أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ المقاومة الحقيقية ليست في معراب، مشيراً إلى أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون هو من المقاومين الأوائل في البلد وكذلك الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله.
وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "حوار اليوم" أداره الإعلامي جاد أبو جودة، لفت أبو فاضل إلى أنّ اتفاق الطائف لم ينفَّذ كما هو منصوص عليه على مدى 15 عاماً، مشدّداً على أنّ الرئيس ميشال عون ليس كغيره، وهو ينفذ الدستور بتفاصيله وبحذافيره، بخلاف الرؤساء المتعاقبين الذين سبقوه.
وقال أبو فاضل إن الرئيس عون ليس الرئيس الياس الهراوي أو الرئيس ميشال سليمان مع احترامه للجميع، لافتاً إلى أنّ رئيس الجمهورية هو الذي يوقّع مرسوم تشكيل الحكومة بموجب اتفاق الطائف على الرغم من كلّ سلبيّاته.
الحريري يبيع موقفاً للسعودية
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ ما يقوم به رئيس الجمهورية على خط تشكيل الحكومة هو حقه البديهي وفق الدستور واتفاق الطائف، رافضاً الحديث عن معركة صلاحيات، معتبراً أنّ البعض يحاولون توريط رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بمثل هذه المعركة، لكن الأخير ليس من الصف المناهض للرئيس عون.
ورأى أبو فاضل أنّ الرئيس الحريري يريد أن يبيع موقفه المعادي لسوريا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فيما الأخير لا يريد أن يشتري، معتبراً أنّ السعوديين لا يريدون الرئيس الحريري وهم غير مكترثين بالوضع اللبناني، كاشفاً أنّ رجال أعمال من تيار المستقبل موجودون اليوم في سوريا للبحث في المشاركة في إعادة الإعمار.
لا مشكلة بين عون والحريري
وجدّد أبو فاضل القول إنّ رجل السعودية الأول في لبنان اليوم ليس الرئيس الحريري وإنما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ويليه في المرتبة الثانية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وشدّد على أنّ الحريري ليس لديه مشكلة مع الرئيس عون، ولن يكون هناك مشكلة بين الجانبين، مشيراً إلى أنّه قدّم التشكيلة الحكومية الأخيرة إرضاءً لجعجع وجنبلاط، وإرضاءً للسعودية.
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ جنبلاط اقتنع بأنّه لا يمكن أن يحصل على ثلاثة وزراء دروز في الحكومة، لافتاً إلى أنّ الحل الوسط يمكن أن يقضي بأن يكون له وزيران درزيان، على أن يكون الوزير الدرزي الثالث مشتركاً بينه وبين الوزير طلال أرسلان. وجزم بأنّ القوات اللبنانية لا يمكن أن تحصل على أربع حقائب في الحكومة من دون وزارة دولة، معتبراً أنّ هذا الأمر مستحيل وأنّ القوات ستقبل بالأمر في النهاية.
لا أحادية في الجبل بعد اليوم
وأكد أبو فاضل أنّ العهد حقق الكثير من الإنجازات خلال سنتين بدءاً من قانون الانتخاب الذي غيّر الكثير من المعادلات، مشيراً إلى أنّ جنبلاط يمثل 59 في المئة من الدروز بنتيجة هذه الانتخابات، وسيتثمل الوزير طلال أرسلان بشخص يرضيه ويرضي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، مشدّداً على أنّ الأحادية في الجبل لم تعد مسموحة، وأنّ الانتخابات الأخيرة كرّست الشراكة.
ورداً على سؤال، قال أبو فاضل إنّ المصالحة في الجبل لم تحصل عملياً بعد، مشيراً إلى أنّ الكثير من القرى المسيحية في الجبل لا تزال منكوبة، معتبراً أنّ ما حصل في الجبل لم يكن مصالحة بمعنى الكلمة، ولو حصلت برعاية البطريرك الماروني السابق نصر الله صفير الذي كان يدور في الفلك الأميركي وضدّ السوري، لافتاً إلى ما حصل مع المطران الياس نصار الذي نقلته بكركي تفادياً لإزعاج جنبلاط في الجبل.
