أقامت رابطة كاريتاس لبنان اقليم عاليه - بحمدون، القداس السنوي للاقليم في قاعة كنيسة سيدة الإنتقال في بلدة رأس الحرف، برعاية رئيس رابطة كاريتاس الأب بول كرم، حضره اضافة الى كرم ممثل عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي ابو الحسن، المربي غسان زيدان، رئيسا بلديتي رأس الحرف طوني الأسمر وشويت وسيم ابوسعيد، مرشد اقليم كاريتاس عاليه - بحمدون الخوري الياس بدر، السفير السابق ناجي ابي عاصي، مسؤولة اقليم عاليه - بحمدون منى نوار، مأمورة نفوس حمانا رانيا فريحة، كاهن الرعية الأب منير عون، مختار رأس الحرف ناصيف الياس وأعضاء كاريتاس وحشد من الحضور.
بداية رحب الأب عون بالأب كرم وبجميع الحضور، معتبرا "ان هذا القداس هو على نية رابطة كاريتاس".
وأكد الأب كرم أنه "أنتم الذين أتيتم اليوم يوم الرب لنقدم ذبيحة الشكر لله خاصة بمسيرة العنصرة بأسبوعها الرابع عشر، والتي فيها الكنيسة اختارت لنا أهمية الإصغاء الى كلام الله من خلال لقاء يسوع المسيح مع مرتا ومريم، ويسوع يدلنا مباشرة الى الجوهر والذي هو الإختيار الأنسب والأهم والأوفر، لأن المطلوب قبل كل شيء هو واحد الإصغاء لكلمة الله، لأنه في حياتنا اليومية الإصغاء للكلمة، والمسيح يعلمنا أشياء كثيرة ولا يستثني من هو الأفضل، لأن يسوع قدر موقف الخدمة من خلال مرتا، وقدر أيضا موقف الإصغاء من خلال مريم".
وأشار الى "اننا أكيد نحن سنذهب معكم الى الجوهر والأكيد من خلال الرسالة التي سمعتموها حول أهمية ان الإنسان يعرف كيف يذهب الى الجوهر، نحن مدعوون ان نذهب للأساس وهو الإصغاء الى الكلمة، وحبذا اليوم لو ان كل الناس تصغي جيدا لكلمة الله والتي هي كلمة حياة وليست ابدا كلمة موت، والتي هي كلمة تعزية ورجاء وليست كلمة للاستسلام، فنحن بحكم معموديتنا، نحن نعيش الرجاء المسيحي ونتطلع الى البعيد لأن كلمة يسوع هي تعزية لا بل انها تبلسم جراح الإنسان حتى ولو كان بحزن او يأس، يسوع يعطي كل واحد منا روح الطمأنينة، ولكن علينا أن نؤمن بهذه الكلمة ونعرف انها ستعطينا معنى جديدا وستفتح لنا آفاقا لحياتنا المسيحية بشكل خاص".
واعتبر كرم "ان الإصغاء الى الكلمة يلزمه فعل تواضع لكي يجعلنا نشعر اننا كلنا أبناء هذه الكنيسة الواحدة، خصوصا عندما يتذكر كل واحد منا بحكم معموديته الدعوة التي دعاه فيها ليكون ابن هذا الرجاء وابن هذه القيامة وليس ابن الموت فقط".
وأشار الى "ان عملنا نحن في كاريتاس الذي هو جهاز الخدمة وجهاز الكنيسة الرسمي للعمل الإنساني والإجتماعي هو عمل ايضا يتطابق مع إنجيل مارتا ومريم، هناك أناس تعمل وتضحي متطوعين وخاصة بهذا الإقليم كل فريق العمل الذين يضحون ويعطون على قدر ما يستطيعون رغم كل الصعوبات، يحاولون أن يجسدوا حضور المسيح الخادم تجاه الجماعة، ونحن نعرف كم عانت هذه المنطقة وكل مناطق الجوار، وأنا أعرف جيدا هذه المنطقة، ولكن هذا لا يلزمنا ان نتراجع أبدا، بالعكس نريد التحدي ونريد أن نبرهن لكل الناس انه باستطاعتنا أن نخدم ونسعى الى المحبة ونجسد حضور المحبة في هذا المجتمع".
وولفت الى أنه "لاحظوا السياسيون كم يخلقون فينا نعرات طائفية بينما الكنيسة تخلق فينا روح المبادرة والخدمة، والسياسيون يعطوننا افكارا خاطئة خاصة على الإعلام، فيما الكنيسة التي هي صوت المسيح في أي مكان دائما تقف موقف وخز الضمير للذين لم يبق لديهم ضمير، وهذه هي قوة الكنيسة لأنها تتكلم بالحق وتدافع عنه وتقف الى جانب المظلوم والمقهور والفقير، هذه هي الكنيسة الخادمة، والتي تعطي من ذاتها من أجل الآخرين"، مؤكداً "أننا لا نستطيع أن نتغنى بالعيش المشترك ونحن بعيدون عنه، العيش المشترك يتجسد بالخدمة وبالتضحية وهذا ما تقوم به كاريتاس، لأنها ولا مرة تقول انت أخدمك وآخر لا أخدمه، لا تميز، كاريتاس منذ نشأتها منذ 45 عاما حتى اليوم تخدم الجميع ولا مرة تسأل ما هو دينك أو لونك ومن أي فئة آت، فهي تتطلع اليك كإنسان لأنك تحمل صورة الله وكرامة الإنسان، وعندما ندخل بهذا المنطق نتخطى حواجز كبيرة ونعرف قيمة حياة الانسان وكرامته، وللاسف لا تزال في هذا البلد مجروحة ومنتهكة، بالخدمة نحن نحافظ على هذا البعد ونعطي معنى للخدمة الحقيقية، ونحن اليوم من خلال هذا القداس الذي نحييه بهذا الاقليم المبارك هو لشكر الجميع على عطاءاتهم المنظورة وغير المنظورة، على كل المحسنين والخيرين والمستفيدين الذين آمنوا بالخدمة وبروح عمل كاريتاس ليكون عملنا فعلا خطوة وراء خطوة ليصل الى قلب الانسان ويعطي البسمة الحلوة التي يحتاجها كل انسان مجروح ان بكرامته او بانسانيته او بحالته الاجتماعية، فاتركونا اليوم مع انجيل مارتا ومريم نعود ونؤمن أكثر ان حضورنا بهذا الشرق وفي هذه المنطقة وكل المناطق التي قالوا عنها انها تهجرت يجب ان نعود ونؤمن بالارض وبالرسالة وبالخدمة ونعود ونكون خميرة بهذا العجين لنستطيع ان نخمر ليس فقط هذه المنطقة ولكن كل المناطق اللبنانية ونعود ونعطي معنى لحضور لبنان الرسالة، هذا الذي تكلم عنه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني والذي سلمنا إياه وديعة لكي نستطيع ان نعيشها بهذا المجتمع وبهذا الوطن".