يتشعّب الحديث مع نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، الذي حطَّ رحاله في بيروت للمرّة الأولى منذ 36 عاماً، إثر الغزو الإسرائيلي للبنان في صيف العام 1982، بعدما أمضى سنوات طوالاً إلى جوار خليل الوزير "أبو جهاد"، قبل العودة إلى فلسطين، مع الرئيس ياسر عرفات، واختياره مؤخّراً نائباً للرئيس "أبو مازن" في حركة "فتح".
ويُعتبر العالول، الرجل الثاني في حركة "فتح"، قائداً للمقاومة الشعبية في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي ومقاطعة البضائع الصهيونية.
وشملت زيارة "أبو جهاد" إلى لبنان، لقاء مسؤولين لبنانيين، وقيادة وكوادر حركة "فتح" وفصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية"، فضلاً عن لقاءات مركزية مع فصائل فلسطينية في إطار البحث لتحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية وتوحيد الموقف في مواجهة المشاريع الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وخصَّ العالول "اللـواء" بحوار أكد خلاله أنّه سيتم اتخاذ قرارات هامة وصعبة في المجلس المركزي الفلسطيني المقبل، الذي سيعقد بعد مشاركة الرئيس "أبو مازن" في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشدّداً على أهمية المقاومة الشعبية على الأرض، والمقاومة القانونية في الأمم المتحدة، واستمرار الصمود والتصدّي لـ"صفقة القرن"، وأنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تستطيع كسر الإرادة الفلسطينية الصلبة، مع عدم التسليم بما قرّرته إدارة البيت الأبيض والكيان الإسرائيلي بشأن القدس و"قانون القومية" العنصري.
وأعرب عن "الرغبة بالمصالحة الشاملة، والتهدئة على أساس وطني وليس جزئياً".
وفي ما يلي نص الحوار مع العالول:
لا يُمكن أن ننسى لبنان
* تزورون بيروت للمرّة الأولى منذ الغزو الإسرائيلي في العام 1982، فما هي الصورة الأولى التي تكوّنت لديكم خلال هذه الزيارة؟
- لا شك على الإطلاق في أنّها زيارة تحمل الشيء الكثير من الإثارة بالنسبة لي، لأنني عشت في بيروت فترة طويلة - أي ما يزيد عن 12 عاماً من حياتي - وأطفالي وُلِدوا هنا، ولا أخفيك سرّاً بأنّنا كفلسطينيين علاقتنا بلبنان، ومحبتنا للبنان الوطن والشعب، لا تقل على الإطلاق عن محبتنا لفلسطين، لأنّه خلال فترات طويلة تفاعلنا مع الشعب اللبناني، الذي تفاعل معنا، وساندنا في قضايانا، وتحمّل كمّاً هائلاً من الآلام من أجل الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، لذلك لا يمكن أنْ ننسى لبنان، بالإضافة إلى طبيعة الشعب اللبناني، لأن لبنان وفلسطين يكملان بعضهما الآخر، بالجغرافيا والعادات والتقاليد، وحتى طبيعة البنية، ومن أجل ذلك تجد لبنان واللبنانيين دائماً الأقرب إلينا في كثير من القضايا.
وبالتأكيد أتيت إلى لبنان لأنّ هناك كمّاً كبيراً من المواقف العاطفية، والأماكن التي كنّا نُقيم فيها، وشهدائنا الذين تركناهم هنا، وزرتُ مقبرة الشهداء بتأثّر كبير، وعدد كبير من الأصدقاء والزملاء ورفاق الدرب، يرقدون شهداء في هذه المقبرة، وعلى هذه الأرض، بالإضافة إلى الكثير من الأصدقاء، واللبنانيون منهم على وجه التحديد، الذين التقينا بهم، بعدما أكدنا حرصنا على اللقاء بأكبر عدد منهم، لأنّنا نتبادل نسبة كبيرة من المحبة والوفاء، لأغادر لبنان مرّة أخرى، ويبقى دائماً ساكناً قلوبنا وعقولنا.
حريصون على التواصل
* خلال هذه الزيارة التقيتم بكوادر حركة "فتح" و"منظّمة التحرير الفلسطينية"، فما هي أبرز النقاط التي جرى التطرّق إليها؟
- نحن حريصون أين ما نذهب دائماً، على مسألة لها علاقة بالتواصل مع قواعدنا الشعبية، والكوادر في كل مكان من أجل قضيتين:
- أولاً: أي نسلّط الضوء على الأحداث، ونضع الكوادر في صورة ما يجري في فلسطين ومتغيّرات الأوضاع، والتطوّرات على كل المستويات بما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
- ثانياً: لنستمع إلى آرائهم من أجل الأخذ بها، ونطلع على معاناتهم لإيجاد حلول لها، وللتخفيف عنهم من هذه المعاناة التي يعيشونها.
