لفت رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، عقب لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، إلى أنّها "كانت مناسبة للتشاور مع البطريرك الراعي في كثير من الشؤون والشجون الوطنية والعربية. وزيارتي اليوم هي لإلتماس بركته لزيارة الفاتيكان مع مجموعة من الأعضاء في مجلس العلاقات العربية والدولية الّذي يضمّ مجموعة من رجال الدولة تحمّلوا المسؤولية في أكثر من بلد عربي، وما زالوا ناشطين في الشأنين العام والسياسي".
وأشار إلى "أنّنا سنتشرّف بزيارة ولقاء البابا فرنسيس يوم الأربعاء المقبل على أن يتبعه لقاءان مع أمين سر دولة الفاتيكان ووزير الخارجية لبحث جملة من الأمور والمسائل المتعلّقة بقضايا العيش المشترك الإسلامي المسيحي من جهة، وأهمية العمل على تعزيز هذا العيش في الدول العربية إزاء الضغوط الّتي تعاني منها المنطقة العربية والّتي تؤدّي إلى تغييرات ديموغرافية تشمل كلّ الأديان والمذاهب".
وأوضح السنيورة أنّ "في خلال زيارتنا للفاتيكان سنبحث في موضوع القضية الفلسطينية والقدس، ولا سيما في ضوء قرار الرئيس الأميركي بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية إلى القدس كتعبير عن اعترافه بأنّها العاصمة البديلة لإسرائيل، وما ينتج عنها من مشاكل وأهمّها ما صدر عن الكنيست الإسرائيلي من اعتراف بيهودية الدولة وتمييز بين الأفراد على أساس مذهبي وديني وهذا يؤدّي إلى حرمان الفلسطينيين من تأسيس دولتهم على التراب الفلسطيني".
وركّز على أنّ "في الشأن اللبناني، فلقد أكّدنا ضرورة أن تتشكّل الحكومة في أسرع ما يمكن وهذا مطلب جميع اللبنانيين المهتمّين بإيجاد حلول حقيقيّة لمشكلاتهم على الصعد كافة، وسط الإنحدار الكبير للوضع العام في لبنان. لم يعد لدينا اليوم ترف الوقت والإنتظار والإختيار، فلقد أضعنا فرصًا كثيرة، واليوم لا بدّ من التأكيد على ضرورة احترام القواعد والمبادئ الأساسية الّتي تقوم عليها الأوطان من احترام للدستور وللقوانين ولسلطة الدولة واحترام الكفاءة والجدارة في تسلّم المسؤوليات".
وشدّد السنيورة على أنّ "القضية شديدة الصعوبة ولكنّها غير مستحيلة إذا توفّرت الإرادة من أجل المعالجة، لذلك يجب العودة إلى التأكيد على احترام الدستور واتفاق الطائف الّذي يجمع بين اللبنانيين لأنّه اتفاق الخيار الصحيح بالنسبة للبنانيين والتأكيد على العيش المشترك وعودة لبنان ليكون نموذجًا لهذا العيش. وهذا يفرض على اللبنانيين أن يكونوا رسلًا لحمل رسالة العيش المشترك الى العالم واظهار مدى اهمية هذا الأمر".