ذكرت صحيفة "ديلي تليغراف"، في مقال للكاتب أندرو روبرتس ينتقد فيه حزب العمال البريطاني المعارض ورئيسه جيريمي كوربين، وذلك في أعقاب تبني الحزب تعريفا دوليا لـ"معاداة السامية".
وأشارت الصحيفة الى انه "قال الحزب ان هذا لن يعني على أي نحو تقويض حرية التعبير بشأن إسرائيل أو حقوق الفلسطينيين"، لافتةً الى انه "في أعقاب تبني الحزب ذلك التعريف، خسر نائبان بالبرلمان عن حزب العمال، من منتقدي كوربين، تصويتين بسحب الثقة داخل الحزب. وترأس واحدة من النائبين مجموعة "أصدقاء إسرائيل" داخل الحزب".
ونوهت الى أن "حزب العمال مخادع بشدة في ما يتعلق بمسألة معاداة السامية"، ذاكرةً أنه "حين أبرم النازيون والسوفيت اتفاق عدم الاعتداء في آب 1939، ظهرت بوضوح الخطوط العريضة لأوجه الشبه المتأصلة في أيديولوجيتهما، وهذا ما يتكرر اليوم، وفي قلبه إسرائيل".
وتابعت بالقول ان "البطل الوحيد في فترة ثلاثينات القرن العشرين هو رئيس الوزراء البريطاني آنذاك وينستون تشرشل، الذي كان صهيونيا، بحسب الكاتب"، موضحةً أن "تشرشل استوعب المفارقات المتعلقة بالصهيونية، خاصة أن أشرس المعادين للسامية هم غالبا من اليهود، وأن من المتوقع من إسرائيل دائما الدفاع عن نفسها باستخدام قواعد اشتباك أكثر رقيا وإنكارا للذات من أي خصومها، بالرغم من مطالبتهم العلنية بتدميرها".
كما لفتت الى انه "اذا كان تشرشل حيا اليوم، لكان أبدى تقديره للمفارقة المتمثلة في أنه بالرغم من أن إسرائيل هي الديمقراطية الليبرالية الوحيدة في الشرق الأوسط إذ يتمتع فيها النساء والمثليون والمسيحيون والعرب بحقوق مدنية متساوية مع غالبية السكان فإن التقدميين الذين يزعمون الاهتمام بالمساواة بين الجنسين وحقوق المثليين والأقليات يكرهون الدولة اليهودية ويوجهون إليها اتهامات لا يستخدمونها مع القوانين القمعية في جاراتها، بحسب الكاتب، فلو كان هناك تاريخ طويل من انتقاد أنصار كوربين لدول مثل إيران والجزائر والمغرب بسبب قوانينها الباترة للحرية الدينية، ما كانوا ليبدوا معادين للسامية بهذا الوضوح وهم يوبخون الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، كما يرى روبرتس".