أكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان رئيس مجلس النواب نبيه بري مُصرّ على السير قدماً في استكمال التقارب "الفتحاوي-الحمساوي" على الساحة اللبنانية للوصول الى خواتيمه السعيدة، لاعادة العمل بالاطر المشتركة الفلسطينية بعد تجميدها حتى إشعار آخر، منذ أشهر على خلفية الخلافات السياسية بين الطرفين والتي انعكست سلبا على التواصل والتنسيق بين مختلف القوى الفلسطينية الموحدة.
وأوضحت أن إصرار بري، مردّه الى المخاوف الحقيقية من استفحال الخلافات في الداخل على خلفية عدم انجاز "المصالحة الوطنية" التي تجري بوساطة مصرية، وانعكاساتها على لبنان والتي من شأنها تصعيد التوتّر الى حده الاقصى اي انه سحب "فتيل" أي تفجير محتمل، وسط محطتين بارزتين، الاولى، تسريب معلومات عن حلول لأزمة غزّة لكسر الحصار واعادة الاعمار، وتحسين ظروف الحياة خارج المصالحة، والثاني، استعداد المجلس المركزي الفلسطيني للانعقاد في دورته التاسعة والعشرين بعنوان "دورة الشهيد رزان النجار"، يومي 15 و16 آب الجاري وبحث سبل "الانتقال من السلطة الى الدولة" وغيرها من القضايا الهامة.ويأتي الاصرار أيضًا، بسبب الحديث المتزايد في الاوساط الفلسطينية، بأن اللقاء لم يكن بمعنى "المصالحة" الحقيقيّة وقد جاء شكليا لتنفيس الاحتقان وإستيعاب تداعيات المرحلة بأقل الخسائر الممكنة.
وشددت المصادر نفسها، ان بري اوكل الى مسؤول الملف الفلسطيني في حركة أمل محمد الجباوي المتابعة المباشرة مع الطرفين للوصول الى توافق على اعادة العمل بالاطر المشتركة والمتوقعة بعد عيد الاضحى المبارك، والتي سيبدأ التمهيد لها بعقد اجتماعين اليوم، الاول لفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في مقر السفارة الفلسطينية، والثاني لـ"تحالف القوى الفلسطينية" في مخيم مار الياس في بيروت، لوضع الطرفين في اجواء وتفاصيل الاجتماع الثنائي الذي عقد في مقر حركة أمل" بمشاركة رئيس المكتب السياسي جميل الحايك وعضوي المكتب السياسي للحركة حسن ملك ومحمد الجباوي، والذي اتفق فيه على سلسلة من القضايا ابرزها التمسك بالعمل الفلسطيني المشترك في لبنان، وتفعيل أطره السياسية والأمنية والشعبية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية-الفلسطينية، ومواجهة صفقة القرن وتداعياتها على قضية اللاجئين والوجود الفلسطيني في لبنان، والحرص على السلم الأهلي ودعم وحدة لبنان وأمنه واستقراره وتحييد الوجود الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية على الانجرار إلى أي صراعات إقليمية أو محلية.
بالمقابل، أعربت مصادر حركة "أمل" عن ارتياحها لهذا اللقاء، ووصفته بـ"الايجابي" والهام، والذي ارسى قاعدة اساسية لـ"التمسك بالحوار باعتباره اللغة الوحيدة التي ينبغي أن تسود بين الأخوة والفصائل الفلسطينية المتواجدة على الساحة اللبنانية، وعدم نقل الخلافات إليها"، ناهيك عن "التأكيد على أهمية ومكانة السفارة الفلسطينية في لبنان وضرورة تحييدها عن الخلافات لتبقى سفارة لكل فلسطين"، معتبرة ان هاتين الثابتين ستمهدان الطريق لعودة العمل بالاطر المشترك قريبا وربما بعد عيد الاضحى المبارك.
واعتبرت المصادر، ان عدم مشاركة السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور في هذا اللقاء لا يعني "فشله" أو "شكليته"، اذ حضرت قيادة "فتح" من الصف الاول وجرى التوافق على عقد اجتماعات ثنائية بعيدة عن الاضواء والاعلام خلال هذه المرحلة، لمعالجة كل قضايا الخلاف وكل نقطة بنقطة وتوضيحها من الطرفين وصولا الى ازالة البس وسوء التفاهم فيها.
"الاونروا" والمخاوف
وسط هذه المساعي، بقيت المخاوف الفلسطينية تتزايد بإضطراد من محاولة "الولايات المتحدة الاميركية" ومعها "اسرائيل" من إنهاء عمل وكالة "الأونروا" ، وصولا الى شطبحق العودة، فبعد تخفيضالمساعدات الماليّة للوكالة، وإدخالها في مربع "الأزمات الطاحنة" التي تهدِّد وجودها وخدماتها وطرد موظفيها، بدأت تتسرب معلومات عن خطوات اميركية جديدة لاستكمالها ومنها ان أعضاء في "الكونغرس الأميركي" يخطِّطون لتقديم مشروع قانون جديد لتخفيض تمويل "الأونروا"، يقضي بالاعتراف فقط بنحو 40 ألف لاجئ فلسطيني، وهم الذين ما زالوا على قيد الحياة منذ النكبة، عام 1948 وذلك خلافاً لما هو مسجَّل في "الأونروا"، نحو 5.2 ملايين لاجئ فلسطيني في دول العالم، حيث تعتبر "منظمة اللاجئين" أن أبناء وأحفاد اللاجئين هم أيضا لاجئون، وهو ما يرفضه القانون الجديد.
ووصفت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، أن هذا المشروع هو أخطر وأكبر مشاريع التصفية التي تستهدف اللاجئين وقضيتهم بشكل مباشر، بينما أبلغ مدير هيئة 302 علي هويدي، أن القانون الأميركي سيكون بمنزلة ضربة قوية وموجعة للاجئينالفلسطينيين حول العالم، ويتماشى تماماً مع كل المخطَّطات الإسرائيلية التي تهدف إلى إنهاء حلم العودة والقضاء على حق كل لاجئ بالعودة لأرضه ووطنه من توطين اللاجئين في أماكن وجودهم، سواء في الدول المضيفة أو من خلال مخطَّطات الترحيل المستقبلية؛ لمحاصرتهم في أماكن محدَّدة وتشتيتهم في دول العالم".