التنسيق اللبناني - الفلسطيني
* التقيتم عدداً من المسؤولين اللبنانيين، فما هي أبرز النقاط التي جرى تناولها؟
- المسؤوليون اللبنانيون حريصون على الوضع الفلسطيني، كما حريصون على الإستماع إلى كل التطوّرات في هذا الموضوع، ووضعناهم بصورة ما يجري في فلسطين، ومحاولات الحصار التي نتعرّض لها، إضافة إلى الضغوطات التي تُمارس علينا من قِبل الولايات المتحدة الأميركية، والهادفة إلى محاولة إخضاعنا بتمرير ما أسموه "صفقة العصر"، ووعدناهم بأنّ الصمود الفلسطيني في مواجهة ذلك مسألة هامة، ستستمر بعناد شديد، لأنّ الأمر يتعلّق بقضايانا وثوابتنا الأساسية، التي لا يمكن على الإطلاق أنْ نتخلّى عنها، فالوضع الفلسطيني صامد على الرغم من كل قوّة الولايات المتحدة الأميركية، التي تستطيع أنْ تصنع أي شيء، إلا أنْ تكسر إرادتنا الصلبة.
كما وضعناهم في صورة أوضاع الشعب الفلسطيني في لبنان، وشكرناهم على الكثير من المواقف، التي تساهم في تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وطلبنا منهم إيجاد حلول لبعض القضايا، التي سمعناها من المواطنين في لبنان، والتي هي بحاجة إلى حلول من الدولة اللبنانية.
المصالحة الشاملة
* هناك حديث عن تكثيف للجهد المصري لإنجاز المصالحة الفلسطينية والتهدئة، فحركة "فتح" تركّز على المصالحة، و"حماس" تركّز على موضوع التهدئة، فما هو الموقف الحقيقي لحركة "فتح" فيما يجري في مصر؟
- نحن نتحدّث عن المصالحة الشاملة، التي تُنهي ملف معاناة شعبنا الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزّة، ولا نريد أنْ يكون الأمر جزئياً.
بالتأكيد نحن مع التهدئة - أي بمعنى تخفيف حدّة المعاناة - التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة، لكن على أساس وطني، ليس على أساس جزئي، لا أنْ تكون هذه التهدئة ما بين العدو المحتل وفصيل فلسطيني، لا بد من أنْ تكون على أساس وطني، كما جرى في العام 2014.
* ماذا يُمكن أنْ تثمر هذه الاتصالات التي تقودها مصر؟
- نبذل جهداً كبيراً للغاية، أولاً لدينا الرغبة بأنْ تكون هناك مصالحة شاملة، وليس أنْ نتناول قضايا مجتزأة هنا وهناك، لأنّ التحديات التي يعيشها الشعب الفلسطيني كبيرة وضخمة، وبحاجة إلى اصطفاف فلسطيني في مواجهتها، فخلال فترات سابقة، اتخذ الرئيس "أبو مازن" أكثر من مرّة مبادرات، ووجّه نداءات إلى "حماس"، لتأتي لنصنع اصطفافاً معاً في مواجهة ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني، ومواجهة هذه التحديات التي يتعرّض لها، لكن لم تكن ردود الفعل مشجّعة على الإطلاق، ومع ذلك سنستمر، وسنبذل الجهد دائماً من أجل هذه المسألة، لأنّ ما ندعو إليه هو أنْ تكون الدوافع محض فلسطينية، وألا يقع أحد في هذه الكمائن، التي ترسمها الولايات المتحدة الأميركية، والتي أحياناً تسعى لاستثمار المعاناة الفلسطينية تحت شعار الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، أو أن يقع في فخ الإغراءات التي تتحدّث أحياناً عن طريق بحري أو ميناء في قبرص أو عن مطار أو عن غيرها في هذا الموضوع، فقضيتنا ليست قضية معاناة إنسانية، لكن قضيتنا سياسية، نريد الحرية وزوال الإحتلال قبل الخبز.
واشنطن وتصفية القضية الفلسطينية
* كيف تفسّر ازدواجية التعاطي الأميركي، فواشنطن تسعى إلى تأمين مساعدات لقطاع غزّة تحت عنوان إنساني، وفي الوقت ذاته توقف المساعدات إلى الفلسطينيين من خلال "الأونروا" وتقفل مكتب "منظّمة التحرير الفلسطينية"؟
- تسعى واشنطن بشكل أساسي إلى إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية، ونحن حذرون إلى درجة كبيرة، لأنّنا نرى ما يجري، وما تحاوله الولايات المتحدة الأميركية حتى بشأن قطاع غزّة، فهو أمر مرتبط بما أسموه "صفقة العصر"، إذ هم يسعون إلى استثمار الأوضاع الإنسانية في قطاع غزّة، من أجل تكريس الانقسام، وإبعاد القطاع عن الجسم الفلسطيني، والهدف من هذه الخطوة تصفية القضية الفلسطينية، وأن تحقّق "إسرائيل" من خلالها حلاً للمشكلة الديمغرافية التي تواجهها.
