كشفت مصادر فلسطينة مطلعة لـ"اللـواء" أنْ العاصمة المصرية، القاهرة، ستشهد استئنافاً للحوارات التي تجريها مع الفصائل الفلسطينية، إثر انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك.
وعلمت "اللـواء" بأنّ عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" ومسؤول ملف المفاوضات في المنظّمة عزام الأحمد، سيصل إلى العاصمة المصرية، غداً (الأحد) على رأس وفد من حركة "فتح" يضم عضوَيْ اللجنة المركزية حسين الشيخ وروحي فتوح، للقاء المسؤولين المصريين، والاطلاع منهم على نتائج لقاءاتهم مع وفد حركة "حماس".
وأكدت المصادر أنّه لا يوجد ضمن الترتيبات أي لقاء مباشر بين وفدَيْ الحركتين، حيث سيتسلّم وفد "فتح" رد "حماس" على الورقة المصرية، بعدما أكدت "فتح" وفصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" على ضرورة تمكين "حكومة الوفاق الوطني" برئاسة الدكتور رامي الحمدالله من ممارسة مهامها كاملة في قطاع غزّة.
وبعد ذلك سيعود وفد "فتح" إلى رام الله للقاء الفصائل الفلسطينية، ووضعها في أجواء رد "حماس"، قبل اتخاذ الخطوات التالية.
ويأتي ذلك في وقت تبذل مصر جهوداً من أجل التوصّل إلى التهدئة بين أطراف فلسطينية والكيان الإسرائيلي بدعم من الأمم المتحدة.
وفي اطار ضغوط الإدارة الأميركية، قررت مساء أمس (الجمعة)، الغاء جزء كبير من مساعداتها للفلسطينيين.
وأصدر البيت الأبيض بياناً جاء فيه: "إن واشنطن أعادت توجيه أكثر من 200 مليون دولار أميركي، كانت مخصصة لمساعدات اقتصادية للضفة الغربية وغزة إلى مشاريع في أماكن أخرى، ما يعني تقليص مساعداتها للفلسطينيين واقتطاع هذا المبلغ من موازنة المساعدات".
من جهة ثانية، أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّه "أزال موضوع القدس من المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، موجة سخط فلسطينية، في ظل تأكيدات رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية لمثل هذه الطروحات، وأنّ لا دولة فلسطينية دون القدس عاصمة لها، ولا دولة دون غزّة، ولا دولة في قطاع غزّة.
فقد وصف رئيس "لجنة القدس" في "القائمة العربية المشتركة" النائب في "الكنيست" الإسرائيلي أحمد الطيبي تصريحات الرئيس ترامب بأنّها "قراءة غبية للصراع، فالصراع وقضاياه الأساسية، وتحديداً القدس، لا تتعلّق بالمفاوضات، والشيء الوحيد الذي تمَّ إبعاده عن الطاولة هو ترامب نفسه وإدارته المنحازة".
وأشار إلى "أنّنا نستطيع القول بأنّ ترامب يجهل حقيقة الصراع، وطبيعة هذا الشعب الفلسطيني، وأهمية القدس بالنسبة إلى كل فلسطيني، أما صهره كوشنير وسائر مساعديه، فهم وكلاء اليمين اليهودي المتطرّف، ويعملون طبقاً لذلك، ومهما طرحوا من أفكار فلن يغيّر ذلك من كون القدس درّة التاج لكل طفل وشيخ فلسطيني في الوطن والشتات".
إلى ذلك، واصل الفلسطينيون أمس (الجمعة) إحياء مسيرات العودة وكسر الحصار في جمعتها الثانية والعشرين، التي حملت شعار "جمعة الطواقم الطبية والإعلامية"، على طول الحدود الشرقية لقطاع غزّة.
ورفع هذا الشعار، تحية إلى الطواقم الطبية، التي سقط منها 5 شهداء، بينهم 3 مسعفين، فضلاً عن عشرات الجرحى والمصابين، إضافة إلى إصابة العشرات من الإعلاميين خلال تغطيتهم هذه المسيرات.
وقد أُصيب 189 مواطناً بالرصاص الحي والرصاص المطاطي والاختناق، جرّاء إطلاق جنود الإحتلال الرصاص والقنابل الدخانية والمسيّلة للدموع، حيث تعمّدوا إطلاق الرصاص باتجاه سيارة إسعاف، ما أدّى إلى إصابتها وتحطّم زجاجها الأمامي.
