مؤشرات كثيرة تؤكد ان العلاقة بين حزب الله وحركة امل وتحالف 8 آذار ليست "سوية" مع الرئيس المكلف سعد الحريري في الجانب الاستراتيجي و"هشة" في الملف السياسي الداخلي. فمنذ ازمة احتجاز الحريري في الرياض في تشرين الثاني الماضي وتجنيد كل من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجهود كلها لفضح مؤامرة محمد بن سلمان ضد الحريري وعودة الحريري طليقاً الى لبنان ونحن امام حريري جديد ومطابق لـ"المواصفات" التي يريدها بن سلمان من الحريري كـ"وكيل" حصري للسعودية وممثلها السني الاوحد في لبنان بدل توزيع الوكالة على بعض السنة والقوات والاشتراكي. كما يؤكد مصدر وزاري في تحالف امل وحزب الله والذي يقول اننا نتعامل اليوم مع "نيو حريري" بكل ما للكلمة من معنى ويشدد على اننا اعدنا تسميته كفريق واحد لتأليف الحكومة باستثناء حزب الله الذي لم يسمه التزاماً بموقف مبدئي ثابت منذ الحكومة الاولى التي رأسها الحريري، وذلك من منطلق الالتزام بالكلام والفعل فعندما احتجز وقفنا معه في محنته وحافظنا على كرامة وموقع رئاسة حكومة لبنان وعندما عاد طليقاً الى لبنان بفعل كل هذه الجهود السياسية والاعلامية التي بذلت وبعد الانتخابات النيابية اعيد تكليفه. ويشير المصدر الى ان فريقنا السياسي وخصوصاً حزب الله يعرف اننا لا نلتقي مع الحريري في مسألة النأي بالنفس او استعداء ايران والنظام في سوريا ولا يمكننا ان نؤيد كل همسة تصدر من السعودية صباحاً وظهراً ومساءً ولا يمكن القبول بأن يكون رئيس حكومة لبنان وكل مواقفه هي ترداد ونسخ مطابق للاصل عن المواقف السعودية. ويلفت الى ان لا يمكن لحزب الله ان يقبل بأن تنفذ سياسة السعودية من لبنان بعزل ايران والاستمرار في مخطط تدمير سوريا وتدمير اليمن فوق رؤوس اهله. ويؤكد ان الاساس في لبنان هو وضع اساساته السياسية للحكم والاثاث يأتي لاحقاً، فالاساس هو سياسة لبنان تجاه الخارج وموقعه في الصراع الجاري في المنطقة وتأكيد ثوابته فلا يمكن معاداة ايران وسوريا ورمي سلاح المقاومة وعقد اتفاق سلام مع العدو والتوقيع على صفقة القرن فعندما نحدد هوية لبنان وموقعه في المنطقة فمن السهل جداً ان نحدد سياسته الداخلية فعندما تبني البيت وتمتن اساساته من السهل ان تفرشه وتجهزه بالاثاث. وهكذا هي الحكومة فمن خلال ممارسات وتصريحات الحريري بعد الانتخابات ومع توقف الحوار بين حزب الله والحريري برعاية بري في عين التينة بفعل ضغوطات سعودية على بيت الوسط وبعد ابعاد كل من نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق من حول الحريري والاخير كان عراب الحوار بين بيت الوسط وحارة حريك فهذا يعني ان تفاقم ازمة الثقة مستمرة في العديد من الملفات ولو كان الجانبان حريصان على الاستقرار ومنع الفتنة السنية الشيعية اوانفلات جماهير الطرفين في ساحات التماس في بيروت وصيدا وطرابلس.
ويشير المصدر الى ان الحوار الحكومي لم يتوقف بين الحريري وحزب الله عبر معاون الامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل الذي يتابع تفاصيل العمل الحكومي والتأليف الحكومي بشكل دوري مع رئيس الحكومة ايا كانت هويته فقبل الحريري كان التنسيق مع الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام ومن ثم الحريري بعدهما في الحكومة الحالية التي تصرف الاعمال فالخليل يتابع التفاصيل ومسؤولية الملف هي عند الشيخ نعيم قاسم كما حصل في الانتخابات النيابية الماضية. ورغم ان اعادة تزخيم التواصل بين الخليل والحريري يتطلب تحريك العقد العالقة للوصول الى توليفة حكومية الا ان ازمة الثقة باتت تتطلب وفق تحالف الثنائي الشيعي و8 آذار وجود تصور واضح للبيان الوزاري للحكومة قيد التشكيل. فحزب الله وفق المصدر يوافق على العبارة الواردة في البيان الوزاري للحكومة التي تصرف الاعمال والتي تكرس حق المقاومة في استرجاع الارض المحتلة وتضمن الشرعية السياسية والدستوري لسلاح المقاومة ولكن حزب الله لن يرضى بما يردده الحريري اخيراً عن بدعة النأي بالنفس او التزام سياسة المحيط العربي واول من يخرق هذا النأي هو الحريري نفسه وحلفاء السعودية واميركا في لبنان كما يشير المصدر الى ان عودة النازحين والتنسيق مع الدولة السورية واستعادة العلاقات التجارية والاقتصادية ستكون ايضاً حاضرة في بيان الحكومة الجديدة.