أكد رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة "أنني اعتقد ان هناك عدة اموراً يجب العودة الى احترامها بداية احترام الدستور واحترام الصلاحيات التي هي حسب الدستور معطاة لرئيس الحكومة المكلف وتلك الصلاحيات التي خولها الدستور لرئيس الجمهورية وبالتالي ليس هناك من داع لأي تعد على تلك الصلاحيات لأن ذلك ناتج عن ميزان دقيق من التوازن الذي حرص عليه المشرعون الذين اشرفوا على وضع اللمسات الحقيقية من اجل ان يصدر الدستور كما هو بعد اتفاق الطائف"، لافتاً الى أنه "لذلك هذا الأمر ينبغي بداية الحرص عليه".
ولفت السنيورة، في كلمة له خلال زيارة قام بها لموقع معبد اشمون الأثري على ضفاف نهر الأولي شمال صيدا حيث تفقد اعمال التأهيل التي تقوم بها المديرية العامة للآثار للموزاييك والفسيفساء، الى أن "الأمر الثاني الذي ينبغي الحرص عليه هو مبدأ التواضع في الطلبات وبالتالي هذا الأمر جدير بالمحافظة عليه لأن هذا الأمر لا يستقم التوازن في لبنان اذا جرى التعدي عليه، واعتقد ان الدور الأساس الذي يجب ان ُيلعب وهو الدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية وهو يفترض به الحاضن للجميع والراعي للجميع وكما جاءت العبارة انه أب للجميع، فعليه باعتقادي ان يمارس هذا الدور وبالتالي لا ان يكون جانباً ولا بأي شكل من الأشكال لأن ذلك ايضا هو مخالف للدستور ولا يؤدي النتيجة المرجوة".
وتابع بالقول "انني بالتالي اعتقد انه ليس هناك من مكان لبدء أعراف جديدة وصلاحيات جديدة وقدرات جديدة اعتقد ان ذلك لا يؤدي الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف وبالتالي تتاخر عملية التاليف علما ان هناك حاجة ماسة من اجل الاسراع بعملية التاليف واعتقد ان المصاعب التي نراها لا تقارن بالمصاعب التي على الحكومة الجديدة وعلى لبنان ان يواجهها في المرحلة القادمة لأن هناك العديد من القضايا والمسائل والصعوبات والتحديات التي تواجهنا والتي علينا ان ننظر ونتبصر كثيرا في الحفاظ على التوازن الداخلي وايضا على التوازن الخارجي وان يستطيع لبنان ان يذهب بشكل صحيح وبدون اي تراجع في الخطوات الاصلاحية التي ينبغي اتخاذها وهي كما ذكرت انها يجب ان تكون دائما ملتزمة بالدستور وبتطبيق القوانين واحترام دور الدولة وصلاحياتها وايضا الحفاظ على تمكنها من فرض سلطتها الكاملة على جميع مرافقها".
كما نوه الى أن "على اللبنانيين وعلى جميع المسؤولين ان يتعودوا على حقيقة اساسية اننا لا نستطيع ان نستمر في تحقيق التقدم ولا بأي نهوض اذا لم نعط الكفاءة والجدارة القيمة التي تستحقانها لأنه بدون هذا الأمر سنجد ان هناك خلطاً بالأمور وتكون بالنتيجة وبالاً على كل اللبنانيين وعلى كل السياسيين وبالتالي على لبنان"، مشيراً الى "أنني اعتقد ان التحديات التي نواجهها الآن في عملية تشكيل الحكومة كبيرة ولكن يجب ان نضع انفسنا في الموقع الذي يمكننا حقيقة من القيام بالجهود الكبيرة التي علينا ان نبذلها من اجل مواجهة هذا الكم من التحديات ان كانت داخلية او كانت خارجية تتأثر بالصدمات الآتية من الخارج والتي هي كثيرة والتي على لبنان ان يعود قولا وعملا لإحترام سياسة النأي بالذات كي لا يذهب بشكل او بآخر نحو مواقع الضعف او وضع لبنان كما اقول على ممر الأفيال".
وعن الهدف من الجولة فأوضح السنيورة أنه "بدون شك هذه مواقع اساسية في تاريخ المدينة واليوم زيارتي لأتفقد تقدم الأعمال بالنسبة للترميم بداية في موقع خان القشلة وهو موقع عثماني وجرت اضافات عليه في ايام الانتداب الفرنسي . ولقد اعجبت بالتقدم الجاري من اجل انجاز هذا الموقع الذي تقوم به مشكورة الدولة الايطالية في ترميمه والذي اتمنى ان ينجز خلال وقت ليس بالبعيد وبالتالي ان يصبح جاهزا من اجل استقبال انشطة تتعلق بالمهارات ولا سيما في مدينة صيدا بتعليمها ورعايتها وهذا بحد ذاته امر مشكور لجهة انجاز هذا الترميم وايضا استعماله من احل خلق فرص عمل جديدة بالنسبة لأبناء المدينة والذين يتمتعون بتلك المهارات وايضا انها تعتبر بعد ذلك مكانا جاذبا للسياحة ولتنشيط هذه الأنشطة".
واضاف: وزيارة اليوم ايضا هي بعد اتصالات قمنا بها في فترة ماضية من اجل تشجيع الحكومة الأميركية والسفارة الأميركية على تبني هذا المشروع وانا سعيد بانهم قطعوا شوطا بهذا الأمر ولكن هناك اشواطا اخرى لا زالت متبقية وبالتالي يجب انجازها وهذا المعبد له تاريخ عريق . صحيح اننا نشهد هنا عدة حضارات توالت على هذا الموقع وهو الذي يقع قرب مصب نهر الأولي وبالتالي يمكن ان يشكل ايضا جاذبا اساسيا لا سيما ان هناك اثارا كثيرة جدا كانت قد اخذت من هذا الموقع وهي اما انها موجودة في المتحف الوطني واما انها موجودة مع الدول التي كانت تولت بشكل او بآخر السلطة في هذه الأمكنة وبالتالي نجدها في كثير من متاحف العالم . واعتقد ان انجاز هذا الأمر يصب في الفكرة الأساسية التي سعينا من اجل تحقيقها وهي ان تصبح مدينة صيدا مكانا جاذبا ومقصدا للسياح ولأبناء المدينة ولزوارها واصدقائها واصدقاء لبنان فبالتالي تكون ايضا مورد رزق لأبناء المدينة وامكانية تطوير مهارات وجواذب للسياح في هذه المواقع لا سيما وانها عريقة بالتاريخ وبالتالي تكون لها جاذبية حقيقية . . وانا سعيد ايضا التقدم الجاري لانجاز متحف مدينة صيدا وذلك ايضا نتيجة الدعم الاضافي الذي تمكنا من الحصول عليه من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي بمبلغ بحدود مليون وستماية الف دولار وايضا بالدعم الذي وفرته مساعي دولة الرئيس سعد الحريري من اجل تامين مبلغ بحدود مليوني دولار لإنجاز جزء كبير من المرجحلة الثانية من هذا المشروع . واعتقد انه كمشروع هام جدا بالنسبة للمدينة ولتمكينها واقدراها على ان تصبح مقصدا حقيقيا لكل من هو مهتم بتاريخها وبتاريخ لبنان والمنطقة .