لفت رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين خلال حفل توقيع كتاب للنائب السابق ناصر قنديل إلى أن "الكتاب عالج أحد أهم عناصر القوة لدى حزب الله، في النشوء وفي التجربة وفي المقاومة"، مشيراً إلى أن "القوة ليست مفهوما مقتصرا على الغلبة أو على قهر الآخر، فالقوة في حزب الله مرتكزا واسلوبا يمتد الى كل تجليات الفعل والممارسة. لقد نشأ حزب الله في ظل تراجعات وانكسارات شخصيات عربية واسلامية، وفي ظل يأس عاشته المجتمعات العربية، وكلها يهدف لنسيان فلسطين".
وأشار الى أن "بعض الحكام العرب كانوا يخفون ما يجاهرون به اليوم في استسلام وثقافة الهوان والذل. وقد حدد حزب الله هدفه منذ البداية وهو هدف استراتيجي ولن يتبدل، وهو مقاومة الاحتلال ودحره، وللوصول الى الهدف لا بد من ترميم الذات، وهذا هو سر قوة المقاومة"، لافتاً إلى أن "القدرة او القوة تعطي مفاهيمها الايجابية فيما تقترن مع الحق. وقد حافظنا في حزب الله عليه، فأنجزنا التحرير عام 2000، وكان تحريرا لكل اللبنانيين والامة الاسلامية وعلى رأسها فلسطين والقدس. وتلا ذلك انجاز التحرير الثاني عام 2006، ولولا قوتنا لما واجهنا كل محاولات السحق للمقاومة ولانتصاراتها. ولما امكننا حماية لبنان من الوحوش الكاسرة التي تطلعت الى منطقتنا بتمويل اميركي وعربي للاسف".
وقال: " ما كنا لنحمي سوريا دولة موحدة لولا القوة التي نختزنها، ولما عاد العراق الى شعبه. ولو لم نكن اقوياء، لطمست القضية الفلسطينية، فالقوة هي التي ابقت القضية حاضرة".
واكد ان "صفقة القرن ستسقط بميزان القوة وليس بشيء آخر"، واعلن انه "لولا هذه القوة لما كنا نحن في وطننا ونجري انتخابات، ونبحث عن النفط والغاز، ولكان لبنان ضعيفا مشتتا، ولكان هؤلاء الاوباش الذين يتحكمون بمنطقتنا فتكوا بلبنان".
وقال: "ان استجراتيجية القوة التي يصر عليها حزب الله ليست ملكا حصريا للحزب، وإنما هي قوة للوطن، وهذا الامر ليس ثقافة تحسب بالميزان، انما هو دين نؤمن به ونعكل فيه لدنيانا واخرتنا".
واضاف: "ذهبنا الى سوريا للدفاع عن لبنان وكيلا تأتينا الحروب الينا"، كاشفا ان "احد عناصر قوة حزب الله انه منذ اليوم الاول لم يحصل مقابل قوته وانتصاراته اي ثمن او بدل او سلطة". وشدد "ان هذه قناعة قمنا بها فلم نتقاتل على السلطة".
واوضح ان "استراتيجية القوة بمعناها الواضح هي التي ستبني دولة حقيقية في لبنان لا فساد فيه ويتحكم فيه القانون. فالقوة الحقيقية هي في وطن مشترك نتعايش دينين فيه على اهداف اهداف واحدة وقامها قوة الادارة والعزم ولا شيء اخر".
وطالب "بأن نكون جميعا اقوياء في هذا البلد بقناعتنا وارادتنا"، غامزا من قناة "الذين يعيشون على حساب ضعف لبنان وعدم وجود حلول لمشاكله الاجتماعية". واستنكر "خطاب العنف والتسييس التي يعتمده البعض من اجل زعامته".
وتابع: "الفساد يضعف ويتلاشى عندما تتوافر ارادة قوية، وعندنا يكون القانون والقضاء والقرارات قوية".
ورأى "ان لبنان اليوم بات في أمس الحاجة الى ادارة سياسية واقتصادية خاصة، والى قرارات حاسمة وشجاعة، والى ادارة ذكية تحسن التقاط المؤشرات الخارجية والاقليمية"، محذرا من ان "عدم التقاط ذلك وعدم ايجاد ادارة سياسية واقتصادية فاعلة"، يؤديان إلى السقوط الحتمي.
وشدد على ان "اهم ما يجب العمل عليه اليوم هو اعادة الثقة"، مشيرا الى "التباعاد بين اللبنانيين وقياداتها"، ومنبها من "تدمير ما بقي من ثقة بالدولة".
وختم: "هذا الكتاب دعوة صريحة إلى بناء الشخصية الوطنية وبناء الذات عندها تكون الذات قوية".