وجرى علاج 116 جريحاً ميدانياً، وتحويل 73 إلى المستشفيات، وبين الإصابات 50 بالرصاص الحي.
هذا في وقت، أشعل شبان فلسطينيون إطارات السيارات، ورجموا جنود الإحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، مردّدين شعارات تدعو إلى مواصلة مسيرات العودة حتى كسر الحصار.
من جهتها، أكدت "الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار" استمرار المسيرات على امتداد قطاع غزّة، مشيرة إلى أنّ الجمعة المقبلة ستحمل شعار "مسيراتنا مستمرة".
وعقدت الهيئة مؤتمراً صحفياً في مخيّم العودة - شرق غزّة، دعت فيه "الفصائل الوطنية إلى دراسة تشكيل صندوق خاص بدعم شهداء مسيرة العودة وجرحاها".
في غضون ذلك، استمرّت ممارسات المستوطنين الصهاينة ضد المواطنين الفلسطينيين بالاعتداء عليهم، وحرق سياراتهم وممتلكاتهم، فضلاً عن تجريف أراضي المزارعين الفلسطينيين، في وقت يستمر الإحتلال ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية غير الشرعية.
وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" الدكتور صائب عريقات أنّ "الإعلان عن بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتزام الحكومة الإسرائيلية بالتوسّع الاستعماري والفصل العنصري، هو حصيلة التشجيع الأميركي لانتهاكات الإحتلال".
واعتبر أنّ "الامتناع عن إدانة مثل هذه الخطط الاستعمارية غير القانونية من قِبل وزارة الخارجية الأميركية، إنما يزوّد تل أبيب بالضوء الأخضر لمواصلة خروقاتها للقانون الدولي التي تهدّد السلام والأمن في منطقتنا".
وفي محاولة لتكريس التقسيم المكاني داخل المسجد الأقصى، تقدّم الحاخام يوفال شيرلو بداية شهر آب الجاري، بالتماس إلى "المحكمة العليا" الإسرائيلية، يطالبها بتفسيرات حول رد الدعوات الخاصة بصلاة اليهود في المسجد الأقصى، مطالباً إياها بإزالة لوحة منع الصلاة، التي وُضِعَتْ عند مدخل جسر باب المغاربة، والسماح لليهود بحريّة أداء الطقوس التعبّدية داخل الأقصى.
وطالبت "المحكمة العليا" وزير الأمن الداخلي في حكومة الإحتلال جلعاد أردان وشرطة الإحتلال وجهات حكومية عدّة بإرسال تفسيراتهم، وحججهم التي تمنع اليهود من الصلاة داخل الأقصى، ممهلة إياهم 60 يوماً للرد على هذا الطلب من أجل النظر في القضية من جديد، والرد على جماعات الهيكل ومطالبهم، الهادفة إلى تقسيم الأقصى، كما هو الحال في المسجد الإبراهيمي في الخليل.
في هذا الوقت، يدرس "الكنيست" الإسرائيلي إصدار قانون بالسجن لمدّة عام، معاقبة كل مَنْ يرفع علم فلسطين، أو مَنْ يرفع أعلام دولة معادية، أو دولة غير ودودة للكيان الإسرائيلي، خلال تظاهرة، أو في الأماكن العامة داخل الأراضي المحتلة منذ العام 1948.
ويأتي ذلك بُعيد المسيرة، التي نظّمتها "القائمة المشتركة" وسط تل أبيب (11 آب 2018)، ورفعت خلالها الأعلام الفلسطينية بكثافة كبيرة.
وفي إطار آخر، أرادت حكومة الإحتلال الإسرائيلي تنغيص الفرحة على عائلة التميمي، حيث تمضي ناريمان وعهد عيد الأضحى الأوّل في الحرية، بأنْ قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بسجن الإبن البكر لعائلة باسم التميمي، وعد (22 عاماً)، بالسجن 14 شهراً، بتهمة المشاركة في مواجهات عنيفة، وقعت خلال شهر آذار/مارس 2017، أُصيب خلالها شرطي من حرس الحدود بجروح، جرّاء إلقاء شبان فلسطينيين الحجارة على مركبته في قرية النبي صالح.
وكان الإحتلال قد حكم في العام 2006، على وعد بالسجن 14 شهراً، لكن مع وقف التنفيذ لرشقه بالحجارة جنود الإحتلال.