اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الى اننا "نحتاج الى حكمة العقلاء في معالجة الازمات التي تعصف بالوطن، فكل مشكلة لها حلها اذا توفر الصدق والاخلاص والمسؤولية الوطنية في مقاربة الشأن الوطني من منطلق وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار"، داعيا الى "الاسراع في تشكيل حكومة وطنية موسعة تضم كل المكونات السياسية، لان التباطؤ في انجاز هذا الاستحقاق الوطني يضر بمصلحة الوطن الذي يحتاج الى بذل الجهود والتعاون بين كل مكوناته في سبيل النهوض به".
اضاف في خطبة الجمعة في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي، "السياسيون مطالبون بالتخلي عن مصالحهم والتنازل لبعضهم البعض والتعاطي مع تشكيل الحكومة من منطلق انها حكومة كل الوطن ترعى مصالحه وتحفظ شعبه، فتسهر الوزارات على هموم الشعب وشجونه بعيدا من المناطقية والفئوية في تقديم الخدمات، فنحن نريد حكومة وفاق وطني تجسد الوحدة الوطنية وتنهض بالاقتصاد الوطني، وتكون مسؤولة امام الشعب تخضع لمراقبة ومحاسبة المجلس النيابي المطالب بدوره بتفعيل عمله التشريعي والرقابي في مكافحة الفساد وكشف المرتشين والفاسدين المتورطين في نهب المال العام، ووضع قانون من أين لك هذا موضع التطبيق، فلا يجوز ترك المستبيحين للمال العام دون عقاب، فيما يئن غالبية اللبنانيين من الفقر والعوز، والنقابات العمالية تطالب بانصافها وتنذر الاعتصامات والاضرابات بتعطيل حركة البلد". واكد ان "على الدولة ان تقوم بواجباتها تجاه المواطنين في تأمين الكهرباء دون تقنين وتوفير الاستشفاء لكل مريض والتعليم لكل تلميذ وقروض السكن لكل محتاج"، وقال: "نحن اذ نشدد على ضرورة النهوض الانمائي لكل مناطق لبنان، فاننا نرى الواجب الوطني يستدعي الاسراع في تشكيل مجلس انمائي لمناطق عكار والبقاع يتولى مهام انماء هذه المناطق المحرومة".
واكد الخطيب "ان عودة اهلنا واخواننا النازحين السوريين الى وطنهم ضرورة ومصلحة لبنانية وسورية ، تستدعي التنسيق المباشر بين الحكومتين السورية واللبنانية لوضع آليات عمل لتسهيل عودة النازحين الى سوريا، ويجب العمل الحثيث لتوطيد العلاقات السورية اللبنانية من خلال تفعيل الاتفاقيات والتنسيق المباشر بين الدولتين بما يحقق مصلحة الشعبين والبلدين الشقيقين، ولا سيما ان مصلحة لبنان وشعبه تكمن في اقامة علاقات تعاون وتنسيق على مختلف المستويات، ومن الضروري ان يسهم لبنان في اعادة اعمار سوريا وان يكون محورا مهما في عملية الاعمار".
ورأى في العقوبات الاميركية الجديدة على الجمهورية الاسلامية الايرانية "عملا عدوانيا على ايران لاخضاعها الى شروط الهيمنة الاستعمارية التي تتزعمها الادارة الاميركية في اذلال الشعوب واخضاع الدول، وايران كانت ولا تزال رأس حربة في مواجهة الاستعمار العالمي، وهي انتصرت بشجاعة وحكمة قيادتها ووعي وصمود شعبها حتى باتت ملاذا لكل الشعوب والدول التواقة الى الحرية"، معتبرا ان "مقتضى الوفاء لايران يحتم ان تتضامن معها كل الدول العربية والاسلامية، ولا سيما انها لم تقصر في نصرتها لقضايا العرب والمسلمين ودعمها لقوى وحركات المقاومة التي انتصرت على الارهابين الصهيوني والتكفيري. ولذلك فاننا نعتبر ان اي تخاذل في نصرة ايران عمل مشبوه يندرج في اطار الخيانة لقضايا الشعوب الرافضة للاستعمار والهيمنة وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي اصبحت اليوم عنوانا لصراع الحق في مواجهة الشر والباطل".
وحيا الخطيب "تضحيات وشجاعة الشعب الفلسطيني الابي الذي يتصدى باللحم العاري لاعتى آلة حربية يملكها عدو متجرد من كل القيم الانسانية"، وقال: "نحن اذ نطالب كل الاحرار في العالم نصرة شعب فلسطين في انتفاضته المباركة، فاننا نطالب اهلنا في فلسطين بالوحدة والصبر ومواصلة الكفاح والنضال لاستعادة الحق الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، فما ضاع حق وراءه مطالب". وهنأ "سوريا وجيشها وشعبها على الانجازات الكبيرة في تحرير الجنوب السوري"، داعيا "السوريين الى التضامن لتحرير سوريا من الارهاب الصهيوني والاميركي، والتعاون في مسيرة اعادة الاعمار حتى تعود سوريا واحة أمن وسلام واستقرار بجهود ابنائها وتضحيات جيشها".