لفت رئيس "الرابطة المارونية" أنطوان قليموس الى أن "المنطق يقول إن عدم وجود مشكلة في تأليف الحكومة يساعد على تحقيق فكرة جعل لبنان منصّة لحوار الحضارات والأديان. ولكن بمعزل عن صعوبة تأليف الحكومة، فإن إقرار هذا المشروع ينعكس ايجاباً على الوضع الداخلي. ولا أعتقد أن أحداً من الأفرقاء يمانع في أن يكون لبنان مركزاً لحوار الحضارات والأديان".
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أشار قليموس الى أن "الأفرقاء يتشاجرون ليحصلوا على حصص في الحكومة، بينما مشروع جعل لبنان منصّة حوار لا حصص ولا مراكز فيه للاقتتال عليها، بل هي مشروع لـ "تبييض" صورة لبنان في العالم، ولا مصلحة لأحد في عرقلة ذلك".
ولفت الى أن "لا أحد من المسيحيين أو المسلمين يمكنه أن يسمح لنفسه بإعطاء لبنان وجهاً خاصاً به، لكون لبنان مبنياً على تكامل وتفاعل الحضارات الموجودة فيه. ولست خائفاً من أن تنعكس المشاكل التي نعاني منها في تأليف الحكومة سلباً على فكرة جعل لبنان مركز حوار، لا بل بالعكس، قد ينعكس تحقيق هذه الفكرة إيجاباً على المسائل السياسية في لبنان وتسهيلها. مع الإشارة الى أنه يتوجّب على كافة القوى بدل التلهّي بتقاسم الحصص أن تتشارك تحمُّل المسؤوليات في المرحلة الراهنة".
ورداً على سؤال حول إمكانية أن تكون خطوة اعتماد لبنان مركز حوار هي الطريقة الفضلى لتحييد أنفسنا عسكرياً وأمنياً عن كلّ ما يحصل في المنطقة، وانتهاج سياسة حياد ايجابي، لا سيّما أن أفرقاء في لبنان ليسوا على وفاق مع جهات إقليمية ودولية قد تأتي للمشاركة في حوارات في لبنان، رأى قليموس أنه "قد تكون هذه الخطوة ترجمة للحياد الإيجابي"، لافتاً الى أنه "لمجرّد إقرار مشروع جعل لبنان منصّة حوار، أعتقد أن ذلك يُسقط كلّ الحواجز. وقد يمكّن من حلحلة مشاكل لدينا في الداخل اللبناني. توجد قوى في لبنان تدعم السعودية، وبعضها الآخر يدعم تركيا أو ايران . وعندما يصبح لبنان مركز حوار، أعتقد أن أي دولة لن تمانع في حصول ذلك، ولا حتى سوريا، خصوصاً إذا حصرنا نزاعات المنطقة بالمنطقة بدلاً من تدويلها".
وشدد على "أنني متفائل في أن جميع الأطراف في المنطقة سيتقبلون فكرة أن يكون لبنان منصّة حوار بين بعضهم. ولماذا الذهاب عندئذ الى أستانا أو سوتشي أو غيرهما، إذ إن لبنان يمكنه احتضان الجميع".