مواجهة الطرح الأميركي
* الكيان الإسرائيلي والإدارة الأميركية اعتبرا أنهما أزالا عن الطاولة ملف القدس، والخطوة التالية كانت موضوع "الأونروا"، فهل تعتقد بأنّ هذه الخطوات ستتوالى، أم سيتم إفشالها بإصرار فلسطيني، وعلى ماذا تعوّلون لإفشال مثل هذه المخطّطات؟
- هذه مسألة لا يمكن أنْ يتم التسليم بها أبداً، القدس هم لا يدركون، أو ربما الآن يدركون، مدى أهمية هذه القضايا بالنسبة إلينا كفلسطينيين. هذه القدس لا يعرفون أنّها مسرى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، هذه القدس قيامة السيد المسيح (عليه السلام)، قدس عمر وصلاح الدين، القدس التي استشهد دونها ياسر عرفات، القدس لها قيمة وحضور ووجود في عقل وقلب كل فلسطيني وكل عربي ومسلم ومسيحي في العالم، وبالنسبة إلينا نحن نراهن على عدم التجاوب مع كل هذه المخطّطات الأميركية، والصمود في مواجهتها، كما نراهن على أنّهم من دون الفلسطينيين لا يمكن أنْ يحققوا شيئاً، وجربوا ذلك، لذا لا يمكن بموقفنا وصمودنا ومقاومتنا أنْ تنجح مثل هذه المخطّطات، بل المهم أنْ نبقى كفلسطينيين على الأقل، وبالحد الأدنى في مواجهة هذا المخطّط و"صفقة العصر"، أنْ نكون موحّدين ولا نتجاوب مع أي طرح أميركي.
"قانون القومية" ضد الطبيعة
* بعد طرح ملف القدس، والاعتراف الأميركي بأنّها عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقل سفارة أميركا إليها، جاء "قانون القومية" في "الكنيست" الإسرائيلي، كيف يُمكن إفشال هذا القانون، خاصة في ظل الحراك داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948؟
- هذا القانون أقرّه "الكنيست" بالقوّة، لكن هذا ضد الطبيعة، ولا يمكن أنْ يُطبّق، فهناك 25% من السكان في الداخل ليسوا يهوداً، فكيف يُمكن أنْ نقول بأنّ هناك "قانون قومية"، وإنّ حق تقرير المصير لليهود فقط؟، لا يُمكن ذلك، البشر كلهم ضد ذلك، ورأينا خلال الفترة الماضية هذا الحراك الواسع الذي نفتخر به. حراك الشعب الفلسطيني والمتضامنين من أجل السلام الذي تم في الأرض المحتلة في مواجهة هذا القانون، كما رأينا الحراك من أحبّتنا من أبناء الطائفة الدرزية، وهم يستطيعون من خلال "الكنيست" وسطوتهم أنْ يصنعوا قوانين، لكن نحن لنا وظيفة واحدة هي أنْ نقاوم الإسرائيليين وقوانينهم.
إسقاط القانون العنصري
* كيف يُمكن إسقاط هذا القانون، وهل لديكم استعداد للتوجّه بهذا الملف إلى الأمم المتحدة؟
- نبذل جهداً كبيراً من أجل ذلك، وحينما نناضل في ملف ما، نناضل به على كل الصعد. مقاومة في الميدان، ومقاومة سياسية في العالم، والذهاب بالاتجاهات كلها، المقاومة القانونية في المحاكم والمؤسّسات الدولية، لحصار مثل هذه القوانين، ولن نتوانى عن استخدام كل الوسائل الممكنة في هذا الموضوع، والتوجّه إلى المؤسّسات الدولية من أجل الإدانة على الرغم من أنّنا ندرك أنّ هذا الإحتلال الإسرائيلي الذي يمتلك من البشاعة الكم الكبير، ولا يلتفت على الإطلاق إلى القانون والموقف الدوليين، فهذا سيكون جزءاً أساسياً من رسالة الرئيس "أبو مازن" في الأمم المتحدة خلال منتصف شهر أيلول المقبل.
