نوّه عضو تكتل "لبنان القوي" النائب شامل روكز، ممثّلًا رئيس الجمهورية ميشال عون خلال رعايته احتفال بلدة سجد وجوارها بإزاحة الستار عن نصب شهداء البلدة الّذين سقطوا على أرضها، إلى أنّه "لفتتني هذه البلدة بإسمها وطبيعتها وجغرافيتها وتاريخها وأهلها. ليس صدفة أنّ "سجد" مشتقّة من السجود إلى الله، فالّذي يعرف معنى المقاومة الحقيقية يعرف أنّ المقاومة هي إيمان بالمبادئ وسجود لله وضبط للنفس"، مشيرًا إلى أنّه "ليست صدفة أيضًا جغرافية هذه البدة الّتي جعلتها صلة وصل بين الجنوب والبقاع، ومطلّة من أعالي جبل عامل اللبناني على الجليل الأعلى من فلسطين، وعلى قسم من أراضي الجولان السوري المحتل المقاوم، وعلى شاطئ الحرية للبحر الأبيض المتوسط"، مركّزًا على أنّ "كلّ الأوطان العربية المحتلة والمقاومة والصلبة ملتقية بـ"سجد"، وكلّ القضية العربية الضائعة اليوم ملتقية بأرض سجد أرض الحياة والحرية".
ولفت إلى "أنّنا نلتقي اليوم لنحتفل بالشهداء، لنحتفل بذكراهم ومجدهم وخلودم، لنحتفل بحياتم لأنّ رحليم كتب حياة جديدة لوطن نحن باقون على أرضه نتيجة تضحياتم"، مبيّنًا أنّ "نصب شهداء بلدة سجد، لا يقتصر في هذا التوقيت على الشهداء الّذين سقطوا في هذه اللبدة العزيزة من جبل الريحان. شهداء قاوموا واستبسلوا وكسروا العدو الإسرائيلي وأجبروه على التراجع والانسحاب من جنوبنا بعام 2000".
وأكّد روكز أنّ "لقاءنا اليوم بين انتصارين: إنتصار حرب تموز بعد 12 سنة على تحقيقه، وانتصار معركة عرسال وفجر الحرود وتطهيرها من الإحتلال الارهابي. وهذا النصب يختصر تضحيات جيش وشعب مقاوم في محطات كثيرة. ونحن اليوم في شهر آب، ليس آب الإنتصار، إنّما آب الإنتصارات على الأخطار الّتي تهدّد لبنان وأمنه وسيادته ووجوده"، مشيرًا إلى أنّ "حماية كلّ الإنجازات والإنتصارات، يتطلّب منّا كشعب وعيًا كاملًا وجهوزية دائمة"، منوّهًا إلى "أنّنا لا نريد أن نكون واهمين أنّ العدو الإسرائيلي سينكفئ. في الأساس نحن اليوم نعيش أبشع فصول عدوانه بسياق عمله لفرض دولته العنصرية، محاولة تهويد مدينة السلام العالمية من خلال الإعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومحاولة فرض صفقة العصر لتصفية القضية الفلسطينية، في وقت العالم العربي مشتت".
وشدّد على "أنّنا سنبقى حاملين القضية الفلسطينية في قلبنا وبنضالنا ولا يمكن أن نتخلّى عنها"، مركّزًا على "أنّنا لا نريد أن نكون واهمين أيضًا أنّ الإرهاب لن يحاول تحريك خلاياه النائمة، ولذلك لا بدّ أن يترافق كلّ الجهد الأمني بالحرب الإستباقية لحماية الإنتصار، مع جهد سياسي وطني يشكّل نقطة الإرتكاز للمرحلة المقبلة"، مبيّنًا أنّ "هنا أهمية تشكيل حكومة العهد الأولى، الّتي ستكون المدماك لانطلاقة عجلة الحياة السياسية بلبنان، ويتفّق كلّ الجهات أن تكون الحكومة الجديدة جامعة لكلّ المكوّنات ولا تعزل أحدًا انطلاقًا من نتائج الإنتخابات النيابية ووفق معيار واحد يشمل الجميع"، مؤكّدًا أنّ "الحكومة لا يمكن إلّا أن تحمل عنوانًا أساسيًّا وربّما وحيد، هو بناء الدولة القوية والقادرة... دولة لبنان القوي".
وجزم روكز على أنّه "لا يجوز القبول بتعطيل حكومة. هي اليوم يفترض أن تواجه كلّ محاولات تعطيل المشاريع الإنمائية والاقتصادية والحياتية، ولا يمكن أن يكون لأي فريق قدرة على تعطيلها، وبكلّ الحالات التأخير لا يصيب إلّا المواطن في كلّ تفاصيل معيشته"، مشدّدًا على أنّه "لا يمكن أن نتتظر ولادة الحكومة أي تعليمة من الخارج أيّا كان هذا الخارج، وتجاربنا السابقة أثبتت أنّ ما ولد على حساب المصلحة اللبنانية الأولى، لم ينهزم إلّا أمام هذه المصلحة".