بعد إنتهاء العملية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني في منطقة الحمودية-بريتال والتي قتل بنتيجتها علي زيد إسماعيل مع عدد من أفراد مجموعته، وهو أحد كبار المطلوبين في لبنان (٣١١٤ مذكرة توقيف بجرائم تجارة مخدرات وسلب وإطلاق نار على عسكريين وغيرها)، إضافة الى توقيف العشرات من المطلوبين اللبنانيين والسوريين، وبعد الحركة الإعتراضية التي قام بها لأيام قليلة أهالي القتلى ومناصرو الأمين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي ضد الجيش اللبناني وحزب الله وحركة أمل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مطالبين بتحقيق شفاف يكشف ما حصل في المداهمة وما أدى الى قتل المطلوبين لا الى توقيفهم، خرجت بعض الأصوات من البقاع وغيره لتقول وتحلل إن "مداهمة الحمّودية، أحبطت ما كان يعد له للمنطقة من خطّة أمنية بسبب ما تخللته من تماديات في إستعمال القوّة أدى الى قتل من قتل، وأن المداهمات ستتوقف أقلّه في المرحلة الراهنة وذلك بهدف إستيعاب النقمة التي أحدثتها مداهمة الحمودية على الجيش".
وتعليقاً على هذه التحليلات، تعتبر مصادر أمنيّة بارزة أن "ما قيل وسيقال عن المداهمة لا أساس له من الصحّة، وما حصل في الحمّودية لم يكن من ضمن الخطة الأمنية التي يحكى عنها، بل هو إستكمال للعمل الأمني اليومي الذي تنفذه وحدات الجيش بإستمرار ضد المطلوبين، أكان هناك خطة أمنية أم لا". المصادر الأمنية البارزة تؤكد أن مداهمة الحمّودية، هي من العمليّات الأمنية التي تصنف ضمن خانة العمليات النوعية، التي تنفذها عادة أفواج النخبة كالقوة الضاربة والمغاوير والمجوقل، وذلك بعد عمل أمني مكثف على صعيد داتا الإتصالات والمراقبة والملاحقة، ما يعني أنها من العمليات التي لا يمكن تنفيذها بوتيرة يومية أو أسبوعيّة، كونها تحتاج الى عناصر لا تكون أحياناً متوافرة". وتضيف "متى تتوافر العناصر المطلوبة لتوقيف مطلوب خطير، يتم التحضير للعملية ويكون التنفيذ مباشرة".
من هنا يأتي الرد الأمني على التحليلات التي تقول إن مداهمة الحمودية قطعت الطريق أمام عمليات دهم أخرى كانت ستنفذ لا سيما في منطقة بعلبك-الهرمل. رد يجزم بما بلا يقبل الشك بأن فور توافر المعلومات كاملةً عن أي مطلوب، ستنفذ ضده عمليّة أمنيّة بهدف توقيفه، بغض النظر عن الثرثرات الّتي قيلت في الحمودية أو ما سيقال في أي منطقة أخرى، كل ذلك إنطلاقاً من أن فرض الأمن وملاحقة المطلوبين لا يتأثّران بما يمارس عادة عبر الإعلام من ضغط سياسي أو عشائري على الأجهزة العسكرية والأمنية، خصوصاً أن عمليات الدهم لا تهدف عادةً الى تنفيذ حكم الإعدام بحق أي مطلوب، بل الى توقيفه وإحالته على القضاء المختص، ولكن عندما يستعمل المطلوب ومجموعته جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ضد الدوريّة المداهمة، كما حصل في الحمودية، يصبح الرد الناري عليه من الأمور البديهية ويصبح وقوع الإصابات بين صفوف المطلوبين والعسكريين من الأمور المحتملة.
إذاً العمليات الأمنية النوعية مستمرة في البقاع الشمالي وغيره، وعمليات الرصد والمتابعة مستمرة أيضاً، فمن سيكون التالي الذي سيقع في الشباك بعد علي زيد إسماعيل؟.
الجواب عندما يعود مطلوب خطير من الداخل السوري الى الأراضي اللبنانيّة، أو عندما تتوافر معلومات عن مكان تواري مطلوب عن الأنظار.