أفاد موقع "​اليوم السابع​" المصري عن إنهاء الأجهزة الأمنية بالبحيرة في مصر تحرياتها حول حادث مقتل الأنبا أبيفانوس أسقف ورئيس دير القديس الأنبا مقار بوادى النطرون، الذي عُثر على جثته داخل الدير أمام القلاية الخاصة به، بعدما توصل فريق البحث المكلف بالتحري في الحادث أن وراء ارتكاب الجريمة كل من الراهب إشعيا المقاري الذي تم تجريده من الرهبنة والإعلان عن عودته لاسمه المدني بمساعدة صديقه الراهب فلتاؤس المقاري الذي حاول الانتحار بقطع شرايينه عقب القبض على إشعيا.

وكشفت مصارد الموقع أن الراهب أشعيا المقاري أفصح لصديقه الراهب فلتاؤس عن رغبته في الانتقام من رئيس الدير والتخلص منه بقتله، بعد إكتشاف المجني عليه مخالفات ارتكبها إشعيا بعدم الإلتزام بقواعد الرهبنة منها التجرد والطاعة.

وأوضحت المصادر أيضاً أن المجني عليه رئيس الدير تمكن من جمع أدلة تفيد قيام الراهب المشلوح إشعيا بعقد صفقات تجارية وشراء ممتلكات عبارة عن أراضي وعقارات بالمخالفة لشروط الرهبنة، فضلاً عن قيامه والراهب فلتاؤس الذي حاول الانتحار بتدشين صفحة تحريضية مغلقة على "فيسبوك" تضم عددا من الرهبان داخل الدير ضد رئيس الدير، وذلك بالمخالفة لما قرره قانون الرهبنة أيضاً، وأن هذا هو السر وراء قيام ​البابا تواضروس​ الثاني عقب الحادث مباشرة بإصدار عدة قرارات موجهة للرهبان كان أهمها غلق أي صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي والتخلي الطوعي عن هذه السلوكيات والتصرفات التي لا تليق بالحياة الرهبانية وقبل اتخاذ الإجراءات الكنسية معهم، وأيضاً الابتعاد عن أية معاملات مالية كالتجارة أو شراء العقارات والأراضي.

وأشار المصدر أن الراهب المتهم الأول في الواقعة أشعيا المقاري تخلص من المجني عليه الأنبا أبيفانوس رئيس الدير، انتقاماً منه لاعتياده التقدم ضده بشكاوى للجنة شؤون الأديرة في ​الكنيسة القبطية​ عن مخالفاته والتي تم رفعها إلى البابا تواضروس، وتم التحقيق معه، كما اعترف إنه سبق وصدر قرار بإبعاده عن الدير لمدة 3 سنوات، ولكن مجموعة من رهبان ديره وقعوا على التماس طلبوا خلاله العفو عنه والإبقاء عليه بالدير وتعهدوا بمساعدته على تغيير مسلكه الخاطئ. وقدموا الالتماس وقتها لرئيس الدير الأنبا إبيفانيوس الذي رفع الالتماس بدوره لقداسة البابا مشفوعا بتوسلٍ منه لقداسة البابا بقبول الإلتماس، وهو ما حدث. وأكد المصدر أن المتهم إشعيا أرشد عن الحديدة التي استخدمها في قتل رئيس الدير والتي قام بإخفائها داخل الدير.