100 ألف نازح سيعودون
من جهة ثانية، رفض أبو فاضل الرد على المواقف التي أطلقها وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، معتبراً أنّه لا يمثّل شيئاً، ولا ينطق باسم تيار المستقبل. وقال إنّه لا ينزل إلى مستواه، خصوصاً لجهة الحديث عن العدّ وغير العدّ، مشيراً إلى أنّه لا يستحقّ الرد.
وكشف أبو فاضل أنّ عدد النازحين الذين سيعودون إلى سوريا حتى تشرين الأول سيتخطى 100 ألف نازح، منوّهاً في هذا السياق بالدور الذي يلعبه حزب الله والتيار الوطني الحر، فضلاً عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، لافتاً إلى أنّ عودة النازحين مقرّة بموجب اتفاق روسي أميركي، ولا يمكن أن يوقفه أحد.
وجدّد أبو فاضل انتقاد تسمية الوزير المرعبي وزيراً لشؤون النازحين، وهو المعادي للدولة السورية، مشدّداً على ضرورة أن يكون الوزير في هذا المركز قريباً من السوريين ومن الجميع.
الهجوم على المسيحيين لم يتوقف
واتهم أبو فاضل في سياق آخر، وزير التربية مروان حمادة بإقالة المسيحيين من مراكزهم، على خلفية إقالته مديرة الامتحانات الرسمية هيلدا خوري، معتبراً أنّ هذه الإقالة جاءت لأنها مسيحية ولأنها نظيفة، لافتاً إلى أنّ من نصّبها مكانها ليست مسيحية، وهذا واضح.
ورأى أبو فاضل أنّ الهجوم على المسيحيين لم يتوقف في لبنان لا باتفاق الطائف ولا بغيره، معتبراً سلوك وزير التربية بمثابة "انتقام" من المسيحيين، لافتاً إلى أنّه من المعيب أن ينتقم من موظفة لطالما أشاد بمناقبيتها بهذه الطريقة، وأن يقيلها من منصبها من دون سبب.
الحكومة ستبصر النور
ورداً على سؤال، أكّد أنّ الحكومة ستشكّل، مشيراً إلى أنّ هناك قناعة بدأت تترسخ لدى الجميع بكيفية توزيع الحصص، وأنّ القوات ستحصل على وزارة دولة بالإضافة إلى ثلاث حقائب ليس بينها وزارة العدل، وأنّ الاشتراكي سيحصل على وزيرين درزيين، وثالث مشترك بينه وبين الوزير طلال أرسلان.
ولفت رداً على سؤال آخر، إلى أنّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يفترض أن يحلّ العقدة السنية، مشدّداً على وجوب تمثيل النواب السنّة من خارج عباءة تيار المستقبل، انطلاقاً من حجمهم الذي أفرزته الانتخابات، أسوة بغيره، انسجاماً مع المعيار الذي أعلن عن أنّ هذه الحكومة يفترض أن تعكس نتائج الانتخابات النيابية.
الحريري قام بما عليه
وشدّد أبو فاضل رداً على سؤال، على أنّ هناك مسؤولية على رئيس الحكومة المكلف أن يشكّل حكومة ترضي رئيس الجمهورية، وترضي ضميره قبل ذلك، ملمحاً إلى أنّ الحريري ليس مغرماً برئيس حزب القوات سمير جعجع، ولكنه يحاول القيام بشيء ما مع السعودية، معتبراً أنه قام بما عليه، لكن الأمر ليس بيده، باعتبار أنّ الدستور ينصّ على أنّ تشكيل الحكومة يجب أن يتمّ بالتشاور بينه وبين رئيس الجمهورية.
وأكد أبو فاضل أنّ هناك حكومة ستبصر النور قريباً، مشيراً إلى أنّ جعجع وجنبلاط يعلمان ذلك، والحريري كذلك فهو الذي يلعب اللعبة. واعتبر أنّنا في ربع الساعة الأخيرة قبل تشكيل الحكومة، والعملية تحتاج فقط إلى شد حبال، معرباً عن اعتقاده بأنّه لن يكون هناك أيّ مشكلة في البيان الوزاري، مشدّداً على أنّ العلاقة بين الرئيس الحريري وحزب الله لم تنقطع بتاتاً.
ورفض أبو فاضل، في سياق آخر، اتهامه بالعنصرية والطائفية، مشيراً إلى أنّه فقط يدافع عن نفسه كما يدافع شريكه المسلم في البلد عن نفسه.