كشف رئيس مجلس إدارة جمعية مدرار عبدالله بري انه يتم العمل على بناء أول مركز طبي من نوعه في لبنان والشرق الأوسط لخدمة جميع اللبنانيين وبمواصفات عالمية في قضاء النبطية وبإدارة مباشرة من الجامعة الأميركية في بيروت ، مشيرا الى ان "المشروع يحتاج إلى عام ونيف لكي يبصر النور بعد رحلة مضنية من الكد والجد امتدت على مدى أكثر من ست سنوات".
وفي حديث صحافي اكد بري ان "المشروع هو لكل اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومشاربهم وانتماءاتهم، فالقاعدة الأساسية هي الإنسان أينما كان ومهما كان عرقه ودينه"، لافتا الى ان "الخدمات الطبية في منطقة الجنوب ليست على المستوى المطلوب، ومعظم المستشفيات غير مجهزة بالمعدات اللازمة ما يجعلها قاصرة عن تلبية احتياجات كل المرضى، وخاصة الحالات النادرة والمستعصية"، مؤكدا ان " هذا المشروع هو نقلة نوعية بكل المعايير، ولا شبيه له أبداً، لا في الجنوب ولا في عموم لبنان، فهو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، وهو الأكبر من حيث المساحة والأفضل من حيث التجهيزات، ويجمع بين الفن المعماري والهندسة العصرية للمستشفيات وهو يضم قسماً لطب الشيخوخة، ومركزاً لجراحة القلب المفتوح، حيث لا يوجد في كل الجنوب مركز للقلب المفتوح. كما يضم مركزاً لمعالجة الإدمان على المخدرات وإعادة تأهيل المدمنين، فآفة المخدرات تشكل مشكلة كبيرة في بلدنا ويجب التصدي لها، ولهذا فقد اتخذنا في الجمعية قراراً بإنشاء هذا القسم".
وأوضح بري أنه "بالرغم من أن المشروع سيكون الأجمل على مستوى البلاد من حيث الشكل، بهندسته المعمارية وبمساحاته الخضراء الواسعة، فإن أهميته البالغة تكمن في المضمون، فإدارة المستشفى ستكون بإشرافٍ مباشر من الجامعة الأميركية في بيروت، وهذا ما يجعل مستوى الخدمات الطبية من أعلى المستويات وأرقاها"، لافتا الى اننا " كجمعية ليس لنا الحق باستقدام الأطباء لتوظيفهم، فهذا سيندرج ضمن صلاحيات الجامعة الأميركية التي لديها لجان خاصة ومعايير محددة يتم من خلالها اختيار الأطباء حسب الكفاءة والمؤهلات. وبالطبع ليست هناك واسطات وليس هناك معيار مذهبي أو طائفي لاختيار الموظفين والأطباء، فالمعيار الوحيد هو العلم والخبرة والكفاءة، فمجلس الأمناء في الجمعية يضم أعضاء من جميع الطوائف والمذاهب، من السنة والشيعة والدروز والمسيحيين،كذلك فإن الجمعية تحظر ضمن أدبياتها التمييز على خلفيات دينية أو سياسية".
وأكد بري ان "أهمية المشروع وميزته أن تمويله لبناني، إذ لم تدعم المشروع أية جهة خارجية. اللبنانيون من كل الطوائف اتخذوا القرار بدعم المشروع بقوة لأنهم آمنوا به واقتنعوا بجدواه التي ستعود على جميع المواطنين، ليس فقط في الجنوب إنما في مجمل المناطق اللبنانية.
وتكمن أهمية الاتفاق مع الجامعة الأميركية في أن أطباء الجامعة يحق لهم إجراء عمليات جراحية في مركز مدرار، وبطبيعة الحال فإن كلفة العمليات في مدرار ستكون أقل من كلفتها في الجامعة الأميركية، وهذا ما يحفز شركات التأمين وزبائنها للتوجه نحو مدرار ما يمنحنا أفضلية تنافسية مع المحافظة على مستوى عالٍ من الجودة والخدمة"، لافتا الى ان " كل المشمولين بالضمان الصحي، من موظفي الدولة وعسكرييها وحتى من القطاع الخاص، سوف يتوجهون إلينا. وفي الأخير يأتي السقف المالي بحيث تقوم الدولة بدعم من لا يملك عملاً ولا يستطيع تأمين نفقات المستشفى.. هذه الأمور الثلاثة ستقوم بتأمين الموارد اللازمة لعملية التشغيل".
وشدد على ان "هدفنا في جمعية مدرار أن نستقبل جميع المرضى ولن ندع مريضاً حالته خطرة أو جريحاً بحاجة لعلاج فوري يموت على باب الطوارئ لأنه لا يملك تكاليف العلاج كما يحصل اليوم في العديد من المستشفيات. ولكن ما يهمني هو ديمومة المشروع، صحيح أنّ جمعية مدرار لا تتوخى الربح ولكننا مجبرون على تأمين الحد الأدنى من الدخل لتأمين استمرارية المشروع"، مضيفا:": هناك في لبنان ما يسمى السقف المالي وما يجري اليوم في بلدنا هو مخالفة للقوانين اللبنانية، فمن غير المسموح أن ترفض المشافي استقبال من لا يملك تكلفة العلاج ذلك لأن الدولة تتكفل بدفع النفقات. نحن في مدرار سنطبق القانون، ولن نقول لأحد بأنك ممنوع من دخول المستشفى لأنك غير ميسور الحال ولا تستطيع دفع التكاليف. هذا قطعاً لن يحصل أبداً.
وكشف بري أن "المشروع الثاني سيكون في مدينة بعلبك، وهو مشروع شبيه بمركز مدرار في الجنوب. والجامعة الأميركية رحبت بالفكرة وأعلنت عن استعدادها للتعاون والمساعدة. فأحد أهداف مدرار الرئيسية الآن هو بناء مركز طبي في مدينة بعلبك، ويجري البحث حالياً عن قطعة أرض مناسبة للمشروع الجديد، وسنرى نتائج ملموسة عما قريب".