رأت مصادر سياسية متابعة لعمليّة تشكيل الحكومة ان الخطاب الذي القاه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء الثلاثاء الماضي بمناسبة مرور اثني عشر عاما على الانتصار في حرب تموز 2006، لن يعرقل ولن يسهل، حيث كان هناك في الملف اللبناني تكرار لمواقف سابقة، اما في الشقّ المتعلق بالهجوم على المملكة العربية السعودية يمكن ان يكون ضمن تكتيكات لزيادة مطالب الحزب بعد التشكيل.
واضافت المصادر ان ما قالهالسيّد لا يتضمن عوامل يمكن ان تسهّل حلّ مشكلة التأليف او تؤخرها، مشيرة الى ان الذين يرغبون في قراءته بايجابية هناك ايجابيات، والذين يريدون قراءته سلبا ففيه سلبيات.
ولفتت المصادر الى ان من الناحية العملية لم يتطرّق لصلب مشكلة تأليف الحكومة، لا بالنسبة الى الثلث المعطل ولا للحصص النيابية، ولكنه ظل في الدعوة الى الحوار وعدم الانجرار الى الشارع، اللهم الا اذا كان في كلمته المتوقّعة يوم الأحد في ونهاية هذا الشهر في الهرمل ما سيقولهفي هذا الملف بالتفصيل .
وفي هذا السياق فان حزب الله وخلال الأشهر التي مضت على تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة لم يكن في عداد القوى التي تبادلت الاتهامات ورفعت سقف مطالبها، ولم تعلّق على كلام احد النواب الذين فازوا على لائحتها عن إمكانية نزع التكليف عن الحريري، بل بالعكس اشارت مصادر نيابية مقربة من حزب الله، انه ليس في وارد خلق مشكلة سياسية في البلاد والبحث عن رئيس حكومة اخر غير الحريري.
واضافت المصادر انه بالرغم من ردّه على رئيس الحكومة المكلّف بالتريث في الموضوع السوري، هناك عدة اسباب تجعل حزب الله يشدّد على الحوار والتهدئة والاستقرار في الداخل اللبناني، وانتهاج أسلوب الحوار مع تيار المستقبل .
اما في ما يتعلق بالدعوة للذهاب الى حكومة اكثريّة كما طالب بذلك بعض حلفاء الحزب فتقول المصادر ان مثل هذا الخيار يفتح باب العزل ويؤدي الى اهتزازات سياسية، كما انه يتناقض مع التوافق الوطني وصيغة ربط النزاع القائمة.
اما بما يتعلق بطروحات النزول الى الشارع فتؤكد المصادر نفسها ان الحزب يرفض هذا الطرح ويعمل على جبهة داخلية هادئة.
في المقابل تخوّفت المصادر من الكلام الذي نشر ومفاده ان الحريري يتعمّد التباطؤ في التشكيل ليضع الجميع في النهاية امام الامر الواقع ليثبت انه سيد اللعبة، فهي بالنسبة للثنائي الشيعي لعبة خطيرة وهو سلاح ذو حدين، لذلك تنصح مصادر هذا التكتل النيابي بان مثل هذا الخيار يحاصر العهد للإذعان لطلبات الجهات الإقليمية الذين يريدونه ان يبقى رئيس حكومة تصريف أعمال الى اجل غير مسمى .
وخلصت المصادر الى القول انه اصبح واضحًا ان كل الكتل أدلت بدلوها خلال الايام الثمانين الماضية، وهناك اعتقاد ان لدى الحريري اليوم انّ ثمة فرصة لإعادة النظر في الحسابات على أسس واقعية، بعد أن تبين ان تحقيق مطالب كل من القوات والحزب الاشتراكي غير ممكنة، وان العودة بالبلاد الى الماضي اصبح دون فائدة.
