وقعت مديرية البرامج والانتاج في "تلفزيون لبنان" اتفاقية تعاون بين "تلفزيون لبنان" والتلفزيون الصيني بعنوان "شهر الأفلام الصينية" في لبنان لعام 2018، في مبنى التلفزيون في تلة الخياط.
وقع عن الجانب اللبناني مدير البرامج والانتاج في القناة الدكتور حسن شقور، ونائبة مدير قناة الأفلام الصينية وتشانغ لينغ، في حضور ممثل وزير الاعلام في حكومة تصريف في "تلفزيون لبنان" طوني عيد، القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية جيانغ زويانغ، مساعد المدير العام ل"تلفزيون لبنان" واصف عواضة والوفد الصيني المرافق.
وحضر اللقاء المدير العام لوزارة الاعلام مفوض الحكومة لدى شركة تلفزيون لبنان حسان فلحة، الذي القى كلمة، قال فيها: "ان التعاون الثقافي والاجتماعي الاعلامي والتربوي يعمل على الارتقاء بالعلاقات الى ما تصبو اليه الشعوب، والى صون الكرامة الانسانية. وهناك تشابه كبير بين الجمهورية اللبنانية وجمهورية الصين الشعبية، مع فارق في عدد السكان والمساحة، لكن البلدين مميزان على مستوى العطاءات الثقافية والانسانية والبشرية. بلدانا في الطليعة، لكن الفرق اننا بلد صغير وأنتم بلد كبير، إنما الاهتمامات واحدة".
وأضاف: "خطوة اطلاق شهر الافلام الصينية من خلال شبكة تلفزيون لبنان هي بداية لتعزيز التعاون الاعلامي بين بلدينا، سواء كان على مستوى الاعلام في القطاع العام أو الخاص. ونحن نفتخر بإعلامنا في لبنان الذي يتميز بحرية الكلمة والتعبير وحرية الرأي المقدسة، ومن الممكن ان نشكل جسرا أساسيا للتعاون بيننا وبين الدول العربية والصين في الاعلام العام والخاص في لبنان، ولدينا مؤسسات اعلامية راقية وفاعلة جدا، ولبنان هو البلد الاول الذي سمح للاعلام الخاص بممارسة عمله، وهو ما فرض نفسه على مساحة الوطن والعالم، ونأمل ان نسعى الى تعزيز التعاون بهذا الشكل".
وأمل الدكتور فلحه "ان تلي هذة الخطوة خطوات كثيرة على مستوى التعاون بيننا".
وألقى زويانغ كلمة قال فيها: "مرحبا بكم لحضور مراسم توقيع الاتفاقية لشهر الأفلام الصينية التي تقيمها قناة الأفلام الصينية التابعة لتلفزيون الصين المركزية وسفارة الصين لدى لبنان وتفلزيون لبنان. أولا، يطيب لي أن أشكر قناة الأفلام الصينية وتلفزيون لبنان على جهودهما لدفع التبادل والتعاون الثقافي بين الصين ولبنان. وأشكر أيضا سعادة الدكتور حسان فلحة على اهتمامه ودعمه الدائم لتطوير العلاقات الصينية-اللبنانية".
وأضاف: "إن الصين ولبنان كلاهما بلد حضاري ذو تاريخ عريق، ويتعارف بعضهما إلى البعض عبر طريق الحرير القديم. أما الفيلم، فهو وسيلة مهمة من حيث التواصل الثقافي في العصر الحديث، ويعكس الحياة الاجتماعية والقيم الأخلاقية لشعب من الشعوب. لذلك، كان رئيس مجلس الدولة الصيني السابق تشو أن لي يصف الفيلم بـ"السفير على الشاشة الفضية". تتمتع الأفلام الصينية التي ستعرض في تلفزيون لبنان بتنوع المواضيع وحسن الإعداد، وتمثل الملامح المميزة للأفلام الصينية الحديثة. من خلال عرض الأفلام، نأمل ان تزداد معرفة الشعب اللبناني للتاريخ والثقافة والعادات والتقاليد الاجتماعية للصين، إضافة إلى تطوراتها الحديثة".
وتابع: "لبنان بلد ثقافة، فلم يغذ أرضه فقط العديد من الفنانين ذوي الشهرة العربية والعالمية مثل فيروز وصباح، بل يلفت أنظار العالم أيضا عدد لا بأس به من الأفلام اللبنانية الحديثة، على سبيل المثال "قضية رقم 23" و"سكر بنات". في العام الماضي، وقعت الصين ولبنان البرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي لسنوات 2017-2020، بما يضع خطة إرشادية للتبادل والتعاون الثقافي بين الطرفين للسنوات التالية. نأمل أن ينتهز الجانبان هذه الفرصة كنقطة انطلاق جديدة لتعزيز التواصل والتعاون في قطاع الفيلم، وتعريف مزيد من الأفلام الممتازة للجانب الآخر، مما يسهم في تطوير التفاعل والتعاون الإنساني بين البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق".
