أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الحكومة كان يفترض أن تُعلَن منذ أسبوعين، ولكن حصلت تطورات خارجية وضغوطات على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لعدم تشكيل الحكومة، متحدّثاً عن ضغوط على الحريري لإنهاء التسوية الرئاسية مع الرئيس ميشال عون كونها لا ترضي دولاً معيّنة، وتحديداً المملكة العربية السعودية.
وفي حديث إلى تلفزيون "MTV" ضمن برنامج "بيروت اليوم" أدارته الإعلامية منى صليبا، لفت أبو فاضل إلى وجود ثلاثة عقد تحول دون تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أنّ هناك عقدة كبيرة هي العقدة السنية يصرّ الرئيس الحريري على عدم رؤيتها، مع أنّ هناك عشرة نواب سنّة أصلاً ليسوا مع الرئيس الحريري وتيار المستقبل.
وأكد أبو فاضل أنه إلى جانب العقدة السنية، هناك عقدة مسيحية عند القوات اللبنانية وعقدة درزية عند الحزب التقدمي الاشتراكي، مشيراً إلى أنّ الأخير حصد فقط 59 في المئة من أصوات الدروز في الانتخابات، ولا يمكنه بالتالي أن يحتكر التمثيل الدرزي في الحكومة.
أرسلان يجب أن يوزَّر
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الحزب التقدمي الاشتراكي تحالف في الانتخابات النيابية في الجبل مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل في مقابل تحالف التيار الوطني الحر والوزير طلال أرسلان، مشيراً إلى أنّ تحالف التيار وأرسلان استطاع أن يحصد أربعة نواب، وبالتالي من حق هؤلاء أن يتمثلوا في الحكومة من خلال وزير درزي.
واعتبر أبو فاضل أنّ قانون الانتخابات الذي تمّت على أساسه الانتخابات النيابية، كان الهدف منه تكريس العودة الحقيقية إلى الجبل وليس كما كان يحصل سابقاً، مشدّداً على أنّه كما أنّ المسيحيين ممثَّلون في الدولة باختلاف فئاتهم وأحزابهم، فإنّ ذلك يسري على الدروز أيضاً، وبالتالي فإنّ التنوّع مطلوب، ولا يمكن للحزب التقدمي الاشتراكي أن يحتكر التمثيل الدرزي، كما أنّ التيار الوطني الحر لا يحتكر التمثيل المسيحي.
عون ليس بحاجة للثلث المعطل
ولفت أبو فاضل إلى أنّه إذا لم يتمثل أرسلان والنواب السنة، ولم يحصل رئيس الجمهورية على خمسة وزراء، فإنّ اللقاء بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل لن يتمّ، مشدّداً على أنّ هذا اللقاء لن يتمّ إلا بعدما يتصل الحريري بباسيل ويقول له إنّ العقد تتحلحل.
ورفض أبو فاضل القول إنّ التيار الوطني الحر لا يريد مشاركة القوات اللبنانية في الحكومة، ولكنّه ذكّر بأسلوب عمل القوات اللبنانية في الحكومة السابقة وتصويب وزرائها الدائم على التيار، وعرقلة تنفيذ الخطط.
وأكد أبو فاضل رداً على سؤال أنّ رئيس الجمهورية لا يدير دكاناً، وهو ليس بحاجة إلى الثلث المعطل في الحكومة، مشدّداً على أنّ المطلوب أن يدرك الجميع أهمية الشراكة.
نوايا واضحة لإفشال العهد
وشدّد أبو فاضل على أنّ الوحيدين الذين لديهم مشروع في الدولة اللبنانية هم وزراء التيار الوطني الحر، رافضاً بدعة المحاكمة على النيات التي يعتمدها البعض، متحدثاً عن نوايا كانت واضحة إبان الحكومة السابقة لإفشال العهد وإضعافه.
ورفض أبو فاضل الذهاب إلى مجلس وزراء مشوّه كما كان يحصل في الحكومة السابقة، مشدّداً على ضرورة أن تكون الحكومة الجديدة منتجة وقادرة على العمل. وقال: "نحن ننتصر في لبنان وسوريا وكل المنطقة، ومن لا يقدّر انتصاراتنا لا يفقه السياسة".
وفيما اعتبر أبو فاضل رداً على سؤال أنّ وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس لم يكن يوماً مع العهد، رافضاً الخلط بينه وبين وزراء حزب الله، والقول إنّهم جميعاً ضدّ العهد، ألمح إلى أنّ فنيانوس فشل في وزارته في المطار وفي المرفأ، وكذلك وزير الصحة غسان حاصباني.
الرئيس شريك فعلي
وأكد أبو فاضل أنّ رئيس الجمهورية هو شريك فعلي في إنتاج السلطة التنفيذية في لبنان، مجدّداً رفضه لاتفاق الطائف، قائلاً إنه اتفاق عبد الحليم خدام وأتباعه.
