أكد عضو كتلة "الكتائب" النائب الياس حنكش، في حديث لـ"النشرة"، أن الحزب قرّر الترفع عن تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن المشهد الحالي لا يشجع "الكتائب" على أن يكون ضمن عملية "تناتش" الحصص، لافتاً إلى أنه كان من الأفضل البحث عن حصة البلد لا عن حصة كل فريق، قائلاً: "بحال استمر الواقع على ما هو عليه لن يكون أمراً مشرفاً".
على صعيد متصل، أكد النائب حنكش أنه في ظل النهج الحالي لا شيء يشجع "الكتائب" على أن يكون مشاركاً في الحكومة بحال عرضت عليه المشاركة، مشيراً إلى أن نهج الحزب معروف، في حال كان داخل الحكومة أو خارجها، وأي ملف يتوافق مع معاييره في الشفافية والسيادة وإنتظام المؤسسات سيكون داعماً له، في حين أن أي ملف يناقض هذه الثوابت سيكون من أشرس المعارضين له.
وذكر النائب حنكش بأنه عند وضع مرسوم "التجنيس" كان الحزب أول المعارضين له، بينما عند طرح المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين كان أول الداعمين لها، لأنها خرجت من رئيس "الكتائب" النائب سامي الجميل، منذ 11 شهراً، عندما زار موسكو، أي أن الموقف سيكون حسب الملف.
العقدة في "نفخ" الأحجام
ورداً على سؤال حول رؤية الحزب للعقد التي تحول دون ولادة الحكومة، أشار النائب حنكش إلى أن الأزمة الأساسية هي في "نفخ" الأحجام، بالإضافة إلى أن كل فريق لديه حساباته الخاصة لمكتسباته السياسية، لافتاً إلى أن المركب يغرق بالجميع بينما الصراع هو حول من يجلس في المقعد الأمامي، معتبراً أن النهج كان من المفترض أن يكون إنقاذياً على مستوى التحديات التي يواجهها البلد الذي هو في إنحدار تام.
وأعرب النائب حنكش عن أسفه لأن المكونات المشاركة في تشكيل الحكومة لديها أجندات خارجية بسبب إصطفافها ضمن محور، مشيراً إلى أن "الكتائب" يدعو بشكل دائم إلى الحياد، مضيفاً "لن نرتاح إلا بحال إبعاد لبنان عن الصراعات الخارجية من خلال الأركان الموجودة في السلطة".
لا نزال في موقعنا
من ناحية أخرى، علق عضو كتلة "الكتائب" على الكلام عن عودة تحالف قوى الرابع عشر من آذار، من خلال التقارب الحاصل بين تيار "المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" على المستوى الحكومي، لافتاً إلى أن الحزب لا يزال في موقعه بينما كل فريق من باقي الأفرقاء عمل على تحقيق مصالحه، مشيراً إلى أن "الكتائب" لم يرغب بالقيام بأي أمر معاكس لطبيعته وهو بقي ثابتاً في مواقفه، ما دفعه إلى عدم التحالف مع أي جهة، عكس هذه الطبيعة، في الإنتخابات النيابية الأخيرة.
على صعيد متصل، وصف النائب حنكش العلاقة مع رئيس الحكومة المكلّف بـ"العادية"، لافتاً إلى وجود تواصل معه من خلال قيادات في الحزب.
"عرقلة" سوريّة
وعن الدعوات إلى التشريع في ظل حكومة تصريف الأعمال، أوضح النائب حنكش أن الحزب لا يزال في مرحلة تكوين فكرة حول هذا الموضوع، لا سيما أن هناك الكثير من وجهات النظر، لكنه لفت إلى أن "الكتائب" لا يحبذ التشريع في ظل حكومة تصريف أعمال، إلا أنه أكد أن هذا ليس قراراً نهائياً.
من ناحية أخرى، أبدى النائب حنكش ثقته بنجاح المبادرة الروسية لتأمين عودة النازحين السوريين، لأنه من غير المتوقع أن يدخل الروس في ملف لا يضمنون نهايته، إلا أنه أشار إلى وجود تجاذبات حول هذا الملف، معرباً عن مخاوفه من دخول العامل السوري على الخط، من خلال تشكيل وزارة شؤون نازحين، الأمر الذي يوحي بأن هناك "عرقلة" أو برنامج خاص لدى القيادة السورية، ليس بالضروري أن تكون من مصلحة لبنان واللبنانيين.