العقبات في طريق تشكيل الحكومة، والإسراع بعملية التأليف من أجل التفرغ لقضايا الناس، وما أكثرها. كما نؤكد بأننا في اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي مستمرون في الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الناس، وبأننا ماضون في تبني قضايا الناس وهمومهم وفي مقدمها قضية الإسكان والحماية الإجتماعية والنهوض الإقتصادي، مع تركيزنا على مسؤولية الحكومة المقبلة في صوغ رؤية اقتصادية اجتماعية واضحة، بعيدا عن بعض النصائح الخارجية المدفوعة".
ودعا أبو الحسن الشباب، الى "الإنخراط تنظيميا في المسيرة النضالية للحزب التقدمي الإشتراكي بكل مؤسساته الرافدة والرديفة، لنشكل معا القاعدة الأساسية للتغيير الجدي على كل المستويات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والتربوية، ولنكون نواة التغيير التي أرادها المعلم الشهيد كمال جنبلاط، فنستطيع عندئذ أن نقول لقد قمنا بواجبنا"، متوجهاً إليهم بالقول: "نوصيكم بالإبتعاد عن الأفكار السلبية وبعدم الانصياع الى الغرائز والمغريات هذا العصر وما أكثرها، ولمساعدتنا على تحصين مجتمعنا، هذا المجتمع الذي نريده سليما معافى من الإدمان بكل أشكاله، عنينا بذلك إدمان التدخين والمخدرات والسرعة في القيادة وآخرها وأخطرها دون منازع، الإدمان على استخدام التكنولوجيا، وسائل التواصل الإجتماعي مع ما نشهده ونسمعه من حالات ابتزاز وقرصنة الكترونية تؤدي ببعض الشباب إلى الإنتحار".
وشدد على "دور العائلة والمدرسة والبلديات والأحزاب والمؤسسات والقوى السياسية مجتمعة، في بلورة رؤية تربوية توجيهية بناءة تربط بين الاختصاصات وسوق العمل، لمواجهة البطالة وتداعياتها الخطيرة على الفرد والمجتمع".