وجه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان رسالة الى المسلمين لمناسبة ذكرى الهجرة النبوية، ناشد فيها "الساسة والفاعليات المؤثرة من كل الأطياف والمذاهب أن يهجروا الخلاف والإختلاف ويتمسكوا بإتفاق الطائف أي وثيقة الوفاق الوطني الذي قضى على الظروف الصعبة والأيام السوداء والصراع الدموي التي عاشها اللبنانيون"، مشيرا الى أن "إتفاق الطائف شكل قفزة عملاقة في طريق حل المشكلة اللبنانية وصيغة لا بديل عنها للإنقاذ ومرجعية أولى لإستقرارالوطن وبناء دولة المؤسسات وتثبيت وحدة المواطنين، فقد حظي هذا الاتفاق بالقيمة القانونية الإقليمية والدولية والإجماع البرلماني اللبناني والوطني فحافظواعلى هذا الميثاق الوطني، ووحدوا كلمتكم واعملوا يدا واحدة لترسيخ العيش الوطني الواحد".
واضاف المفتي سوسان "اهجروا الشروط والشروط المضادة وتخطوا خلافاتكم وخذوا القرار الوطني الجامع لتأليف حكومة الواقع الوطني العتيدة، لتعتمد الخطاب الواعي وتكون جادة ومنصفة في تفعيل دور الوزارات للتصدي بعدل وصرامة للفساد والمفسدين والمرتشين، ولكل المشاكل التي يعاني منها الوطن والمواطن، اهجرواالنكايات والحرتقات السياسية والتوترات المذهبية والسجالات الطائفية التي تزيد الخلافات وتفاقم الأزمات وتزيد في العقد والتعقيدات واتقوا الله في الوطن والمواطن".
ودعا الى "التمسك بالإيثار من أجل الوطن والمواطن الذي ينوء كاهله عن تحمل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية فضلا عن أعباء الماء والكهرباء والغلاء وأقساط المدارس والكتب وغيره، فالشعب بكل مكوناته وأطيافه وخاصة شبابه يناشدكم ألاَ تنسوا تأمين فرص العمل ليشعر شبابنا في وطنه بالأمل والاستقرار فلا يُهجر ولا يُهاجر وإن بناء دولة المؤسسات وتشكيل الحكومة القادرة والميثاقية، وترسيخ الأمن في ربوع الوطن هو الكفيل بتجاوز كل المخاطر والتحديات المحيطة بنا"، مؤكدا أن "صيدا تهجر الفتن المذهبية والطائفية بل هي عصية في وجه كل الفتن، وتؤكد دائما على وحدتها بكل أطيافها السياسية والحزبية وبكل نسيجها الإجتماعي والثقافي، وتقف صفا واحدا مراهنة دائماعلى مشروع الدولة العادلة وعلى قواها الشرعية بكل مؤسساتها لتقوم بدورها الوطني في حماية الداخل اللبناني والحدود في مواجهة العدو الصهيوني وأطماعه".