كشفت مصادر نيابية مقربة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه لا بد اذا لم تتشكل الحكومة في شهر أيلول المقبل ان يوضح الرئيس للرأي العام عبر كلمة متلفزة، او من خلال رسالة الى المجلس النيابي يشرح المراحل التي مرّت بها عملية التشكيل منذ تكليف سعد الحريري بهذه المهمة.
وقالت هذه المصادر ان رئيس الجمهورية لن يعلن مواقف تطال رئيس الحكومة المكلف، لكنه سيعبّر عن عدم رضاه عن الجمود الذي يسيطر على جهود التكليف، والشروط المضادة من قبل القوى السياسيّة، لهذا لن يبقى صامتا، وهو يرغب في ولادة الحكومة اللبنانية قبل الذهاب الى الامم المتحدة في ١٥ ايلول المقبل للمشاركة في اعمال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وان الملف الرئيسي الذي سيحمله هو ملف النازحين السوريين للمطالبة بعودتهم متسلحا بوجود حكومة متضامنة في هذا المجال.
واكدت هذه المصادر، انه خلافا لما تردّد فان الحريري قدم للرئيس عون مسوّدة واحدة حول توزيع الحصص على الافرقاء المشاركين في الحكومة ولم تكن تشكيلة حكومية.
وتعتقد المصادر ان المشهد السياسي اليوم انتقل من شكل الحكومة والحصص والحقائب الى دور هذه الحكومة في حال تشكلت، ومواقفها من أزمات المنطقة وخاصة موضوع التطبيع مع سوريا.
وفي هذا السياق ترى المصادر ان الترابط الحكومي بين "القوات اللبنانية" ورئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط هو حلف سياسي مستمر، ما يعني ان سير أحد الطرفين في الحكومة مرتبط بسير الطرف الاخر، اي اما ان يسير التقدمي والقوات معا واما ان يعتكفا معا. وتقرأ المصادر النيابية المقربة من بعبدا على ان هذا السلوك هو اتفاق على رئيس الجمهورية ميشال عون، وقد بدأت محاربة عون في المرحلة التي سبقت الانتخابات النيابية من خلال الحركات الاستعراضية والعراضات التي كان يقوم بها وزراء القوات والتقدمي الاشتراكي في الحكومة تحت شعار محاربة الفساد، والتي تهدف الى عرقلة عمل الحكومة.
وترى مصادر سياسية ان العناصر الخارجية هي التي بدأت تتحكم بمصير حكومة العهد الاولى، حيث أن الصراع بين محور المطالبين بالتطبيع السياسي مع النظام السوري، اي الثنائي الشيعي وكتلة لبنان القوي وحلفائهم، ويعتقدون انهم يملكون الأكثرية لفرض شروطهم، ومحور الغرب والسعوديين اي القوات اللبنانية وجنبلاط بالتناغم مع الحريري، الذي يتخبّط في حيرة وغير قادر على اتخاذ قرار وينتظرون تقلبات إقليميّة تصبّ في مصلتحهم.
وتتخوّف هذه المصادر من ان التعطيل الحكومي أصبح مؤشِّرًا الى ان التسوية التي جاءت بالرئيس ميشال عون وكأنها دخلت في مرحلة موت سريري، طالما ان التأليف دخل نفقا مظلما قد يكون طويل الامد، فيما تشير المعطيات الى وجود قوى سياسيّة وفي مقدمها حزب الله والتيار الوطني الحر الى احداث تغييرات في التركيبة السياسيّة بهدف انتاج حكومة من لون واحد اكثري، وهناك توقّعات بان يتطرّق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى هذا الأمر في خطابه أواخر الشهر الجاري في الهرمل.
ولفت وزير سابق ونائب حالي انه حتى ولو تشكلت الحكومة في المستقبل القريب، فمن الصعب ان تتمكن من اعتماد او تنفيذ خطة اقتصادية، لانه ومنذ العام ١٩٩١هناك ست خطط يضاف اليها خطة ماكنزي اليوم، ولم يتم تنفيذ اي واحدة منها، بسبب نظام المحاصصات الطائفية، وتوسيع صلاحيات الوزراء على حساب الادارة.