لفت العلامة السيد علي فضل الله، في حفل التخرّج السنوي الّذي أقامته ثانوية الإمام علي في معروب، لطلابها الناجحين في الإمتحانات الرسمية، إلى أنّ "في كلّ سنة، ننتظر هذا اللقاء لنقدّم معًا هذا الحصاد الوفير، الّذي نتطلّع إليه دائمًا ونأمل أن يبقى وفيرًا ومتميّزًا"، مشيرًا إلى "أنّنا نلتقي اليوم على قيمة النجاح والتميّز الّتي تمثّل شعارًا ينبغي أن نسير به وننتهجه في كلِّ حياتنا، فالله يريد منّا أن نكون في الموقع المتقدّم، وأن يكون التميّز هو طابع حياتنا في كلّ ما نتحرّك فيه، وهذا بدوره يمّثل مسؤولية أمام الله سنسأل عنها عندما نقف بين يديه يوم الحساب".
وركّز على "أنّنا هنا لنؤكّد هذه القيمة، ولا يمكن لمدرسة تحمل هذا الإسم الكبير وهذه الشخصية الرائدة، إلّا أن تكون الأحسن وتقدّم الأفضل، وأن تسعى لتكون بمستوى هذا الإمام من ناحية العلم والقوة والعدل وغير ذلك"، مؤكّدًا أنّ "لا عصبية لدينا. نحن ندعو إلى التكامل والتعاون بين مختلف المؤسّسات الّتي تسعى إلى تطوير هذا المجتمع، وأن تواكب العصر في كلّ تطلّعات العلم، فنحن لا ينقصنا شيء لنكون في المقدمة"، موضحًا أنّ "لدينا الهمة والعقول والإمكانات، فالمرحلة مرحلة العلم والمستقبل للعلم، ونحن كأمة دبّ فينا الضعف والوهن عندما انشغلنا عن العلم بالفتن المتحركة والحروب المتنقلة".
وبيّن فضل الله "أنّنا ندعو إلى المزاوجة بين العلم والإيمان، ولا بدّ من أن يكونا في موقع التكامل لا التصادم، فالعلم من دون إيمان قد يتحوّل إلى خطر ومشكلة، كما أنّ الإيمان من دون عمل يتحوّل إلى خرافة وتعصّب وغلوّ"، لافتًا إلى "أنّنا نتطلّع إلى بناء هذا الوطن الّذي نريده وطنًا للعلم والإيمان والانفتاح والتلاقي ومدّ الجسور والتواصل بين جميع أبائه"، مؤكّدًا "ضرورة تربية هذا الجيل تربية رساليّة، فعندما يتسلّم موقعًا يعتبره مسوؤليّة فلا يفسده، بل يصلحه ويجعله في خدمة كلّ الناس، لا في خدمة هذا المذهب أو هذه الجماعة أو هذه الطائفة".
وأشار إلى أنّ "على الدولة مسؤوليات كبيرة تجاه الخريجين، من خلال النهوض بالجامعات لكي تقدّم الأفضل، وهناك ضرورة لحماية الجامعة الوطنية وتطويرها، وأن لا تكون جامعة المحسوبيات، بل جامعة الكفاءة، ومسؤولية الدولة وكلّ القوى السياسية أن تحفظها وتبعدها عن كل التجاذبات والمناكفات والحساسيات السياسية وغير السياسية، وأن تعمل على النهوض بها لأجل الوطن ولأجل هذا الجيل".