لا احد في لبنان او من محبي وطن الارز في دول الانتشار الا وسمع بدير مار انطونيوس قزحيا الواقع في ذلك الوادي المقدس الممتد من اعالي جبال الشمالية الى بحره وحيث اشتهرت الحياة الرهبانية والنسكية... ولا اعتقد ان احدا في لبنان وخارجه الا وسمع بمغارة الدير الشهيرة المعروفة محلياً وعند العامة بـ"مغارة المجانين" (الممسوسون والمسكونون بالهواجس والشياطين)، الذين يؤتى بهم كي يشفيهم القديس أنطونيوس... وكل من زار الدير والمغارة لاحظ بقايا السلاسل التي كانت تقيِّد أقدام المرضى اعتقادا بامكانية شفائهم من مرضهم في حال قيدهم بتلك السلاسل "المقدسة"...
مناسبة هذا الكلام لا تمت بصلة الى السياحة الدينية التي باتت جزءا مهما من النشاطات السياحية في المنطقة بشكل عام، ولا الى زيارة القديسة اللبنانية مارينا الى ربوع وطنها ومكوثها في وادي قنوبين، حيث استقبلت من قبل الاف المؤمنين بلبنان وقديسيه... وانما مناسبته دعوة قلبية الى غبطة ابينا البطريرك بشاره الراعي الذي انتقل الى مقره الصيفي في الديمان الواقع قرب دير مار انطونيوس قزحيا ومغارته كي يدعو الساسة وعلى مختلف مراتبهم والذين يؤمون المقر الصيفي في الديمان للتشاور مع غبطته في الشؤون المحلية لزيارة الدير والصلاة من اجل لبنان، وبان يعرجوا على المغارة برفقة كاهن او مطران منتدب من غبطته وان يقيدوا بالسلاسل المقدسة الشافية علهم يصحون من امراض يعانوا منها من دون ان يدروا وهي تنعكس علينا نحن الشعب القابع في الظلمة... لنتصور بان يستجيب الساسة لما ذهبنا اليه اعلاه، كم من الوقائع ستعرف حلحلة وكم سيتبدل وجه لبنان وعلى كافة المستويات ففي حال حدوث حالات شفاء سنشهد وللمرة الاولى على الظواهر التالية:
سياسي يفي بوعده الانتخابي، أو اقله يشرح لنا لماذا لم يستطع القيام بواجباته العامة؟ ومن دون أن يتهم أولئك الذين بوجهه.
سياسي يزور قرية من دون اعلان، ويمارس رياضة من دون صور، ويفتح مشروع عام من دون طبل ونحر خراف ورفع يافطات.
نائب يكتفي باسمه أو لقبه المهني ولا يزيد عليهما القاب لوظائف فارغة لا تنتهي.
نائب يصل الى سهرة حزبه من دون مرافقة ونشيد خاص ويقبل ان يدخل الى القاعة من دون ان يكون محمولاً على الاكتاف.
لكان مجلس الوزراء واعضائه وجدوا حلولاً أكيدة وناجعة لمشاكل الكهرباء والماء والنفايات وزحمة السير... فشفاء الوزراء من أمراض القاء التهم على الاخرين ضروري لكي يمشي البلد وهذا الشفاء يحتاج الى اعجوبة.
لكنا سمعنا ان سياسيا واحدا يرفض التوريث الصريح او المبطن...
لاصبح في لبنان احزابا حقيقية يمكن الاتكال عليها لبناء ديمقراطية تحاسب...
بالمختصر لكنا استعدنا املا فقدناه من زمن ببناء دولة العدالة والمساواة والمؤسسات...
اما وفي حال عدم استجابة الساسة للمرور الى مغارة القديس انطونيوس قزحيا... فيجب اصدار فرمان كنسي بالزام المؤمنين بزيارة المغارة والتبرك منها علنا لا نعود ننتخب هكذا طبقة سياسية...