لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية الى أن "الخلاف الأخير بين السعودية وكندا بدأ بتغريدة ثم تصاعد ليشمل طرد سفير وتعليق الرحلات الجوية وتجميد الاتفاقات التجارية"، موضحة أن "الخلاف بدأ عندما أعلنت وزارة الخارجية الكندية عن قلقها إزاء اعتقال نشطاء المجتمع المدني وحقوق المرأة في السعودية".
وذكرت الصحيفة أنه "في الأعوام الماضية كان يجري التعامل مع مثل هذه الانتقادات من حلفاء السعودية في تكتم وخلف أبواب مغلقة"، مضيفة: "الشعور الآن وسط الدبلوماسيين في الرياض وغيرها من مناطق العالم العربي هو أن القيادة الجديدة في السعودية تريد التأكيد على مجموعة جديدة من القواعد في اللعبة الإقليمية، وأن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، يشعر أن لديه الدعم للقيام بذلك".
ورأت أن "إظهار القوة من الاهتمامات الرئيسية لولي العهد، الذي يبلغ عمره 32 عاما. ولهذا فهو يغضب الحلفاء ويبدأ النزاعات دون خطة واضحة للتعامل مع الموقف"، مبينة أن "التفكير الجديد في السعودية هو أن كرمها قد استغل وأن حلفاءها، وخاصة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قد خذلوها".
واعتبرت الصحيفة أن "وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض غير الأمر برمته، حيث أعطى موقفه إزاء المملكة وإزاء الشرق الأوسط عامة، الكثير من الراحة للسعودية، فالولايات المتحدة ترفض نقاش حقوق الإنسان مع حلفائها أوخصومها، كما أنه يبدو أن قضية حقوق الإنسان لا تلقى الكثير من الصدى مع ترامب"، لافتة الى أن "كندا دون قصد منها أصبحت وسيلة تبلغ بها السعودية رسالة تقول فيها: لا تتحدونا فيما يتعلق بشأننا المحلي".
