استعاد الحراك السياسي الفلسطيني نشاطه بعد عطلة عيد الاضحى المبارك، حيث أعطت زيارة نائب رئيس حركة "فتح" وعضو اللجنة المركزية محمود العالول، اضافة الى زيارة قائد "قوات الامن الوطني" الفلسطيني اللواء نضال ابو دخان الخاصة والتي وصفت بـ"العائلية" الى لبنان، زخما إضافيا، بعد جمود إمتد لأسبوعين في ظل مراوحة اللقاءات والاتصالات لبحث مصير "أطر العمل المشترك" وخاصة "القيادة السياسية الموحدة" التي تعتبر المرجعية للمخيمات بكافة جوانبها، بعد تجميدها بسبب الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس" وما يتعلق منها بالتطورات في الداخل.
وعلمت "النشرة" ان القوى الفلسطينية تابعت باهتمام بالغ تفاصيل زيارة العالول لمعرفة ما اذا كانت تهدف الى اتخاذ قرارات جديدة على الساحة اللبنانية على اعتباره النائب لرئيس حركة "فتح" وهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، غير ان اوساط فتحاوية أبلغت لـ"النشرة"، ان الزيارة تأتي في الاطار العام، ولا تتعلق باي تغييرات على خلفيّة إتساع هوّة الخلافات بين "فتح" و"حماس" في الداخل، مع تزايد الحديث عن التوصل الى "تسوية" مع "اسرائيل" تقوم على تهدئة" طويلة الأمد مع "حماس" برعاية مصريّة، بشأن غزة وفك الحصار عنها وفتح المعابر وانشاء مرفأ بحري نحو قبرص وسواها.
وأوضحت الاوساط ذاتها، أن لقاءات العالول كانت محدودة، حيث التقى في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت، بحضور سفيرها في لبنان اشرف دبور، نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان يرافقه ابراهيم النمر وعدنان يوسف، قبل أن يقوم بزيارة عائلية مع اللواء ابو دخان والسفير دبور، الى اللواء سلطان أبو العينين في دارته في منطقة صيدا.
على أن اللقاء الأبرز كان مع الكادر "الفتحاوي" في لبنان وهم اعضاء قيادة الحركة، وأعضاء لجنة الإقليم وأمناء سر المناطق، ومسؤولو المكاتب الحركية واللجان الشعبية وهيئة المتقاعدين والمؤسسات الفتحاوية، وقيادات وضباط قوات الامن الوطني وحركة "فتح" في لبنان، بمشاركة السفير دبور وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطيني في لبنان فتحي ابو العردات.
وأكد العالول "على تصميم القيادة الفلسطينية في إتمام المصالحة الفلسطينية"، معتبرا "أن هذا موقف مبدئي ولا تراجع عنه"، متطرقا الى اللقاءات مع القيادة المصرية بشأن المصالحة، مشددا "أن حركة "فتح" مستمرة في بذل الجهود من اجل إنهاء الانقسام"، مؤكدا "ان لا دولة بدون غزة ولا دولة بدون الضفة والقدس"، و"ان فتح متماسكة وموحدة وهي صلبة ومتمسكة بالثوابت".
وقدم العالول عرضا مطولا وشاملا لآخر تطورات القضية الفلسطينية، مستفيضا بالحديث عن "صفقة القرن" وتداعياتها والضغوطات والحصار الذي تتعرض له القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس "أبو مازن" برفض الإملاءات الأميركية ورفض القرار الاميركي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وهو ما رفضته القيادة الفلسطينية وواجهته بكل قوة وعن مسار المقاومة الشعبية بكل أشكالها، واستمرارها.
وتناول العالول شؤونا داخلية تتعلق بحركة "فتح" و"منظمة التحرير الفلسطينية" وآخرها إنعقاد المجلس المركزي والقرارات التي صدرت عنه واللقاءات مع فصائل منظمة التحرير وضرورة إعادة تطوير وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير، والتركيز على كل ما هو رئيسي ومركزي بالنسبة للقضية الفلسطينية وترك كل ما هو خلافي او ثانوي في الخلاف جانبا.