وأعرب عن اعتقاده بأنّ ولادة الحكومة ستكون بعيدة في ضوء المعطيات المتوافرة حالياً، ونفى رداً على سؤال أن يكون الوزير جبران باسيل يتدخل في البيت الدرزي، لافتاً إلى أنّه في النهاية حليف الوزير طلال أرسلان.
كلام قاسم موجّه لجعجع وجنبلاط
واعتبر أبو فاضل رداً على سؤال، أنّ كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول تفكير البعض بالمعركة الرئاسية موجّه إلى القريبين والبعيدين، مشيراً إلى أنّ هذا الكلام ليس موجّهاً للوزير جبران باسيل بل لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
ونفى أبو فاضل أن يكون رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يعرقل تأليف الحكومة، ملمّحاً إلى إمكان طيّ صفحة الخلاف بين فرنجية ورئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلف رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الثلاثاء خلال العزيز بنجل الرئيس الراحل سليمان فرنجية روبير فرنجية.
تصريح الحريري جدي ومحترم
وجدّد أبو فاضل القول إنّه لو خُيّر الرئيس الحريري الآن لاختار الوزير جبران باسيل رئيساً للجمهورية، ولكنّه أشار إلى أنّ كلّ همّ الرئيس الحريري اليوم أن يفتح علاقات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في حين أنّ الأخير مكترث، مشدّداً على أنّ السعودية تعتبر اليوم الدكتور جعجع رجلها الأول في لبنان ويليه النائب السابق وليد جنبلاط.
وشدّد أبو فاضل على أنّ تصريح الرئيس الحريري بالأمس الذي قال فيه إنه سيتعامل مع حزب الله هو تصريح جدّي ومحترم لتهدئة الأجواء، مشيراً إلى أنّ أي رئيس حكومة يأتي ويرفض التعامل مع حزب الله لا يكون طبيعياً، محذراً من أن يصحّ ما يقوله القائم بأعمال السفارة السعودية من أنّ هذا العهد هو عهد تصريف أعمال.
ولفت أبو فاضل رداً على سؤال، إلى أنّ الرئيس الحريري يحاول أن يبيع المملكة العربية السعودية موقفاً أنّه يعادي السوريين، لكن هذا لن يستمرّ، خصوصاً في ظلّ مراجعة الحسابات من جانب العديد من الفرقاء، بالنظر إلى التطورات السورية.
سحب التكليف غير وارد
ورفض أبو فاضل أن يكون أحد يسعى إلى قضم صلاحيات رئيس الحكومة، مشيراً إلى أنّ وزير العدل سليم جريصاتي قام باستشارة لكن الرئيس لم يتبناها، كاشفاً عن وجود العديد من الاستشارات عند الرئيس ميشال عون، لكنه لم يتبنّ أياً منها.
وأكد أبو فاضل رداً على سؤال، أنّ سحب التكليف من الرئيس سعد الحريري غير وارد، لأنّه يمكن أن يؤدي إلى إشكال في البلد، مشيراً إلى أنّ كلّ شيء يصبح وارداً فقط إذا وصلنا إلى رأس السنة من دون تشكيل الحكومة، لكن هذا الأمر ليس من مصلحة الرئيس الحريري أصلاً، وهو مصلحته أن يشكّل حكومة سريعاً.
عون لن يزور سوريا حالياً
وشدّد أبو فاضل على وجوب الحفاظ على موقع رئيس الجمهورية، ونفى رداً على سؤال أن يكون في صدد زيارة سوريا قريباً، ولكنّه أشار إلى أنّ هذا الاحتمال وارد جداً بعد تشكيل الحكومة، لكن ليس في الوقت الحالي.
وأكد أبو فاضل أنّ السوريين لا يتدخلون في لبنان، وكانوا يحيلون كل من يراجعهم منذ الانتخابات الرئاسية إلى حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله، وأشار إلى أنّ علاقة الرئيس عون بسوريا ممتازة، وهو محترم جداً من قبل الدولة السورية.
التطبيع مع سوريا موجود
وأكد أبو فاضل رداً على سؤال، أنه لن يفرض أحد على الرئيس الحريري أن يذهب إلى سوريا أو يأتي من سوريا، مشيراً إلى أنّ التطبيع موجود، وهناك شخصيات تزور سوريا من كل الجهات، كاشفاً أنّ شركات قريبة جداً من 14 آذار وربما أصحابها من 14 آذار تستقتل للذهاب إلى سوريا للمشاركة من إعادة الإعمار.
واستبعد أبو فاضل عودة العلاقات السياسية بين لبنان وسوريا بشكل سريع، ولكن يمكن أن تعود بهدوء وتروٍ، مشيراً إلى أنّ السوريين لا مانع لديهم بإعادة العلاقات مع الرئيس الحريري إذا أراد الأخير ذلك، كاشفاً أنّه لم يسمع أي كلام سلبي من المسؤولين السوريين عن الرئيس الحريري.