إفشال إقفال الأقصى
* هناك تركيز للإحتلال الإسرائيلي على إقفال المسجد الأقصى، ونقل التقسيم الزماني والمكاني إليه على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي، ما هي الخطط لمواجهة ذلك، خاصة أنه بين الحين والآخر يتم إقفال المسجد، ويُسمح للمستوطنين بالدخول إلى باحاته وتدنيسه؟
- يتم إقفال المسجد نعم، وآخر مرّة لم يستطيعوا على الإطلاق، حيث إنّهم في فجر اليوم التالي قاموا بفتح البوابات فوراً، بعدما أخذوا درساً من موقف المقدسيين في القدس، إبان معركة البوابات الإلكترونية سابقاً، هذا الاصطفاف الفلسطيني الرائع للغاية مع المقدسيين من أطفال ونساء ورجال من المسيحيين والمسلمين، كان له أثر واضح وقوي في مواجهة المخطّطات الإسرائيلية، بما فيها المحاولة الأخيرة لإقفال بوابات المسجد، وأصبح ذلك واضحاً، وساهم ربما في وحدة وتجانس شعبنا في مواجهة كل المؤامرات، لأنّه ليس المسجد الأقصى المستهدف فقط، بل كنيسة القيامة وأطماع الإسرائيليين بأملاك الكنيسة، وأصبح هناك وعي وإدراك لدى كل أبناء الشعب الفلسطيني في المواجهة، والقدس شيء هام في قلوب الشعب الفلسطيني وعقوله وضميره ووجدانه، لا يُمكن أبداً إلا الدفاع عنه بكل ما نستطيع من جهود.
قراراتنا حاسمة
* لاحظنا انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني، وتأجيل اتخاذ قرارات هامة إلى ما بعد عودة الرئيس "أبو مازن" من الأمم المتحدة، ماذا تتوقّعون أنْ يتم اتخاذه من قرارات؟
- باختصار نحن لم يعد لدينا أي شك بأنّه من الممكن وجود حلول ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، أو الإحتلال الإسرائيلي، لذلك تكون قراراتنا منطبقة لهذا الواقع، وأنّه لا يمكن أنْ نستمر ضمن هذا السياق السائد، والتسليم به، من أجل ذلك ستكون قراراتنا حاسمة، وربما صعبة، لكن لا خيارات لنا إلا أنْ نذهب في هذا الاتجاه.
التمسك بحق العودة
* ...وبشأن موضوع اللاجئين، خاصة في لبنان هناك أحاديث عن التوطين وإعادة التشتيت والتهجير، فبما تطمئنون الفلسطينيين والجانب اللبناني؟
- أين ما ذهب الفلسطيني، وفي كل موقع هو متمسّك بحق العودة، متمسّك بالعودة إلى أرضه، الفلسطينيون أين ما تواجدوا، يناضلون من أجل هذا الحق، ونحن نعتبر ثوابتنا واضحة ولها علاقة بالأرض واستعادتها، والقدس وتحريرها، واللاجئين وعودتهم، والاستيطان وإزالته، وأعتقد بأنّ هذه المسألة التي لها علاقة بحق عودة اللاجئين، هي مسألة من أساسيات وثوابت الشعب الفلسطيني.
خيار المقاومة الشعبية
* أنتم من قادة المقاومة الشعبية، وتقودون مقاطعة البضائع الإسرائيلية، ماذا حققت من ذلك؟
- المقاومة الشعبية، هي خيارنا لهذه المرحلة، والتي علينا أن نستمر بها بشكل دائم، تحدّثنا عن البضائع الإسرائيلية بأنّه كيف علينا أنْ نكسب شيئاً ما من شمولية المقاومة الشعبية، وأنْ تكون مقاومة ميدانية في الميدان، لكن تأخذ أبعاداً أخرى، بما فيها البعد الاقتصادي، وكيف نحوّلها إلى ثقافة سائدة، وإلى نهج للحياة، لذا سنبقى نبذل كل جهد من أجل تطوير المقاومة حتى تكون مقاومة مؤثِّرة ضد الإحتلال، والكل يدرك أنّ الشعب الفلسطيني دفع ثمناً باهظاً من أجل الحرية والاستقلال، ثمن شلال من الدماء، وكم هائل من المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون، وأنتم تدركون أنّ هناك أسرى وصلت سنوات أسرهم إلى 36 عاماً، وهم بين 4 جدران في السجون، هذه مسألة غير مسبوقة لا يتخيّلها العقل البشري، لكن نقول لمَنْ دفعوا ثمناً من أجل الحرية والاستقلال، وللشهداء الذين دفعوا دماء، وللأسرى الذين دفعوا المعاناة، ولأسرهم، عهدنا لهم في مقابل هذه المعاناة وهذا الثمن لا يُمكن أن بكون له مقابل إلا حريتنا واستقلالنا وحقوق شعبنا كاملة.
* كلمة أخيرة؟
- أوجه التحية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان، والشعب اللبناني الذي نفتخر به إلى درجة كبيرة، ونفتخر بهذه الصيغة الراهنة من الانسجام والعلاقة الإيجابية التي تربط الفلسطينيين بالشعب اللبناني، وأيضاً بالدولة اللبنانية.