تأتي ذكرى عاشوراء هذا العام مختلفة عن سابقاتها في السنوات الماضية، حيث كان الارهاب يهدد بتحويل كل المناطق التي تحيي المناسبة إلى بحيرات من الدماء، ورغم ذلك كان الاصرار على إحيائها في مكانها وزمانها، خصوصاً في مدينة النبطية، حيث كانت خلية زحلة الارهابية قد اعترفت في العام 2017 أن النبطية الهدف الدائم للارهابين لا سيما في عاشوراء والأعياد.
هذا العام تستعد المدينة، بعدما تمكن لبنان من الانتصار على الارهاب وطرده إلى خارج الحدود، لاحياء المراسم العاشورائية، التي تبدأ ليل الاثنين-الثلاثاء في النادي الحسيني للمدينة والنوادي الحسينية للبلدات المجاورة بأجواء من الاستقرار والأمن.
في هذا السياق، أنهت النبطية، باشراف إمامها الشيخ عبد الحسين صادق، كل الاستعدادات والتحضيرات لهذه الذكرى، من رفع اليافطات السوداء وكساء النادي الحسيني بالسواد وبشعار "عاشوراء تعلمنا"، على أن يتولى الشيخ العراقي أحمد النصراوي تلاوة السيرة الحسينية في النبطية على مدى الأيام العاشورائية، فيما تقيم "حركة أمل" و"حزب الله" المجالس بشكل مشترك في القرى والبلدات الجنوبية.
على المستوى الأمني، علمت "النشرة" أن مجلس الأمن الفرعي في الجنوب والنبطية اتخذ، برئاسة محافظ النبطية محمود المولى، جملة تدابير أمنية وإجراءات ميدانية لمواكبة إحياء المراسم العاشورائية في المنطقة، منها منع دخول الدراجات النارية إلى محيط حرم النادي الحسيني في النبطية واغلاق الطرقات من التاسعة من كل ليلة، من تمثال الصباح في النبطية شمالاً وصولا إلى استراحة نانا غرباً، مروراً بمحيط الانجيلية شرقاً وحتى مفرق نادي الشقيف، كما يطال القرار منع دخول الدراجات النارية إلى النبطية والنوادي الحسينية في بلدات المنطقة، من السادسة من مساء كل يوم حتى السادسة من صباح اليوم التالي، كتدبير امني احترازي.
وأوضح مصدر أمني في النبطية، لـ"النشرة"، أن هناك قرارات سريّة ومعلنة اتخذها المجلس، منها أن أي أجنبي يريد الدخول إلى النبطية عليه الحصول على ترخيص من قوى الأمن الداخلي، فضلا عن منع حمل السلاح داخل المجالس العاشورائية والحد من تجوّل السوريين في المدينة من مساء كل يوم، مشيراً إلى أن الحواجز الأمنية التابعة لقوى الأمن الداخلي على المداخل تلعب دوراً في مواكبة مراسم عاشوراء.
من جانبه، لفت المنسق الاعلامي في النادي الحسيني في النبطية مهدي صادق إلى أن "الشعار العاشورائي" لمدينة النبطية هذا العام، يأتي بصيغة حملةٍ إعلامية واسعة تركّز على القيم الأخلاقية للنهضة الحسينية تحت عنوان "عاشوراء تعلّمنا"، يتفرع عنه 5 عناوين فرعية هي: الحرية، العطاء، الوفاء، الاصلاح، الحشمة، مؤكداً على ضرورة الاضاءة على القيم الأخلاقية هذه، لأننا في زحمة الحياة اليومية وتحدياتها وطغيان ثقافة النفعية والمصلحة، كثيراً ما ننحّي هذه القيم في تعاملنا، فتأتي عاشوراء لتصوّب مسارنا وسلوكنا وتؤكد أنها مدرسة أخلاقية ونضالية متجددة واحياؤها حاجة دائمة لأنها احياء للقيم والدين".