اعتبر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السورية علي حيدر، أن "هناك تعطيلا مقصود من بعض الدول لعملية إعادة السوريين إلى بلدهم لأنها تحتاج لبقائهم كونها كانت تستثمر وجودهم على أراضيها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وحتى عسكرياً"، لافتاً إلى أن "ملف إعادة المهجرين بدأ يتحول إلى طابع سياسي وليس إنسانيا وتابع للصراع القائم حول «الملف السوري".
واشار حيدر إلى أنه "جرى التطرق خلال اللقاء مع السفير الايراني جواد ترك آبادي إلى ملف المصالحات مطولاً، حيث كانت إيران من أوائل الدول التي دعمت ملف المصالحات، وكانت لها أياد بيضاء، وفي هذا الإطار، جرى بحث ملف المهجرين والرغبة الإيرانية الكبيرة في أن ينجح هذا الملف على أساس وطني وليس على أساس مصلحة الدول التي تتكلم عن هذا الملف، وبحث أيضاً كيفية تقديم الدعم لهذا الملف عندما يبدأ".
وبيّن أن "الحكومة السورية مستمرة في تذليل العقبات أمام عودة المهجرين السوريين، ومنذ عام 2013 وضعت خطة حكومية شاملة لاستقبال كل الراغبين بالعودة وتسهيل العودة، أمام كل الراغبين بها، ومعالجة كل شؤونهم، والأمر لا يحتاج إلى قرار لأن هذا حق لكل مواطن سوري وواجب على الدولة".
وأشار في رده على سؤال حول انخفاض أعداد العائدين إلى البلاد حتى الآن، إلى أن "الإشكالية الأساسية هي في حجم التضليل الذي حصل للسوريين في الخارج، من أن هناك خطرا من هذه العودة، كذلك هناك تعطيل مقصود من بعض الدول لعملية إعادة السوريين إلى بلدهم، فهناك دول تحتاج لبقاء السوريين لأنها كانت تستثمر وجودهم على أراضيها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وحتى عسكرياً، لأخذ الشباب ليكونوا جزءاً من الوقود في سوريا، لذلك لم يكن هناك مصلحة للدول المعتدية على سوريا للقول إن الدولة السورية تتعافى وإن العودة صارت متاحة، فكانت هناك مصلحة في كثير من الدول المحيطة بسوريا وحتى الدول الغربية في تعطيل هذه العودة، وبالتالي فإن العوامل التي تمنع عودة السوريين إلى بلدهم مرتبطة بالخارج وليست مرتبطة بالدولة السورية التي تعمل منذ زمن طويل لاستعادة أبنائها".
ورأى أن "هناك تحولاً جديداً هو أنه حتى ملف المهجرين بدأ يتحول إلى ملف ذي طابع سياسي وليس إنسانياً، وتابع للصراع القائم حول الملف السوري، عندما نتحدث عن عودة اللاجئين ينبغي أن نتكلم عن موضوع تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية وأيضاً منع الطائرات السورية من أن تحط في مطارات البلدان التي تضم السوريين لإعادتهم، ونحن نتكلم عن إعادة السوريين وليس هناك حتى تمثيل دبلوماسي مع الدول التي تتكلم عن إعادة السوريين".