شدد رئيس المكتب السياسي لحركة أمل الحاج جميل حايك في كلمة القاها خلال احياء حركة امل وأهالي بلدة المروانية الذكرى السنوية الثالثة لرحيل رئيس بلديتها السابق محمد ديب حجازيعلى أن "المعركة بين الإرادة وبين ما هو مخطط يجب ان تكون الغلبة فيه للإرادة، ونحن امام سلسلة تداعيات تجتاج المنطقة بأكملها وعلى كل المستويات "، مضيفا: " ليس أقلها، اسقاط منظومة القيم في منطقتنا، واسقاط الدول، ودور المؤسسات، واللعب بالحدود الجغرافية واللعب ايضا على الحدود الإجتماعية بتكريس انقسامات لا تمت الى الإنتماء بصلة، بل هي غريبة عن واقع المنطقة بأكملها، وهي نوع من أنواع الحروب التي يختارها الأعداء تحت عنوان التفرقة والتجزئة والشرذمة".
ورأت أن "الأخطر منها حروب التيئيس، وانعدام الثقة بين الناس، وانعدام الثقة بين المواطن وبين المسؤول ، واسقاط قيمة المؤسسات والقوانين واللعب على الدساتير وتجاوز الميثاق الوطني في أكثر من بلد ، حيث بات الأمر يحتاج الى رؤية شاملة، ننطلق من خلالها لنرى اننا امام مؤامرة كبرى في منطقتنا تضيّع الحقوق، وتخلق قضايا صغيرة تضخّم وتكبّر لإسقاط القضايا الكبرى المركزية، وتبديل الأولويات، والإنشغال بصراعات جانبية، وخلق حالات من الإنقسامات وعلى كل المستويات "، مضيفا: "واذا لم تكن من خلال التجربة قدرة للعدو على الإنتصار في حروبه، فهو الآن يتحرك حسب ظرف كل بلد، وحسب طبيعة كل بلد، وقد أنشأت مراكز دراسات تنظر الى كل بلد من بلدنا، تبحث عن الثغرات من أجل ان تسقط هذه الأوطان والمجتمعات، وتعطي وصفة تآمرية لكل بلد حسب مشاكله، خاصة اذا كان هناك المزيد من التناقضات المفروضة على واقعنا”
وأكد أن "هذا الواقع بحاجة الى خطة ممنهجة، اختار الإمام القائد السيد موسى الصدر العناوين الواضحة لها"، معتبرا أن "خطر اسرائيل ليس على فلسطين فقط وليس على المنطقة العربية والإسلامية، بل يشكل خطرا على العالمي فها هي اسرائيل اليوم، من التحكم بإرادة رجل أعطى لنفسه صلاحية حكم العالم، يحاسب هذه الدولة ويعاقب أخرى، يهدد بالإقتصاد، يجوع الناس، ينتقم اذا ما أخفق مشروعه في سوريا، دمويا في العراق وفلسطين واليمن، وفي اي بلد، وكل هذا يشكل خطرا على السلم العالمي، لا بل هو مبعث قلق لكل العالم. وكل ذلك من أجل أمن العدو الصهيوني واستقراره"، مشددا على ض"رورة السعي لتبقى اسرائيل هي العدو، وفي خلفية كلامه ان هناك سعي دائم لتبديل ثقافة العدواة مع اسرائيل في المنطقة، فتصبح اسرائيل شريك لبعض الدول لتنفيذ المؤامرة، وتطيح بالمقدسات من خلال سياسة تجميد المختلف عليه وهي الكرامة واساس القضية وعنوانها"، مشيرا الى أن"ما نشهده اليوم من عدم تحمل مسؤولية امام الناس، ومصير الوطن على المحك في زمن التسويات الدولية، بينما يجب حفظ الوطن، فهل يحفظ بالمزيد من حرق الوقت والامبالاة.” ، متسائلا "متى كانت الإستحقاقات الداخلية يراهن عليها خارجية، ومتى كان الرهان الخارجي منتصر باءت كل المشاريع بالفشل، فلا تدعو أحد ينتقم من لبنان اذا انتصرت سوريا على الإرهاب، و لا تدعو أحد ينتقم من لبنان اذا استطاع العراق انتصر على الإرهاب، و لا تدعو أحد ينتقم من لبنان اذا استطاعت هذه النخبة في المنطقة ان تقول للأميركي وللإسرائيلي لا ، لماذا نضع هذا الوطن على مساحة ضيقة من الحسابات، في حين يجب ان تكون هذه الحسابات واعية، في زمن التقلبات والبيع والشراء احفظ رأسك، وحفظ الرأس يكون بحفظ الوطن وحفظ الأرض وحفظ الحدود والحفاظ على الوحدة والإقلاع عن الأنانيات المتحكمة في التصرفات والإقلاع عن اللامبالاة امام المآسي المنتشرة في منطقتنا ولا يكون هذا بمنأى عنها"، مؤكدا أننا "نحن في هذه الحركة سنبقى العين الساهرة على الوطن، وعلى حدود طمأنينة أجياله، وعلى الوحدة والتماسك، وعلى الإنتصار للقضايا القومية وعلى الإنطلاق باتجاه حوار هادئ ومسؤول بين لبنان والشقيقة سوريا لمواجهة ما يخطط لبلدنا ومنطقتنا، ومعالجة كل المشاكل التي يراد من خلالها ان تفقد هذه الأوطان"، مضيفا: "سنبقى العين الساهرة كما مضى رجالنا وشهداؤنا على الحق. والنهج الذي رسمه الإمام لا يريد الا العزة لأمته والعزة لوطنه، وحفظ كرامة الإنسان".