يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالاته ولقاءاته العربية لتحصين الموقف الفلسطيني المدعوم عربياً، برفض المحاولات التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن تصفية القضية الفلسطينية، فيما تنفّذ سلطات الإحتلال الإسرائيلي محاولات تكريس يهودية الدولة، على أرض الواقع.
هذا في وقت، تجري اتصالات وتُعقد الاجتماعات بهدف التوصل إلى تهدئة بين الإحتلال الإسرائيلي والمقاومة في غزة، ضمن صفقة تشمل العديد من الملفات، برعاية مصرية ومن الأمم المتحدة.
لكن في المقابل، فإنّ سلطات الإحتلال تحاول أن تضغط بالنار والقوانين العنصرية والاستيطانية، على الجانب الفلسطيني، لفرض أجندتها باتفاق تهدئة في غزّة.
وأمس، عُقِد اجتماع فلسطيني - أردني، بين الرئيس عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في قصر الحسينية بالعاصمة الأردنية، عمّان، بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله.
وهذا اللقاء هو الأوّل، الذي يعقده العاهل الأردني مع مسؤول، بعد عودته من زيارته الطويلة إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي استمرّت 40 يوماً، التقى خلالها الرئيس الأميركي ترامب، وأركان الإدارة ولجان الكونغرس.
جرى خلال الاجتماع بين العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني استعراض التطوّرات الراهنة على الساحة الفلسطينية، والمساعي المستهدفة إعادة تحريك عملية السلام، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسُبُل تطويرها في شتى المجالات، ومواجهة التحديات المحدقة بالقدس والمقدّسات الإسلامية والمسيحية.
وأكد الرئيس عباس والعاهل الأردني ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين حيال التطوّرات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والقدس.
وأعرب الرئيس عباس عن "تقديره لمواقف الأردن التاريخية والراسخة تجاه القضية الفلسطينية"، مثمّناً "الجهود الكبيرة التي يبذلها العاهل الأردني في الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني في جميع المحافل الدولية".
بدوره، شدّد الملك عبدالله الثاني على "وقوف الأردن بكل طاقاته وإمكاناته إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة والعادلة"، لافتاً إلى أنّ "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وجوهر الصراع في المنطقة، وهي دوماً على رأس أولويات السياسة الخارجية للمملكة".
وأكد "استمرار الأردن ببذل جميع الجهود، وبالتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية، لإعادة إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استناداً إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وجدّد تأكيد أنّ "مسألة القدس يجب تسويتها ضمن قضايا الوضع النهائي، باعتبارها مفتاح تحقيق السلام في المنطقة"، مشدّداً على أنّ "الأردن، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدّسة، مستمر بالقيام بدوره التاريخي في حماية هذه المقدّسات".
وتناول اللقاء، الدور الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وضرورة دعمها من قِبل المجتمع الدولي لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية للاجئين.
وجرى خلال الاجتماع الاتفاق على عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية - الفلسطينية المشتركة برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين، لتعزيز التعاون والتنسيق الأردني الفلسطيني في مختلف المجالات.
وبعد اجتماع ثنائي، عُقِدَ لقاء موسّع، تخلّله غداء عمل.
حضر عن الجانب الفلسطيني: أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" الدكتور صائب عريقات، رئيس هيئة الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الوزير حسين الشيخ، رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج وسفير فلسطين لدى الأردن عطاالله خيري.
وعن الجانب الأردني: وزير الخارجية وشؤون المغتربين، مدير المخابرات العامة ومستشار العاهل الأردني، مدير مكتبه.
ومن عمّان، غادر الرئيس عباس، إلى العاصمة القطرية، الدوحة، التي وصلها مساءً، في زيارة رسمية تستغرق يومين.
وكان في استقباله على أرض المطار: وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي وسفير فلسطين لدى قطر منير غنام.
واستقبل الرئيس عباس في مقر إقامته في الدوحة، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث أطلعه على آخر الأوضاع والمستجدات السياسية على صعيد القضية الفلسطينية.
ومن المقرّر أنْ يلتقي الرئيس عباس، اليوم (الخميس)، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.