اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب هنري شديد أن هناك "عوامل داخلية وخارجية تعيق تشكيل الحكومة، فعلى الصعيد المحلي هناك عقدتان بارزتان يجب حلهما، العقدة المسيحية والعقدة الدرزية، وعلى الصعيد الخارجي ما يتعلق بمسألة التطبيع مع سوريا التي تبدو أنها سابقة لأوانها، ومجرد طرحها في هذا الوقت من فريق معين دليل على العرقلة".
وفي شأن العقدتين الدرزية والمسيحية، رأى شديد، في تصريح لـ"السياسة" الكويتية، أن "العقدة المسيحية أسهل من العقدة الدرزية لأن القوات اللبنانية أبدت مرونة واضحة في هذا السياق، وعلى الفريق الآخر أن يتلقف هذه الإيجابية بإيجابية مماثلة، ولكنه حتى الساعة ما زال يكابر ويدفع بالأمور الى التعقيد. أما العقدة الدرزية فهي تنطلق من عدم اعتراف الفريق نفسه لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحزبه بالفوز في الانتخابات النيابية وجعله الممثل الأول للطائفة الدرزية، وهذا يستوجب التعاطي معه على هذا الأساس، إذ لا يمكن أن تشكل الحكومة بمعزل عن جنبلاط وفريقه حتى لا ندخل في مسألة الميثاقية، إذا لم يوافق على الدخول في الحكومة، وهذه قد تسبب مشكلة كبيرة ويجب حلها وفق الاصول انطلاقاً من مراعاة نتائج الانتخابات".
وفيما يتعلق بالتطبيع مع سوريا، لفت شديد إلى أن "عندما تشكل الحكومة وتصطلح الأمور في الداخل، يناقش هذا الموضوع داخل مجلس الوزراء ويتخذ بشأنه القرار المناسب، لأن طرحه بهذه الطريقة سيعقد الأمور أكثر"، داعياً الى احترام مبدأ النأي بالنفس ومشاركة الأمم المتحدة بشكل فاعل في معالجة ملف اللاجئين السوريين، لأن حل هذه المشكلة يجب أن يتم بقرار دولي يضمن عودة جميع اللاجئين وليس قسماً منهم.
وعما يتوقعه من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من مواقف بعد الأول من أيلول، تمنى شديد "عدم الغوص في هذه الأمور قبل حصولها".