وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة الحج لهذا العام هنأ فيها المسلمين بالمؤتمر العالمي الذي يجمع الحجاج من كل حدب، داعياً الى "التعمق بالحق لتتوحد المواقف على جمع الكلمة ورأب الصدع، فالحج ركن أساس من أركان الدين وشعيرة انسانية اسلامية تجمع المسلمين ليتشاركوا في النداء ويجسدوا عمل الأنبياء والأوصياء، متعاونين على البر والتقوى سائرين على خطى النبي محمد وسيرة الأئمة والأصحاب الطيبين، وليكونوا أمة واحدة مصداقا لقوله تعالى "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".
واكد قبلان "ان الحج شعيرة توحد المسلمين وتجمعهم تحت راية لا إله إلا الله، وهو يشكل دعوة دائمة إلى التوحد والتلاقي امتثالا لقول الله تعالى "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" فالمطلوب من المسلمين أن يتعارفوا ويتآخوا ويتواصلوا كما في الحج، وعليهم استثمار موسم الحج في اكتساب القيم والالتزام بالآداب والاستقامة والسلوك والسيرة الحسنة وتمتين أواصر الوحدة الإسلامية بين الشعوب والأعراق والقوميات ليكون الحج منطلقا لاصلاح الامة وحل الخلافات بين الدول الاسلامية من خلال الحوار والتشاور بين القادة والزعماء والرؤساء لانجاز تفاهمات جديدة تعيد الوئام بين الدول الاسلامية وتوقف نزيف الدم في بلادنا، وتبعد الفتن والاضطرابات عن اوطاننا، ولا سيما اننا مستهدفون من اعداء الامة الذين يحركون عملاءهم ومخابراتهم لزرع الفتن واثارة النعرات المذهبية وادخال بلادنا في اتون الحروب والنزاعات، وعلى الجميع ان ينتصروا لفلسطين وشعبها ولا يتركوا هذا الشعب المناضل والمضحي فريسة الهمجية الصهيونية التي تمعن في استيطانها للارض الفلسطينية وتمارس القهر لاخضاع شعب فلسطين".
وتوجه قبلان في ايام الحج المتزامنة مع انتصار شهر اب بـ"تحية اكبار إلى الشهداء الذين روت دماؤهم ارض الوطن وأثمرت عزة وكرامة وتحريرا للأرض، وعلى اللبنانيين إن يحفظوا أمانة الشهداء بحفظهم لبعضهم البعض، فيتلاحموا من جديد ويتضامنوا بوجه العدو الإسرائيلي والارهابي فيحفظوا الانتصارات التي جعلت من لبنان محط أنظار العالم، ويتمسكوا بقوة لبنان المتمثلة بوحدة شعبه ودعم جيشه ومقاومته، فيبادروا الى تشكيل حكومة وطنية موسعة تعبر عن وحدة لبنان وتعاون مكوناته لتتفرغ لحل الازمات المتفاقمة من معيشية واقتصادية وانمائية واجتماعية، فلبنان يحتاج الى تنازل السياسيين لبعضهم البعض ووضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، فهذه المصلحة نراها متجسدة في حكومة وفاق وطني تنسج اطيب العلاقات مع الشقيقة سوريا لما فيه مصلحة الشعبين، وهذه العلاقات المتينة شكلت وما تزال ضرورة وطنية لحماية لبنان وانعاش اقتصاده وعودة النازحين السوريين الى وطنهم، ومصلحة لبنان تحتم ان يساهم في عملية اعادة بناء سوريا وتسهيل تصريف صادارته عبر المعابر السورية".
وتوجه قبلان الى حجاج بيت الله مشيراً الى أن "أيام الحج تحمل نفحات الخير والبركات من السماء، فاغتنموها بالدعاء والصلاة والتوبة والتضرع الى الله ان يحفظ اوطاننا ويبعد عنها الاذى والفتن والشر، ابتهلوا اليه عز وجل ان يصلح حالنا ويبدد الظلمات عن بلادنا وقد تخلصت من الاستعمار الجديد الذي يهدد امنها واستقرارها، ادعو الله ان ينصر فسطين على غاصبيها واليمن على ازمتها وسوريا على المتربصين بها شرا ولبنان على ازماته واعدائه، وان يخلص بلادنا من الارهاب بشقيه الصهيوني والتكفيري، ويحفظ لبنان وشعبه من كل سوء. بارك الله بحجكم وتقبل الله أعمالكم وجعل حجكم مبرورا وسعيكم مشكورا وأعادكم إلى بلادكم سالمين غانمين، وقد كتب الله لكم المغفرة وقبول الاعمال".
وكان الشيخ قبلان استقبل، ظهر اليوم، في مقر المجلس، وفدا من قيادة حركة "أمل" برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ حسن المصري وامين سر المجلس الاستشاري للحركة عبد الله موسى، وجه لسماحته الدعوة للمشاركة في ذكرى الامام السيد موسى الصدر، وكانت مناسبة جرى خلالها التداول في الاوضاع العامة.
وبعد اللقاء أكد الشيخ المصري "أننا تشرفنا بزيارة سماحته وقدمنا اليه دعوة بذكرى اخفاء الامام القائد السيد موسى الصدر التي ستقام في هذا العام في مدينة بعلبك على مرجة القسم مرجة راس العين، وكانت فرصة للتداول مع سماحته بكل ما يهم منطقة البقاع من شؤون وشجون، وهو المحب لهذه المنطقة وهو اخ الامام الذي اعتبر البقاع لن يكون الا في صميم قلبه وسويداء قلبه وعيونه، وان من يحمل امانة الامام الصدر سواء على مستوى المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى او على مستوى حركة "امل" ودولة الرئيس نبيه بري لن يكون الا مكملا متما لهذا الخط والنهج المقاوم المقاوم بجميع انواع المقاومة المقاومة المدنية والعسكرية في وجه اسرائيل والفقر الذين يشكلان عملة واحدة ولكن بوجيهن مختلفين".
من جهة ثانية، اعتذر قبلان عن "عدم تقبل التهاني بعيد الاضحى المبارك نظرا إلى الظروف الصعبة التي تمر بها منطقتنا".