وتلته تشانغ لينغ قائلة: "لا يخفى على أحد أن لبنان بلد يتحلى بجمال أخاذ ومقومات تاريخية متنوعة وتفاصيل وافرة. وببالغ الفرح والسعادة، نجتمع اليوم في بيروت لإقامة المراسم الرسمية لإطلاق فعاليات "شهر الأفلام الصينية". أولا وقبل كل شيء، اسمحوا لي أن أتقدم بفائق التقدير وجزيل الشكر نيابة عن قناة الأفلام الصينية (CCTV-6) لسفارة جمهورية الصين الشعبية في الجمهورية اللبنانية وتلفزيون لبنان على دعمكم الجبار لإنجاح الفعاليات.
يعد لبنان دولة عربية مهمة، وعلاقات الصداقة اللبنانية-الصينية تضرب جذورها في أعماق التاريخ، حيث يصف بعض الناس الصداقة الصينية اللبنانية كـ"الأرز والصنوبر يدا بيد". وفي إطار مبادرة "الحزام والطريق"، سيمسك "الأرز" و"الصنوبر" أيديهما بشكل وثيق، وستصير علاقاتهما أكثر دفئا وقوة في المستقبل".
وقالت: "يعتبر الفيلم جسر تواصل بين دول العالم وحاملا مهما لتبادلات مختلف الشعوب. يرجع تاريخ صناعة الأفلام الصينية إلى ما قبل 113 عاما، وبفضل الاهتمام البالغ الذي توليه الحكومة الصينية والمساعي المشتركة التي يبذلها المنتسبون في قطاع فن الأفلام الصيني، أحرزت صناعة الأفلام الصينية نجاحات كبيرة وحظيت بردود أفعال ايجابية، وحققت أرباحا مالية جيدة على مدى السنوات الفائتة. وعام 2017، أنتجت الصين 970 فيلما وكسبت 8.8 مليارات دولار من الدخل السينمائي المحلي، وما يقرب من 700 مليون دولار من الدخل السينمائي الأجنبي. في الوقت نفسه، بلغ عدد دور السينما في أنحاء الصين 9169، ووصل عدد الشاشات السينمائية الاجمالية الى 50776، بحيث باتت الصين أكبر أسواق الأفلام في العالم".
وأضافت: "إن قناة الأفلام الصينية، كونها منصة وطنية، تملك الوسائل الإعلامية المتكاملة لترويج الأفلام وثقافتها، وتسعى دائما إلى ترويج ثقافات الأفلام الصينية والأجنبية المميزة. ويبلغ عدد مشاهدي قناتنا في الصين 1.2 مليار شخص، وتبث قناتنا قرابة 5000 فيلم على أساس سنوي، ومن ضمنها 1000 فيلم أجنبي. على صعيد متصل، لدينا قنوات خاصة موجهة نحو المشاهدين في الدول الأخرى، حيث تغطي أغلب الدول والمناطق الرئيسية في العالم، حيث تبث الأفلام الصينية للمشاهدين وراء البحار، وتروج الثقافة الصينية. يعد الفيلم من الوسائل الترفيهية التي يفضلها الشعب عند تلقي وتقبل ثقافات غيره، ويساعد الفيلم دائما على زيادة التعارف والصداقة بين مختلف الشعوب".
وتابعت: "اليوم جهزنا 10 أفلام صينية مميزة بعد اختيار دقيق لعرضها خلال فترة الفعاليات، وستكون مواضيعها متباينة، وأنواعها متفاوتة، وأساليبها مخلتفة، فليس هناك فليم تاريخي (راهب شوانزانغ) فحسب، بل هناك فيلم الحركة (وو دانغ)، وفيلم كونغ فو (تاي تشي 1) و(تاي تشي 2)، وفيلم التشويق والإثارة (الشاهد الصامت)، والفيلم العاطفي (السنوات المسروقة) أيضا. تملكنا الثقة الراسخة بأن المشاهدين اللبنانيين سيحسون بالكاريزما الفريدة والمعاني العميقة لفنون القتال الصيني، وسيتعرفون الى تاريخ وثقافة وعادات وتقاليد الصين من خلال هذه الأفلام الرائعة. ونأمل من صميم قلوبنا أن توظف هذه الأفلام لتكون جسر راسخا لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.
يقول العرب "إن الأقوال ورقة والأفعال ثمرة"، فدعونا نكرس روح طريق الحرير القديم، ونتخذ الفيلم رابطا لنبذل مزيدا من الجهود الدؤوبة للمضي بالتبادل والتعاون الثقافيين بين الصين ولبنان قدما باستمرار".