أكّد العميد المتقاعد محمد رمال أنّ "لا شكّ في أنّ التهديد العسكري الإسرائيلي باستهداف الأسلحة الإيرانية في العراق، إذا صدق، هو تهديد استراتيجي، لأنّ إسرائيل تَجِد في الوجود الإيراني في المنطقة مصدر خطر مباشر عليها. وهي تخوض حربًا مع القوى المدعومة من إيران، بدءًا من لبنان وصولًا إلى العراق حاليًا، فيما لو صحّت التهديدات".
ولفت في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم" إلى أنّ "إسرائيل وجدت في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرصة سانحة للإنتقال من مواجهة حلفاء إيران إلى مواجهة إيران نفسها في المناطق الّتي تتواجد فيها قوات إيرانية خارج البلد"، منوّهًا إلى أنّ "استهداف المواقع الإيرانية في سوريا هو ترجمة مباشرة لهذه السياسة الإسرائيلية. وبعد تعليق إدارة ترامب العمل بالإتفاق النووي مع إيران، أصبحت إسرائيل تتمتّع بالغطاء الأميركي المباشر لاستهداف المصالح الإيرانية في المنطقة".
وشرح رمال أنّ "بالنسبة الى العراق، ترى إسرائيل أنّ إيران أصبحت تمارس نوعًا من الرعاية السياسية المُطلقة هناك، في ظلّ حجم التحوّلات السياسية في العراق مؤخّراً، والحضور السياسي الإيراني الفاعل فيه بعدما كان الوجود العسكري الإيراني هناك يتمثّل سابقًا ببعض الفصائل أو التنظيمات العسكرية المدعومة من الحرس الثوري".
كما ركّز على أنّه "عندما بدأ الحديث عن تسوية تقول إنّ "العراق مقابل اليمن"، شعرت إسرائيل أنّ الوجود الإيراني في العراق هو أكثر خطرًا عليها من سيطرة "أنصار الله (الحوثيين) المُطلقة في اليمن. واذا كانت تسوية ستتمّ وتقوم على أنّ اليمن يكون لقوى التحالف العربي المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، مقابل العراق لإيران، فإنّ إسرائيل تعتبر في هذه الحالة أنّ العراق سيصبح مصدرًا من مصادر التهديد المباشر الّتي تواجهها حاليًّا، والّتي ستواجهها لاحقًا، إذا صحّت هذه المعادلة او التسوية".
وشدّد رمال على أنّ "اللافت هو أنّ التهديد الإسرائيلي للوجود العسكري الإيراني في العراق قد يكون الأول فيه (العراق)، ولكنّه ليس الأول في المنطقة. فإسرائيل دخلت الحرب السورية في شكل مباشر. ومنذ انتقال الحرب في سوريا من حرب الوكلاء إلى حرب الفرقاء الأصيلين، استفادت إسرائيل من سياسة الأجواء المفتوحة الّتي تمارسها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران وأوروبا في الفضاء السوري، عبر المشاركة المباشرة في الحرب".
ورأى أنّ "التهديد الإسرائيلي لن يمرّ مرور الكرام في العراق، لأنّ أوضاعه مختلفة عن أوضاع سوريا. ففي العراق، لا صراع عسكريًّا دوليًّا مباشرًا، كما هو الحال في سوريا. وبالتالي، فإنّ أي اعتداء إسرائيلي على الأراضي العراقية، سيُعيد ترتيب خارطة العمليات العسكرية في المنطقة، وسيُشكل معطى جديداً سيتمّ التعامل معه بطريقة مختلفة".